يوم السبت يبدأ المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين ، ويستمر أيام ثلاث ، ويأت في وقت عصيب وتستطيع أن تقول أن الصحافة المصرية حالياً أنها تعيش فترة إنتقال من الجرائد الورقية إلى عصر الصحافة الرقمية أو صحافة النت ، وهي تختلف أختلافاً جذرياً عن الصحافة الورقية التي عرفتها أجيال الصحفيين منذ أواخر القرن التاسع عشر.
وفي يقيني أن هناك مشاكل كبرى تواجه المهنة حالياً ألخصها في نقاط محددة ..
١ـ مستقبل الصحافة الورقية ..
فهي في خطر شديد لأسباب عدة أولها طغيان الفيس بوك والمواقع الإلكترونية فهي مصدر الأخبار الأساسي ، وثانيها الخسائر الفادحة لهذه الصحف في معظمها .. بسبب تراجع الإعلانات والتوزيع من ناحية ، والتكلفة المالية لطبع الجريدة من جهة أخرى ..
وصدق أو لا تصدق .. كلما طبعت الصحيفة أعداد أكثر كلما خسرت أكثر .. لأن العدد الواحد يتكلف طباعته أضعاف سعره في السوق .. وحسب معلوماتي فإن العدد الواحد يتكلف خمسة عشر جنيها بينما يباع في السوق بخمسة جنيهات كحد أقصى .. فتكلفة الطباعة وارتفاع سعر الورق مشكلة كبرى لا يوجد لها حل حتى الآن.
٢ـ ضعف أجور الصحفيين في غالبيتهم العظمى مع إرتفاع الأسعار في مختلف الخدمات والسلع الأساسية ، ولذلك يضطر الصحفي إلى العمل في أكثر من مهنة حتى يستطيع أن يعيش حياة كريمة أو معقولة .. ويزيد العبء بالطبع إذا كان متزوجاً.
٣ـ إغلاق باب التعيينات أمام الصحفيين الجدد لان مفيش فلوس والصحف تعاني .. وهناك من ينتظرون التعيين منذ أكثر من ثمانية سنوات في الصحف القومية مع أنهم أصحاب كفاءة ، بل نرى بعض الجرائد قائمة على أكتافهم .. ولذلك ترى عنصر الشباب مفتقد في الكثير من الصحف.
٤ـ وفي ذات الوقت ترى إحالة كل صحفي يبلغ الستين من عمره إلى المعاش فوراً توفيراً للنفقات .. ولا يوجد سوى استثناءات قليلة .. وحتى وقت قريب كان الصحفي يعمل طالما هو قادر على الإنتاج ، والعبد لله مثلاً لم يتم إحالته إلى المعاش إلا بعدما بلغت من العمر أرذله!!
وكذلك معظم أبناء جيلي ، وكل ما أقوله ينطبق على الصحف القومية والخاصة .. خاصة من حيث ضعف المرتبات وعدم التعيين.
٥ـ الرقابة المشددة على الصحف والإعلام وهي مشكلة بالغة الخطورة ، قتلت الإبداع في ظل غياب حرية الصحافة .. واختفت التحقيقات الصحفية المتميزة إلا إستثناء ، وأصبح معظمها قائم على الحديث عن إنجازات النظام الحاكم ، وممنوع أي كلام عن أخطاءه !.
وهناك حظر على العديد من الموضوعات لا تستطيع الكلام عنها .. وكذلك الأخبار !!
مع أن معظمها موجود على المواقع الإلكترونية ، والدنيا تغيرت والرقابة لم تعد تجدي زي زمان في حجب الأحداث التي تقع.
٦ـ وأخيراً فليس هناك حتى الآن أي تنظيم للمواقع الإلكترونية الصحفية ومن حق الشباب العاملين هناك دخول نقابة الصحفيين ، لكن قانون النقابة يحول دون ذلك ولابد من تعديله.
وكل هذه المشاكل وغيرها تقصم ظهر الصحافة المصرية التي تعاني من أوضاع صعبة جدا جدا يعرفها الصحفيين .. وكل ما أرجوه إن وجدت حلول لها أن تكون بمثابة قرارات ترفعها نقابتنا إلى الدولة وتتابعها وتعمل على تنفيذها .. وليس مجرد توصيات .
وأرجو أن يكون مؤتمر هذا العام مختلف عن المؤتمرات الخمس السابقة ، وهذا لن يحدث إلا إذا شعر الصحفي أن هناك بالفعل تغييرات جدت في حياته والصحافة بعد المؤتمر ... وليس مجرد لقاء كبير يعقد وينفض دون أي نتيجة تذكر على الوضع القائم وتظل محلك سر .. مع كثرة التوصيات وكله كلام في كلام !!
وربنا يوفق نقيب الصحفيين الصديق "خالد البلشي" وكتيبته .. وقد جاءوا في ظروف بالغة الصعوبة وهذا من سوء حظهم ، وإذا نجحوا في تحريك المياه الراكدة والأوضاع القائمة يبقى من حسن حظ جميع الصحفيين وعلى رأسهم نقيبهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق