كم امرأة عرفها في حياته ؟؟
كثيرا .. من كل الأصناف .. ولم يمنعه الزواج من أن يزيد عددهم .. لقد كان من هواة جمع النساء .. كان يعرفهم لمجرد أن يضيفهن إلى مجموعته الكبيرة النادرة ..
ولكنه الآن لم يستطيع ..
أصبح أضعف من أن يستمر في هوايته .. واستكن في بيته بين زوجته وأولاده .. وكل ما تبقى له هو أن يقلب صفحات مجموعته ، ويستعيد ذكرياته اللذيذة ..
ما أجملها من "ذكريات" وما أعنفها ..
أنها سجل يضم كل حيل النساء والبنات ..
إنه يعرف كل هذه الحيل .. يعرف كل الأكاذيب التي تلجأ إليها البنات ليهربن من رقابة الأهل .. وكل الخدع التي تلجأ إليها الزوجات ..
وكان يستعيد ذكرياته ، وهو يرقب أبنته تشب .. وتكبر .. والشباب يرسم خطوطه الرائعة فوق جسدها ..
لقد عرف بنات في عمر أبنته ..
إن هؤلاء البنات مجنونات .. أنهن ـ في هذه السن ـ أشد جرأة من النساء .. أنهن يلجأن إلى حيل غريبة ، ليهربن إلى الخطيئة ..
ترى هل عرفت أبنته هذه الحيل ؟!
وهل تلجأ إليها ؟
هل تخدعه في سبيل لقاء فتى ، كما كان البنات يخدعن ٱباءهن في سبيل لقاءه ؟
إنها تقول أنها ذاهبة إلى النادي .. من أدراه ربما كانت ذاهبة إلى لقاء ؟
إنها تحادث صديقتها في التليفون .. من أدراه .. ربما تحادث رجلاً بصيغة المؤنث ، كما كانت البنات يحادثنه ؟!.
وبدأ يضطرب ..
بدأ يرقب أبنته بعينين ملؤهما الشك ..
لا .. مستحيل .. لن يمكنها من خداعه .. أنه أذكى من أن يخدع !
وقالت يوماً أنها ذاهبة إلى "الخياطة" .. أنه يعرف هذه الحيلة جيداً .. أنها حيلة قديمة في عمر حواء.
وعرف عنوان "الخياطة" لقد كانت له شقة خصوصية في نفس العمارة !!
المجنونة .. سيعلم كيف تحترمه .. وسينقذها !
وتركها تخرج إلى الخياطة .. وخرج وراءها .. تتبعها .. وصعدت إلى العمارة وصعد وراءها ..
ودخلت فعلاً إلى "الخياطة" ..
ووقف عند الباب حائرا .. هل هي بريئة ؟!
وخرجت سيدة من شقة الخياطة وهللت عندما رأته .. أنها إحدى مغامراته القديمة .. وفرح بلقاءها .. كأنه استعاد شبابه كله في لحظة واحدة ..
ونسى أبنته أو كاد ..
وأقبل يحادثها كأنه عاشق جديد ..
وخرجت أبنته ووجدته مقبلاً على المرأة كل هذا الإقبال ، فأشاحت عنه بوجهها .. ولوت شفتيها .. وهمت بأن تنخطاه .. وجرى وراءها يحاول أن يستوقفها .. ولكنها صرخت فيه :
من فضلك يا بابا ماتكلمنيش .. كفاية اللي شفته !!
وصرخت زوجته عندما عاد إلى البيت :
أنا اللي عايزة أعرفه .. كنت عند الخياطة بتعمل إيه .. عيب على شيبتك !
ولم يستطع أن يجيب !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق