أصابتني الدهشة من هؤلاء الذين أنتقدوا خطوة بلادي التضامن مع جنوب أفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها العدو الصهيوني بالإبادة الجماعية ، ومازالت الدعوة منظورة أمامها ولم يتم الحكم فيها حتى الآن.
ورأيت من يقول: صح النوم كنتم فين من زمان ؟!
هذه الخطوة جاءت متأخرة جداً .. وعيب قوي أن جنوب أفريقيا التي تقع في آخر الدنيا هي التي تصدت للمذابح الإسرائيلية في قطاع "غزة" أمام القضاء الدولي بينما الدول العربية كلها نائمة في العسل !!
والأصح أنها لا تجرؤ على ذلك خشية من الغضب الأمريكي !!
وأقول له: ها نحن قد فعلنا دون أن نخشى أحد ..
وفي البداية كان هناك أمل أن يتغلب صوت العقل في إسرائيل فلا تتحول الحرب ضد "حماس" إلى إنتقام من الشعب الفلسطيني كله !!
وعندما بدا أن التطرف هو الغالب دخلت مصر على الخط ، ولحقت هي الأخرى بجنوب أفريقيا ، خاصة بعد إقتحام "رفح" ، وأقتراب الخطر من بلادنا ، بل وتعمد إسرائيل أستفزاز مصر برفع العلم الصهيوني على أقرب نقطة ملاصقة لحدودنا.
وهناك عدة أوراق عقابية رابحة مازالت في أيدينا أهمها ما نراه بالفعل وهو وقف أي تطبيع شعبي مع الصهاينة ، ومنع أي زيارات متبادلة معهم .
وعندنا في نقابة الصحفيين ممنوع أي تعامل مع العدو الصهيوني ، ومن يلتقي بالصهاينة أو يزور تلك الدولة المحتلة يتعرض لعقاب شديد ، وتبقى وقعة سودة !!
وربما ينتهي الأمر بفصله من نقابة الصحفيين كلها !!
وهذا الموقف الصارم أراه كذلك في الغالبية العظمى من النقابات ، ورجال الأعمال الذين يتعاملون معهم ينظر إليهم المجتمع بإزدراء ، لأن إسرائيل دولة عنصرية تعمل على سحق الشعب الفلسطيني ، وأزدادت تلك الوحشية في ظل الحكومة الحالية بقيادة "نتنياهو" (جزار غزة) والتي تضم أقصى اليمين المتشدد والأحزاب الدينية المتطرفة مما أدى إلى الإنفجار الذي نراه الآن في المنطقة كلها ..
وعلى فكرة العدو الصهيوني هي الدولة العنصرية الوحيدة في العالم كله بعدما أنتهى نظام "أسياد وعبيد" من الدنيا كلها ولم يبق سوى في تلك الدولة .. يريدون أن يكونوا أسياد على الفلسطينيين ويرفضون حقهم في التعامل معهم على قدم المساواة وإعطاءهم دولتهم المستقلة.
ويبقى سحب السفير المصري من إسرائيل خطوة مطروحة في حالة إستمرار الجرائم الإسرائيلية ، وهي ستكون رمزية إلى حد بعيد لأن كل الإتصالات السياسية مع القيادة الإسرائيلية تقوم بها الأجهزة السيادية وخاصة جهاز المخابرات بعيداً عن السفير والسفارة !!
وأخيراً تعجبت جداً من الرأي الذي يطالب بأن تبقى علاقتنا بإسرائيل على الطريقة الإماراتية !!
زي الفل بعيداً عن ضجيج الحرب ووجع الدماغ ، فلا شأن لنا بفلسطين وكفاية قوي ما قدمناه لهم ، وأستمرار هذا الصراع يحول دون إنطلاق مصر نحو المستقبل ، لأن هناك دوماً ما يشغلها ..
وواضح أن صاحب هذا الرأي يعيش في كوكب آخر ، ولا يعلم أن أبناء بلادنا دفعوا الدم الغالي من أجل تحرير سيناء من العدو الصهيوني الذي أحتل أرضنا .. والدم المصري سال على أرض فلسطين ..
أما الإمارات فلم تكن يوماً في قلب هذا الصراع .. وبيننا وبين إسرائيل دم لم يجف لأن الصهاينة مازالوا على تعنتهم وإستعلاءهم وليسوا أبدا من أنصار السلام والعيش على قدم المساواة مع جيرانهم .. وحرب "غزة" كشف بوضوح عن وجههم القبيح !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق