ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 8 سبتمبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - واقعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصحافة!!


هناك شبه إجماع بين أبناء مهنة الصحافة على رفض حبس أصحاب الأقلام، والدول الديمقراطية لا تجد فيها صحفي أو صاحب رأي يذهب وراء الشمس بسبب ما كتبه، لكن ماذا لو أساء إلى غيره أو قام بالتطاول عليه؟ .. هل يمكن إعفاءه من العقاب لمجرد إنتماءه إلى صاحبة الجلالة الصحافة؟؟ بالطبع لا .. وفي البلاد التي توجد فيها حرية صحافة حقيقية يقوم القضاء بحماية سمعة الناس وأعراضهم، فتقوم الصحيفة بنشر إعتذار علني بالبنط العريض لمن أساءت إليه فضلاً عن الغرامة المالية المفروضة عليها كتعويض للشخص الذي أصابه الضرر من جراء القلم الطائش!! 


ومنذ أن إزدهرت الصحافة في بلادنا ونمت وترعرعت إبتداءً من أوائل القرن العشرين الميلادي، وأهل تلك المهنة المتعبة تستقبلهم السجون من حين لآخر! ودخل السجن العديد من الصحفيين في عصور مختلفة، لكنني أتوقف هنا عند حكاية غريبة جداً لم يحدث مثلها في تاريخ المهنة! وكان وكيل النيابة التي يحقق في الواقعة مذهولاً مما يجري أمامه، فهو منظر فريد من نوعه، لم يره من قبل، وكان ذلك سنة ١٩٤٥ .. كتب حبيبي أبي يومها مقال ضد اللورد "كيلرن" السفير البريطاني في مصر تحت عنوان : "هذا الرجل يجب أن يرحل"! 

وقد أحدث ما كتبه والدي ضجة كبرى، فهو الأول من نوعه، وكانت بريطانيا العظمى قد خرجت لتوها منتصرة في حرب كبرى ضد ألمانيا النازية، فكيف يجرؤ كاتب ناشئ على مهاجمة سفير صاحب الجلالة البريطاني؟؟ وكانت مصر وقتها محكومة بحكومة أقلية موالية للقصر والإنجليز برئاسة "النقراشي" باشا! فقرر رئيس الوزراء مصادرة عدد روزاليوسف المنشور فيها المقال، وإحالة كاتبه "إحسان عبدالقدوس" إلى التحقيق!! 

وأسرعت صاحبة المجلة جدتي "روزاليوسف" إلى النيابة، وأبلغت المحقق أنها المسئولة عن ذلك لأنها هي التي وافقت على نشر مقال إبنها، بل وشجعته على ذلك! ولأول مرة يحتد الإبن على أمه ويثور في وجهها ويؤكد أنه يتحمل مسئولية ما كتبه! ووقع وكيل النيابة في حيرة وهو يشاهد مناقشة عاصفة بين الأم وولدها حول من يتحمل مسئولية الهجوم على سفير الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس!! وأخيراً إنحاز المحقق إلى الإبن ضد أمه وقرر حبسه!! وتم إطلاق سراح جدتي "روزاليوسف" بينما تم إيداع أبي في سجن الأجانب! وكان يقع في ميدان المحطة أو رمسيس حالياً، وكل زبائنه من السياسيين!! ومن المؤكد أن تاريخ الصحافة في مصر بل والعالم كله لم يشهد مثل هذه الواقعة .. خناقة بين الأم وإبنها .. كل منهما يحاول أن يفتدي الآخر ويدخل السجن بدلاً منه!! 

والجدير بالذكر أن عائلتنا كلها ذهبت وراء الشمس لأسباب سياسية ابتداءً من الجدة "فاطمة اليوسف" وحتى "العبد لله" كاتب هذا المقال.

 .. وعجائب!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق