ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - ماتت مخنوقة .. وظنوا موتها طبيعي!



سألت رجل القضاء السابق "أحمد الشهاوي" عن أغرب قضية قابلها في حياته: أجابني بدون تردد أنها تتعلق بتلك السيدة المسنة التي ماتت مقتولة في شقتها! ولم يشعر أحد بالجريمة التي وقعت! وتم دفنها على أساس أنها ماتت موتة طبيعية "من عند ربنا"!! 


وكان من الطبيعي أن أطرح عليه كل علامات الإستفهام الممكنة التي توافدت على ذهني، وتراقصت أمام عيني!! "إزاي" .. ومتى ولماذا؟؟ وكيف يموت الإنسان مقتولاً ولا يشعر بالجناية أحد؟ ثم تساءلت عن كيفية القبض على المجرم مادام أقارب القتيل رأوا فيما وقع إنها مجرد قضاء وقدر؟!! 

رد رجل القضاء على تساؤلاتي العديدة أنها حكاية أغرب من الخيال، والبداية بإلقاء القبض على لص مساكن كان مطلوباً للعدالة! وبدأ في سرد الجرائم التي إرتكبها، ومن بينها سرقة مسكن بمنطقة "السيدة زينب"، وكانت صاحبة المنزل نائمة! لكنها إستيقظت فجأة، فإنقض عليها وهي على سريرها، وقبل أن تصرخ كان قد كتم أنفاسها! ثم قام بتغطيتها، ونامت من جديد، ولكن إلى الأبد هذه المرة!! ولم يعبث بمحتويات بيتها لأنه مجرد أن فتح أحد الأدراج وجد مبلغ من المال "فلطشه"! ولم ينس أن يغلق الدرج قبل أن يهرب!! 


وعند الرجوع إلى سجلات الشرطة تبين أن الشبهات قد حامت حوله بإعتباره لصا محترفا! وتطابقت أقواله في النيابة مع البلاغات المقدمة عن سرقات الجاني فيها مجهولاً، لكن لم يرد ذكر لسرقة مسكن السيدة المسنة.


ويقول رجل القضاء السابق: تعجبت جدا لذلك، فهذه السرقة بالذات مقترنة بجريمة قتل! وقلت في نفسي لابد أن هناك إلتباسا في الأمر. 

وتم إستدعاء أبنها الذي قال أن أمه تقيم بمفردها، وتشكو من عدة أمراض، لذلك كان يتردد عليها يومياً، ويقضي معها ساعات إلى جانبها! وتوقع أن يستدعيها ملك الموت "عزرائيل" في أي وقت! وهذا ما حدث بالفعل!! 

ويضيف مدير النيابة: وعندما أخبرت ولدها أن أمه ماتت مخنوقة لم يصدق وكاد أن يغمى عليه! وبالرجوع إلى الطب الشرعي ذكر أنه من الصعب إستخراج الجثة من المقبرة والكشف عليها لأن الجريمة وقعت منذ ستة أشهر، والسيدة المتوفاة "طلعت روحها" وتحللت!! ومن الصعب جداً إثبات آثار خنقها بعكس إذا كانت قد قتلت برصاصة! أو مضروبة على رأسها!! 


وعدت من جديد لمناقشة اللص القاتل الذي لم يكن يدري حتى تلك اللحظة أن جريمته مجهولة!! فأدلى بتفاصيل تؤكد أقواله السابقة، وبضمير مستريح لرجل العدالة قمت بتقديمه إلى المحاكمة، وهناك حاول التراجع، لكن دون جدوى، فقد فات الوقت! وتمت إدانته ودخل السجن محكوماً عليه بالأشغال الشاقة!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق