ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 20 ديسمبر 2024

عجائب عبد القدوس - طلاق مخالف للسنة النبوية لكنه صحيح!!


أظن أن عنواني أثار دهشتك ، وطرحت كل علامات الاستفهام وحضرتك تتساءل بحق: وأنا معك: كيف يجتمع المتناقضين ..

طلاق صحيح رغم أنه مخالف لتعاليم الإسلام !!
وتزداد دهشتك عندما تعلم أن هذا الطلاق هو السائد في مجتمعنا معظم الأحوال ، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب.
وقبل أن أشرح لك فوضى الطلاق السائد أقول خللي بالك قوي من كلمتين ..
"نعمة ونقمة" ..
وكما تلاحظ زي بعض تماماً والفارق بينهما نقطتين فوق القاف لكن البون بينهما شاسع ..
فالأولى نعمة من عند ربنا ، والثانية بلاوي ومصائب وربنا يحفظك من أي نقمة وبلوى.
وإذا دخلنا في صميم الموضوع نجد أن الطلاق "نعمة بجد" إذا أصبح الحل الأخير لحياة زوجية فاشلة ..
ويتم بعد إعمال العقل من الجانبين كويس قوي ، وينصرف كل طرف إلى حاله بعدما يأخذ حقوقه كاملة عن رضى من الطرف الآخر ، ولا يكون هناك خصام ولا خناقات ، بل صداقة مراعاة للعشرة القديمة وحقوق الأبناء إذا كان هناك أولاد.
ومن جهة أخرى يكون الطلاق بلوى ونقمة إذا تم بعد خناقة حامية وربما صحبها قلة أدب وشتائم بل وقد يصل الأمر إلى الإيذاء البدني وطرد من المنزل ، وينتهي الأمر برفع قضايا أمام المحاكم ، وفي هذه الحالة تنتهي الحياة الزوجية بينهما كأعداء !!
فالطلاق هنا ليس الحل الأخير وبعد تفكير عميق بل هو الحل الأول !
ومأساة بكل المقاييس.
وقد وضع الإسلام تعاليم مشددة ليكون الطلاق نعمة وليس نقمة ، وهو إذا تم مخالف لتعاليمه يسمى بالطلاق البدعي مقابل الطلاق السني ، والذي يتم طبقاً لتعاليم نبي الإسلام وما جاء به القرآن.
وأغرب ما في هذا الموضوع كله أن معظم العلماء أجازوا الطلاق البدعي !!
وسمحوا بكل ما يترتب عليه من أثار !!
وحساب الزوج المخالف عند ربنا فقط لكنه صحيح من الناحية القانونية !!
ورفض عدد من الفقهاء الأجلاء وعلى رأسهم أستاذي فضيلة الشيخ "محمد الغزالي" رحمه الله هذا الكلام كله ..
وأكدوا أن الطلاق البدعي باطل ولا يعتد به.
وللأسف فإن مجتمعنا ومعظم المجتمعات العربية تعطي تعظيم سلام للطلاق البدعي !!
ولذلك أنتشر بطريقة مفزعة ، وفي بلادي نسبة الطلاق فيها مرتفعة للغاية خاصة بين فئة الشباب وليس هناك أي إشارة إلى تراجعها.
وهكذا تحولت إلى نقمة وبلوى على المجتمع كله !
والطلاق السني حاجة تانية ومختلف تماماً ..
ومن أهم شروطه أن يكون قد تم في منتهى التعقل ، وذهب أنصار هذا النوع من الطلاق أن الطلاق الذي يتم عقب خناقة حامية باطل لأن العقل غائب فيه تماماً مثل طلاق السكران ، فالعديد من الفقهاء يقولون طلاقه باطل لأنه غائب عن الوعي ، وإن كان البعض أجازه عقاب له على سوء أخلاقه وسكره.
وهناك سورة كاملة في القرآن الكريم إسمها "الطلاق" ، وأسمها على مسمى ، ففيها العديد من الأحكام التي تنظم أبغض الحلال إلى الله ، وكلها غير موجودة حالياً حيث نجد الزوجة المطلقة "تلم ملابسها" وتذهب إلى أهلها مع أن هذا مرفوض شرعاً قبل أن تنقضي عدتها ، والطلاق حالياً يقع في أي وقت ، ومع أنه وفقاً لتعاليم الإسلام لا طلاق للمرأة وهي حائض ، فهو باطل شرعاً عند معظم العلماء ، وكذلك الطلاق وهي حامل.
والمطلقة تبقى في بيتها حتى تنقضي عدتها .. والغرض من ذلك واضح وهي دعوة الزوج لمراجعة ما فعله ، ومن يدري ربما شعر أنه تعجل في ذلك الأمر ، ويسعى إلى مصالحتها ، وأنا شخصياً أعرف واحد من هذه القلة النادرة صالح زوجته بقبلة حلوة وكلمتين أحلى وأعتبر طلاقه هذا وكأن لم يحدث.
ويلاحظ أن القرآن أختتم آيات الطلاق بقوله تعالى: "تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.."
ويدخل في دنيا العجائب أن معظم الأزواج في بلادنا أطاحوا بحدود الله وظلموا أنفسهم لأن الطلاق في هذه الحالة مصيبة ، وبدلاً من أن يتصدى لهم علماء الشريعة ويبطلون الطلاق البدعي حدث العكس !!
أقروا بصحته وحساب المخالف عند ربنا في الآخرة ..
وأين حسابه في الدنيا ؟؟!
محمد عبدالقدوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق