ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 5 مايو 2024

عجائب عبد القدوس - مصر كلها كانت عندهم !!



في شم النسيم أتذكرهم دوماً بكل خير ، منذ صباي المبكر أوائل الستينات من القرن الميلادي كنت أذهب إليهم مع أسرتي في المزرعة التي يمتلكونها وتقع بالقرب من القاهرة ، وفيها بيت رائع ، وهناك في يوم شم النسيم تلتقي بنجوم مصر كلها من شتى المجالات ..

واستمر هذا التقليد ما يقرب من أربعين سنة حتى أوائل القرن الميلادي الجديد ، ولم يتغير هذا التقليد حتى بعد وفاة أبي وأمي في أوائل التسعينات من القرن الماضي ، فأنا كنت دوماً أسكن مع والدي وست الحبايب حتى بعد زواجي في ذات العمارة التي يسكن فيها المضياف الكريم "زكي هاشم" وزوجته "آمال فكري" رحمهم الله ، وتعظيم سلام لأبنائهم "مي وهالة وياسر".


ويدخل في دنيا العجائب أن هذا اللقاء السنوي في شم النسيم عند هذه الأسرة الرائعة أستمر رغم تغيير الرؤساء والطبقة التي تحكم مصر من "ناصر" إلى "السادات ومبارك" ، لكن دوماً تجد صفوة المجتمع عندهم سنوياً .. من قيادات القطاع العام في عهد الإشتراكية إلى رجال الأعمال الناجحين منذ أيام الإنفتاح ، بالإضافة إلى نجوم المجتمع في الصحافة والفن خاصة .. 

وكان عدد المدعوين يصل إلى مئة شخص تقريباً ..

وكل واحد "معزوم" بأسرته ..

وهذا ما كنت أراه دوماً في شم النسيم منذ أن كنت طالباً بالمدرسة وحتى أوائل القرن الميلادي الجديد.


وفي يقيني أن السبب في إستمرار هذا اللقاء بنجاح كبير ما يقرب من أربعين سنة يرجع إلى أصحاب هذا المكان وشخصية كل منهم ..


فالمضيفة السيدة "آمال فكري" سيدة رائعة ولها علاقات واسعة جداً مع المجتمع ، وهي تنتمي إلى أسرة عريقة ، وكانت من قيادات جمعية النور والأمل التي تعني بالكفيفات وهي من أبرز جمعيات المجتمع المدني في بلادي ..

وظلت حتى آخر لحظة في حياتها مسئولة عن قسم الموسيقى بالجمعية ، ونجحت في تكوين فرقة غنائية من البنات العميان (شفاهم الله) ، وأقامت العديد من الحفلات في مصر والدول الأوروبية.


والمضيف المرحوم "زكي هاشم" رحمه الله شخصية تستحق الوقوف عندها طويلاً ..

فهو خريج كلية الحقوق عام ١٩٤٢ وهي ذات دفعة والدي رحمه الله لكنه ليس بالمحامي العادي ، فقد نجح بإقتدار في أن يثبت أقدامه كمحامي دولي ، ولذلك كانت كل الأنظمة التي حكمت مصر في حاجة إليه ، وكان من أقرب أصدقائه المرحوم "عزيز صدقي" وزير الصناعة الأسبق وباني القطاع العام في عهد "ناصر" ، والذي أصبح بعد ذلك رئيساً للوزراء في عهد "السادات" .. وكان دوماً يطلب خدماته وإستشاراته القانونية ، 

ومن أهم إنجازات المرحوم "زكي هاشم" تمصير (البنك الأهلي) الذي أصبح مصرياً صميماً بعد تخليصه من يد الإنجليز ، كما أسهم في إعداد أول قانون للإستثمارات الأجنبية في مصر عام ١٩٥٦ ، وكذلك قانون الإستثمار عام ١٩٧٤ ، وهو واضع الهيكل والبناء القانوني لإتفاقيات الإمتياز الخاصة بالبحث عن البترول والتي على أساسها أبرمت العشرات من الإتفاقيات البترولية مع الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال ..

وهكذا نجد نشاطه يمتد إلى العديد من المجالات ، ويكفي لكي تعلم أهمية هذا الرجل لبلادنا أنه أحد المصريين القلائل جداً جداً الذين حصلوا على الدكتوراه من جامعة "هارفارد" الأمريكية كبرى جامعات الولايات المتحدة وأعرقها ، وكان عضواً مدى حياته في رابطة كلية الحقوق بتلك الجامعة العريقة ..

ولذلك لم يكن غريباً أن يكون مطلوباً في كل مكان وأن تجتمع مصر عنده في يوم مميز في السنة يوم شم النسيم ، وربنا يرحم الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق