ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 15 سبتمبر 2021

يوم لا أنساه : سامي شرف : عبدالناصر أعطاني سيجارة!



شهر سبتمبر شهد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر منذ أكثر من نصف قرن والذين هم على قيد الحياة من من عملوا معه عن قرب لا يتعدى حاليا أصابع اليد الواحدة على رأسهم الصديق العزيز محمد فايق الذي كان وزيرا للأعلام وهو حاليا رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان و قد التقيت به لأول مرة وراء الشمس في سجن مزرعة طره عام 81 وكذلك الصديق سامي شرف  مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، والوزير السابق برئاسة الجمهورية ، الذي عمل مع "ناصر" منذ اليوم الثالث لثورة يوليو ، وفي سنة 1955 تم إنشاء مكتب للمعلومات يتبع الرئيس مباشرة وتولاه سامي شرف ومنذ هذه اللحظة لم يفترق عنه حتي وفاته.. 

أتصلت به، ووجدته متعبا منهكا وصوته يخرج بصعوبة ، فهو يعاني من أمراض الشيخوخة ، وقبل أن أنهي المكالمة قلت لنفسي: سأجرب حظي معه وأسأله عن يوم لا ينساه.. وحدثت المفاجأة فإذا بالصوت الضعيف المنهك يتحول بقدرة قادر إلى صوت قوي وواضح ، وكأن المريض قد استرد صحته ولو لدقائق وأنا أسأله : متى توثقت علاقتك بالرئيس الراحل ؟ هل قبل ثورة يوليو أم بعدها؟ فرد بعدما طرد المرض من صوته: كان ذلك سنة 1950 عندما أعطاني سيجارة!!

وشرح في سلاسة ووضوح ما يعنيه قائلا : كنت وقتها بالجيش ملازم اول وذهبت إلى مدرسة الشئون الادارية بالعباسية وأخذت دورة إستعدادا للترقية، وكان من بين اساتذتي الصاغ جمال عبدالناصر ، وكان مدرس لمادة "التحركات" ، وقبل نهاية الدورة كان من المفترض أن يقدم كل طالب مشروع التخرج ، فقدمت مشروعي، وفي اليوم الأخير للدورة دخل جمال عبدالناصر الفصل وسأل عن الطالب سامي شرف الذي هو أنا!! وطلب مني أن أذهب إلى مكتبه بعد انتهاء الدرس! وبالطبع توقعت الشر! وقلت : هناك عقاب في انتظاري ، فالمدرس الضابط لا يطلب طالب في مكتبه إلا لتوبيخه!! ولكنني فوجئت به يطلب مني الجلوس وأعطاني سيجارة وقال مشروعك جيد ، وأنت باين عليك ضابط كويس، وأتوقع لك مزيد من النجاح في المستقبل ، وخرجت من اللقاء وأنا مبسوط جدا ، فأنا الطالب الوحيد الذي تلقى ثناء وكلمتين حلوين من مدرسه.

وبعد قيام ثورة يوليو بثلاث أيام بالضبط وتحديدا يوم 26 يوليو وكنت في موقعي بطريق مصر السويس جائتني إشارة من المخابرات الحربية للقاء زكريا محي الدين الذي أخبرني أنني سأعمل مع عبدالناصر ، وكان واضحا أن قائد الثورة لم ينساني منذ أن أعطاني سيجارة!! وفي سنة 1955 أخبرني الرئيس أنه في طريقه لإنشاء سكرتارية الرئيس للمعلومات وأنني سأكون مسئولا عنها ، وهكذا توثقت صلتي به، وظللت بجانبه حتى وفاته رحمه الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق