أراهن أن عنواني هذا أثار دهشتك ، وربما أصابك بالغيظ !!
أو نظرت إليه في دهشة ورأيته يدخل في دنيا العجائب وأنت تتساءل بسخرية: وما هي تلك الصحيفة التي لا مثيل لها يا عمنا ؟؟
ومن هي هذه المرأة السوبر ؟؟
وقبل أن أجيب أرى من يقول لي: كلامك متناقض يا عمنا ..
لقد ضبطك أكثر من مرة وأنت تقول إن الصحافة الورقية إنتهى أمرها وهي حالياً في دور الأحتضار والبديل صحافة النت والمواقع الإلكترونية ، أما شكل الصحافة التي عرفتها وعرفها والدي وجدتي "روزاليوسف" فقد إنتهى أمرها والمسألة مسألة وقت لتشهد عصر صحافة جديد ، فما الذي جعلك تغير رأيك فجأة ؟؟
وتقول عن صحيفة مصرية أنها لا مثيل لها في مصر ؟!
وأرد قائلاً بإجابة محددة تتأكد من خلالها أن عنواني ليس على سبيل الفرقعة أو الإثارة ..
وأقول أنه قبل يومين إحتفلت صحيفة مصرية ناطقة بلغة فرنسية بذكرى تأسيسها إسمها "الأبدو" وأسألك حضرتك تحديداً: هل هناك جورنال مصري يصدر بالفرنسية غيرها ؟؟
ولو حدث يبقى على سبيل الإستثناء ..
إذن عنواني في محله تماماً ..
صحيفة مصرية لا مثيل لها ..
و"الأبدو" قام بتأسيسها الصديق "محمد سلماوي" وهو صحفي ذائع الصيت وله إنتاجه الأدبي المميز كذلك ، ويكتب عمود يومي في"الأهرام " التي تتبعها الصحيفة وكان معه فريق رائع تستطيع أن تقول أن غالبيتهم العظمى من البنات الشطار اللي زي الفل ..
ومكث رئيساً للتحرير سنوات وبعدما أطمئن على أستقرارها توالى رؤساء التحرير بعده حتى جاءت قبل سنوات سيدتي "نيفين كامل" التي ترأس التحرير حالياً ، وهي خريجة "ألسن" وكانت ترأس قسم الإقتصاد.
ويلاحظ أن عدد النساء في المناصب القيادية بالصحف المصرية على سبيل الإستثناء وأغلبهم في مجلات نسائية أو فنية متخصصة ، لكن لا يوجد حسب معلوماتي زميلة صحفية ترأس جورنال شامل.
وسيدتي "نيفين كامل" قامت بخطوة رائعة أدت إلى إزدياد أهمية الصحيفة التي تصدرها وقبل أن أذكر لك ما فعلته أقول بإختصار أن "الأبدو" المصرية الناطقة بالفرنسية أو ما يسمى بالدول "الفرنكوفونية" وعددها ٢٩ بلدا لغتها الرسمية الفرنسية..
ولذلك فهي شديدة الإهتمام بأفريقيا مثلاً وفيها العديد من البلدان الناطقة بهذه اللغة ..
وعن طريق "الأبدو" وحدها تصل رسالة مصر إليهم ويعرفون ما يجري في بلادنا ..
وفي أواخر العام الماضي صممت سيدتي رئيسة التحرير على إطلاق موقع إلكتروني باللغة الفرنسية ليتواصل مع كل الناطقين بهذه اللغة ، ونجح الموقع نجاحاً كبيراً وتضاعف عدد زواره أربع مرات في أقل من سنة ، والجدير بالذكر أن المواقع المصرية الناطقة بالفرنسية لا تجدها إلا إستثناء ، وهذا دليل آخر على أن عنوان مقالي "صح" تماماً ..
ومن أهم أسباب نجاح "الأبدو" أنهم فريق واحد ورئيسة التحرير واحدة من بينهم وليست فوقهم تتعامل معهم من منطلق الصداقة ليس المرأسة !!
وأسندت إدارة الموقع إلى شاب رائع خريج جامعة "السوربون" في فرنسا وهي من أعرق الجامعات هناك ، ورفض بشدة ذكر أسمه قائلاً أنا جزء من الفريق الذي ترأسه رئيسة التحرير ..
ولاحظت كما أخبرتك أن غالبيتهم الكبرى في الصحيفة من البنات الحلوين ولكن لا مكان للدلع هناك والعديد منهم أصدقائي الأعزاء تربطني بهم علاقة من زمان قوي بحكم الإنتماء إلى مهنة الصحافة والصداقة الإنسانية ومعظمهم جمع بين الحسنيين ..
النجاح في العمل والبيت وهذا قمة النجاح للمرأة وتستحق في هذه الحالة تعظيم سلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق