ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 27 أبريل 2025

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - براءة لأنها عشيقته!!!!



تلك الواقعة حدثت في إحدى البلاد الإسلامية التي تمنع تعدد الزوجات !

والحكاية من أولها أن الزوجة إكتشفت أن زوجها يخونها ، وله عشيقة يقال أنه تزوجها وهذا ممنوع بمقتضى القانون ، فما كان منها سوى إبلاغ الشرطة.


وأخذ البوليس يراقب الزوج الخائن ، وعرف أين ومتى يلتقي بزوجته الجديدة ، وأعد له كمين وفي لحظة الصفر تم إقتحام شقة الغرام ، وألقي القبض على الزوج وحبيبته بتهمة الزواج رغم أنف القانون !


والمفاجأة أن هذا الزاني حصل على البراءة في النهاية بعدما أكد للمحققين أن من كانت معه عشيقته ولم يتزوجها ولا توجد أي أوراق أو مستندات تثبت أنه أقترن بها !


وتلك القضية تدخل بالطبع في دنيا العجائب !!


براءة لأنه زاني وتلك عشيقته !

ولو كان قد تزوجها تبقى وقعته سودا ولدخل السجن !!

هل هناك أغرب من ذلك ؟؟


الجمعة، 25 أبريل 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - دق قلبي وعمري ١٤ سنة



حبك الأخير هو حبك الأول!!

حبيبي أبي تحدث عن أول مرة دق فيها قلبه وكان لبنت الجيران !

يقول في ذلك: كانت صديقة لإبنة عمتي وتتردد على بيتنا في العباسية حيث أعيش في كفالة العمة !

وتعارفنا وكنت أحرص على إنتظارها عند محطة الترام وأركب معها لأوصلها إلى مدرسة "السنية" حيث تدرس ثم أعود بعد ذلك إلى مدرستي "فؤاد الأول" ، وعمري وقتها ١٤ سنة وتصغرني بعام واحد فقط ، وشعوري تجاهها كان من أرقى وأنظف وأعمق أنواع الحب الذي يمكن أن يجمع بين صبي وصبية !


ثم تغيرت الظروف وحصلت فتاتي على البكالوريا وتزوجت وأصابني هذا بالحزن وعانيت صدمتي في الحب.

ولهذه الفتاة دق قلبي لأول مرة ولا أعرف تفاصيل حياتها بعد ذلك ، ونسيت فتاتي الأولى بعدما دخل حياتي حب كبير آخر بطلته زوجتي وكان تأثيرها عظيماً في حياتي.


وكاتبنا الكبير "إحسان عبدالقدوس" رحمه الله الذي أشتهر بين أصدقاءه باسم "سانو" له آراء في الحب الأول تدخل في دنيا العجائب ، وفي رواية "يا ابنتي لا تحيريني معك" يقول أن حبك الأول ليس حبك الأخير بل أن حبك الأخير هو حبك الأول ..


يبدو في ظاهر الأمر كلام ملخبط يدخل في دنيا العجائب..


ويطلق حبيبي "سانو" مفاجأة حين يقول: في حياة كل منا وهم جميل يسمى الحب الأول ..

لا تصدق فإن حبك الأول هو حبك الأخير !

وهذا الكلام قد يبدو لغزاً عند الكثيرين ، لكنني عند تعريف تلك العاطفة النبيلة استطيع تفهمه ..

فهو يرى الحب ليس مجرد مشاعر رقيقة ولحظات حلوة ، بل هو عملية بناء متكاملة فهو الحياة ذاتها ، فإذا نجحت مع شريكة عمرك في ذلك كان ذلك هو الحب الأعظم والحقيقي والوحيد في حياتك والباقي لا يرقى إلى مستوى الحب ، بل مجرد مشاعر جميلة ..


فما رأيك في هذا الكلام ؟

وهل وجدت هذا الحب في حياتك ؟

الاثنين، 21 أبريل 2025

عجائب عبد القدوس - شم النسيم وتعظيم سلام لسيدتي الرائعة وزوجها العظيم



حبيبي أبي "إحسان عبدالقدوس" رحمه الله كان يقضي شم النسيم في مكان واحد لم يتغير طيلة سنوات وسنوات وكانت معه أسرته الصغيرة ..

شريكة العمر صاحبة الفضل الأول في نجاحه ، وأولاده العبدلله وصديقي الجميل شقيقي الباشا مهندس "أحمد" !


كنا نذهب نحن الفرسان الأربعة بربطة معلم كدة إلى عزبة الدكتور "زكي هاشم" جارنا في العمارة بالزمالك ، وأحد أصدقاء العمر حيث كان زميلا لوالدي بكلية حقوق القاهرة وتخرجا سويا من الكلية دفعة ١٩٤٢.


وعزبة صديقنا تقع في أول طريق مصر إسكندرية ، وهناك كان يستقبلنا صاحب المكان وزوجته الجميلة "آمال فكري" وكنت تجد نجوم المجتمع في ذلك الوقت مجتمعين عنده من أهل الفن والسياسة ورجال الأعمال والشخصيات المشهورة.

وكرم الضيافة مفيش أحسن من كدة.

وسنويا كنت أذهب مع أسرتي إلى هناك منذ سن المراهقة وحتى بعد دخولي عالم الصحافة ، ولم أسأل يوماً .. هل الإحتفال بشم النسيم حلال ولا حرام ؟؟

وأنا صغير كنت ألعب في هذا اليوم مع أصدقائي الصغار وبعدما دخلت مجال الصحافة "بطلت" اللعب وأخذت أبحث عن الأخبار عند القوم المدعوين !


والمرحوم "زكي هاشم" لو كنت لا تعرفه محامي لامع ومكتبه ذائع الصيت ويكفي أن تعلم أنه من أوائل المكاتب الدولية في مصر يعني رجل عظيم في مهنته ، وبعد وفاته رحمه الله تولى أبناءه حفظهم الله تلك المهمة بنجاح واقتدار ، وحافظ المكتب على نجاحه بفضلهم !!



وشريكة عمره "آمال فكري" تستحق تعظيم سلام !!

وأوعى تفتكر أن السبب كرم ضيافتها لنا ، وأنها ربة منزل وسيدة مضيفة من الطراز الأول !!

فهذا أمر تجده بين العديد من نساء حواء ، لكنها تتميز عنهم بإدارتها لسنوات وسنوات لجمعية خيرية من كبرى الجمعيات الإجتماعية في مصر ، إسمها "النور والأمل" وأراهن أن حضرتك سمعت عن هذه الجمعية من قبل ، وهي متخصصة في خدمة من فقدوا أبصارهم وتنمية مواهبهم الدفينة ورعايتهم من جميع النواحي ، ويدخل في دنيا العجائب أن سيدتي نجحت في تشكيل فرقة غناء وموسيقى منهم ، وأقاموا العديد من الحفلات في مصر والخارج خاصة في بعض الدول الأوروبية ..

وظلت تعمل في خدمة المجتمع حتى آخر لحظة من حياتها الحافلة بالإنجازات ..

أراها امرأة رائعة وست الكل ..

ربنا يرحمك يا سيدتي ويرحم زوجك العظيم ويحفظ اجمل ما في حياتك ابنائك وأحفادك  

الجمعة، 18 أبريل 2025

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - في ليلة العمر.. مفاجأة لم تحدث من قبل!


بلاغ إلى اللواء "محمد عبدالرؤوف" يكشف عن مفاجأة مذهلة لم تخطر بباله قط رغم أنه عمل في الشرطة مدة تقرب من ثلاثين عاما!

وصل خلالها إلى منصب مساعد وزير الداخلية !!


والحكاية من أولها أن امرأة توفي زوجها بعدما أنجبت منه أبنتين ، عاشت بعدها وحيدة في صقيع الدنيا إلى أن وجدت من يتقرب إليها ففرحت ، لكنها أرادتها علاقة شرعية وأصرت على الزواج !

وبعد تردد كبير من الطرف الآخر تم لها ما أرادت.


وفي ليلة العمر كانت مفاجأة العمر !!


وشرح اللواء "محمد عبدالرؤوف" ما يقصده قائلاً: لو أنها أكتشفت أنه فاقد الرجولة لهان الأمر عليها ، فهذا يمكن أن تراه في حياتنا !

لكن الأمر كان أسوأ من ذلك بكثير !!

قلت له: مش فاهم !!

ما هو أسوأ من أن تكتشف المرأة ليلة زفافها أن زوجها ليس برجل وغير قادر على إسعادها  ؟

رد قائلاً: هناك الأسوأ في دنيانا ، وهو ما وقع لهذه المرأة وحدها دون غيرها في واقعة لم تحدث من قبل .. شرقاً أو غرباً !


طلبت من لواء الشرطة حل هذا اللغز الذي إستعصى على فهمي ..


فأجاب: إكتشفت تلك المرأة ليلة الزفاف أن زوجها واحدة "زيها" !!

طرأت الدهشة على وجهي وسألته: "طيب إزاي" ؟؟

وكيف لم تكتشف هذا الأمر قبل زواجها منه .. متأسف: منها ؟!

أجاب: هذا أمر غريب بالفعل !

لكن يبدو أنها كانت متلهفة على الزواج ، فأنساها ذلك "التعرف على زوجها" !

ومعرفة شخصيته ، لكن لم يخطر ببالها قط أنه امرأة !!


وعند سؤالها قالت أنها لاحظت عليه قبل الزواج أنه شديد الميوعة !

لكنها كانت فرحة به لأنه أول من طرق بابها بعد وفاة زوجها !

وللأسف إكتشفت بعد فوات الأوان"أن هذا ليس بهذا بل هذه " !!

فأبلغت الشرطة !!


وتم القبض على الزوج المزيف ودخل أو دخلت السجن بعد إتهامها بالتزوير ..

تزوير في بطاقتها الشخصية !

وتزوير آخر في وثيقة الزواج ، لأن المأذون كان سيرفض زواج واحدة ست من امرأة مثلها ! وعجائب !!


محمد عبدالقدوس

الخميس، 17 أبريل 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - الهدوء الغريب له رائحة!!!



بدأت بالامس نقل الكلام الذي كتبه في مجلة "روزاليوسف" يشرح فيها شعوره عند وفاة امه، وهو مكتوب بطريقة فريدة من نوعها وغير تقليدية ..


 وتوقفت عند دخوله إلى منزل أمه العظيمة "روزاليوسف"  ..

البيت هادئ هدوءا غريباً ..

هدوء له رائحة !!

أول مرة أعرف أن للهدوء رائحة وأشمها !!

والذين يستقبلوني لا يبتسمون لي ..

لا أحد يكلمني ..

وفي البيت طبيب صديق جاء عفواً ..

نظرت إليه لعله يتكلم ، لكنه لم يقل شيئاً ..

سألته: هل رأيتها ؟؟

وأجابني وهو يشيح بوجهه عني ..

نعم الحالة خطيرة ..

هذا كل ما أستطيع قوله.

والقلب والنبض ..

هل كشفت عليها ؟

قال وهو يدير رأسه عني: ليس معي سماعة ..

لا أستطيع أن أسمعه !!

قلت في نفسي: سماعة ..

هل أحد في حاجة إلى سماعة ليسمع هذا القلب ..

كنت أسمعه وأنا في آخر الدنيا !!


وأخذت أروح وأغدو في البهو ..

وأحد أفراد العائلة يتعجل الطبيب المختص.

وأخيراً جاء ولم يمكث سوى دقيقتين في حجرتها ..

ونظرت في وجهه متسائلاً ، وخوفي يغلب تساؤلي.


وسمعت صوتاً لا أعرفه ..

صوتاً غريباً لم ألتق به من قبل ، صوتاً يقول: البقية في حياتك ..

وصرخت ..

من الذي يصرخ ؟؟

لا أدري ..

لكنني أحسست وكأن شفتي قد أنفجرت وانطلقت منها صرخة ..

البقية في حياتك ..

هذه الكلمة لا تقال لي !

لا أقبلها ..

أنني لا أرضى ببقية حياة ..

إما الحياة الكاملة ..

وإلا فلا أريد حياة ..

وهرعت الى حياتي ..

إنها راقدة فوق فراشها كما تعودت أن أراها ..

بشرتها في ثوب اللبن المخلوط بماء الورد ..

وهي تبتسم ..

أنني لا أتخيل ولا أبالغ ..

إنها تبتسم ..

إبتسامتها الصغيرة التي أعرفها جيداً ..

لقد كذبوا علي !

قولي لهم يا أمي إنهم كذبوا على إبنك !!

ردي علي يا حبيبتي ..

إنك تكرهين الكذب ! 

فاشخطي فيهم ..

وقولي لهم لا يكذبوا على إبنك ..

ولكنها تكتفي بالابتسام ولا تقول شيئاً ..

ودخل ناس وحاولوا أن يحملوني بعيداً عنهم ..

انتفضت فيهم صارخاً ، وهددت كل من يحاول الإقتراب مني ..

وخرجوا ..

وعدت إلى أمي ..

"ردي علي" ..

لعلك غاضبة مني وهذه طريقتك عندما تغصبين ..

لكن لماذا أنتي غاضبة .. ماذا فعلت ؟؟


وتنبهت إلى أنني أبكي ..

إنها لم تكن تحب ان تراني باكياً ..

لقد رأتني مرة باكياً منذ سنوات فضربتني وقالت لي كن رجلاً ..


وسقطت على ركبتي بجانب فراشها ..

إن هناك رجلاً آخر في نفسي بدأ يصدق أنها ماتت ..

وصوته يرتفع ..

ودخلوا مرة ثانية ليحملوني عنوة بعيداً عنها ..

ونظرت إليهم متوسلا ..

دقيقة واحدة من فضلكم ..

أمسكت باليد الكريمة الموضوعة بجانب الجسد الطاهر ..

وقبلتها ثم رفعتها إلى جبيني كما عودتها كلما ألتقينا ..

وكلما أفترقنا ..

لكنه اليوم الفراق الأبدي !!


محمد عبدالقدوس

الأربعاء، 16 أبريل 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - أنا القدر!!! : كيف تلقى خبر وفاة أمه ؟




حدثتك من قبل عن جدتي العظيمة "روزاليوسف" في ذكرى وفاتها يوم ١٠ أبريل عام ١٩٥٨ ..

يعني من ٦٧ عاماً ..

لكن كيف تلقى أبي الحبيب خبر وفاتها ؟

ووالدي رحمه الله له أسلوب حلو قوي في الكتابة والتعبير عن نفسه ، وكتب ما جرى في مجلة "روزاليوسف" التي كان يرأس تحريرها وقال: كنت جالساً أكتب قصة ..


أنني أحس بقوة عجيبة وأنا أفعل ذلك !!

أحي من أشاء من أبطال قصصي وأميت من أشاء ، ليست هناك إرادة فوق إرادتي ..

أنا القدر !!


وتناسيت أن هناك كاتباً آخر يملي قصصه علي ..

أنه الله ..

وأنا شخصياً جزء بسيط جداً من قصة كبيرة ضخمة ..

قصة الحياة ..

وكاتب هذه القصة لا رآد لإرادته ، وإني بالنسبة له مجرد صعلوك لا أساوي شيئاً في عالم القصص !!

فأنا شخصياً لست سوى قصة من قصصه.


وبدأت القصة الكبرى أو وفاة أمي عندما دق جرس التليفون في مكتبي وأنا مازلت أكتب قصتي يملؤني الغرور بأني أستطيع خلق الحياة على الورق وأحرك أشخاصها كما أريد ..

فأنا القدر ..


وسمعت صوت أفاقني من غروري وقال لي على الهاتف ..

والدتك تعبانة شوية ..

هات الدكتور وتعال ..

وأمرت عامل التليفون بأن يبحث عن طبيب ، وعدت أكتب ساردا في غروري ..

ثم فجأة تنبهت وألقيت القلم من بين أصابعي وكأنه لسعني ..

وتنبهت إلى أن الذي خاطبني قال: "تعال" !!

إنهم عادة لا يستدعوني عند مرض أمي !

إنهم يعرفون أنها لا تحب لي أن أراها وهي مريضة ، لكنه قال : "تعال" !!


وأرتديت سترتي وهرولت على السلم ، وركبت سيارتي والوساوس السوداء تملأ رأسي ..

ولا أعرف كيف كنت أقود السيارة ..

فقد كنت مشغولاً بطرد الأفكار السوداء ..

أمي دوماً أقوى من أي شيء ..

لا شيء يستطيع أن يهزمها ..

لا شيء يستطيع أن يوقف نشاطها ..

لا شيء يستطيع أن يوقف نشاطها  .. 

حتى الموت ..

نعم حتى الموت ..

نعم إنه مازال بعيداً جداً ..

بعيداً جداً ..


وأقنعت نفسي لابد من أنها أكلت شيئاً دسما فعاودتها نوبة المرارة التي كانت تشكو منها ..

يا سلام يا ماما لماذا لا تحترسين وتخضعين لأوامر الطبيب ؟؟

أنك عنيدة دائماً.


ودخلت منزلها وبين شفتي إبتسامة كبيرة وفي رأسي بضع كلمات كأنها نكت لعلها تضحك لها.

وهنا وقعت مفاجأة.


ومن فضلك أنتظرني لأخبرك عما جرى.


محمد عبدالقدوس

الاثنين، 14 أبريل 2025

يوم لا أنساه - مصطفى أمين: في حفل زواجي ..لم أكن العريس!!



توفي يوم 13 أبريل عام 1997 يعني من 28 سنة ..

وهو من أهم عمالقة الصحافة الذي تعلمت منه الكثير رحمه الله ..


سألته عن اليوم الذي لا ينساه في حياته خلال حوار قديم أجريته معه قبل وفاته ..

أجابني على الفور ودون تفكير: "يوم وفاة أخي التوأم "علي أمين" في ٣ أبريل ١٩٧٦" ..

عندما مات أحسست أن نصفي قد مات ، كان "علي" أخي توأمي وصديقي وأبني ، تجتمع فيه كل هذه الصفات ، علاقتنا كانت عجيبة لا مثيل لها ، كنا بالمدارس الابتدائية في فصلين مختلفين ، فإذا ضربني المدرس في فصلي بكى هو في فصله دون أن يسمع صوت بكائي !!

وكنت إذا مرضت مرض ، وإذا شفيت شفي !!

كان يكتب المقال فأتمه ولا يعرف أحد الفرق بين الأسلوبين ، وكنت أبدأ الحديث فيختمه دون أن أتفق معه .


   (نكتة الموسم)

وقد بلغ التشابه بيننا حدا وقعت بسببه وقائع نادرة كل منها تمثل أيام من عمري محفورة في ذاكرتي ، وأول ما أتذكره ما حدث يوم زواجي ..

من المؤكد أنها لم تحدث لعريس من قبلي ولا من بعدي !!

كان ذلك في شهر مارس سنة ١٩٤٩ ، دخلت قفص الزواج الذهبي أخيراً بعد إضراب طويل حيث كنت قد تجاوزت الخامسة والثلاثين من عمري ، وأصرت أسرة العروس أن نقيم فرحا في فندق شيبرد القديم ، وعارضت بشدة في هذه "البهدلة" لكن أسرتها أنتصرت في النهاية ، واستسلمت ، وجلست خمس دقائق في "الكوشة" ، بعدما شعرت أنني سأختنق حاولت في البداية مقاومة هذا الشعور ، كانت "سامية جمال" ترقص ، و"فريد الاطرش" يغني ، وهما من أصدقائي ، تشاغلت بمتابعتهما دون جدوى ، أحسست أنني فرجة !

كل الأنظار مصوبة تجاهي وانا جالس بالملابس الرسمية التي تزيد من شعوري بالإختناق ، وبعض النظرات رأيت فيها شماتة ..

أخيراً سقط عازب بعد طول مقاومة !!

لم أعد أطيق ..

"عن إذنك" ..

قلتها لعروسي في هدوء ، وانسحبت .. 

بعدها بدقائق جاء شخص آخر وجلس مكاني !!

أنه نصفي الثاني "علي أمين" ، ولم يلاحظ أحد الفرق ولا العروس !!

إستنجدت بأخي وطلبت منه أن يفتدني ويجلس بدلاً مني في الكوشة !!

وقبل المسكين أن يقوم بهذه المهمة الثقيلة بعد إلحاح حتى أنتهى الفرح بينما جلست أنا مع المدعوين !!


قلت له: لابد أن العروس قد غضبت غضبا هائلاً عندما اكتشفت هذه الواقعة ؟؟

ضحك قائلاً: أبدا ..

العكس هو الصحيح ، أعتبرتها نكتة الموسم ، وكانت تضحك من قلبها كلما تذكرتها.

 وتراها تدخل في دنيا العجائب!!


محمد عبدالقدوس

الجمعة، 11 أبريل 2025

عجائب عبد القدوس - هذه السيدة معجزة إنسانية!



لم أفهم كلام والدي رحمه الله عندما أهداني كتابها قائلا: إنها معجزة إنسانية بكل المقاييس ، لا يوجد مثلها إلا أقل القليل ، وعليك أن تفتخر بها.


وفي البداية أعتبرت كلام حبيبي أبي يدخل في دنيا العجائب ..

يعني إيه معجزة ؟؟

أليست مثل البشر العاديين ؟؟


وعندما قرأت سيرتها العطرة بالتفصيل قلت كلامه صح تماماً ..

معجزة وأي معجزة ..


وأول ما يدل على أنها إنسانة إستثنائية جداً جداً ، أنها نجحت وأصبحت من الشخصيات المرموقة في مصر ، رغم أنها غير مصرية ، بل من بلاد الشام ، ويزداد تقديرك وأحترامك لها لأنها وصلت إلى القمة في مجال الفن ثم الصحافة دون سند ولا معين ، فهي بالتعبير العامي "مقطوعة من شجرة" !!

لا أب ولا أم ولا أقارب حتى من الدرجة العاشرة ، وجاءت إلى مصر وهي طفلة يتيمة ووحيدة !!


واسمها بالكامل "فاطمة محمد محي الدين اليوسف" ولدت أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في طرابلس وتقع حاليا في لبنان ، وتوفت والدتها "جميلة" فور ولادتها وأبوها كان تاجراً لا يعرف الإستقرار فأعطاها لجيرانه ليحافظوا عليها مقابل مبلغ من المال !!

وللأسف كان هؤلاء أندال ..

فقد كانوا يعاملونها بقسوة ..

وتوفي الأب بعد فترة قصيرة ، وقرر هؤلاء الجيران الأندال التخلص منها ، فهي لم تعد تلزمهم !!

وكان لهم صديق مسافر الى البرازيل وأقنعوه أن يأخذ هذه الطفلة معه لتؤنسه في وحدته ..


وبالفعل تحركت الباخرة من ميناء بيروت في طريقها إلى أمريكا الجنوبية ، لكن في عرض البحر قرر المهاجر أن يعدل عن تلك الصحبة ..

ربما لأن البنت شقية وعفريتة !!

وهو يريد التفرغ لبناء نفسه في الغربة ..

وعندما وصلت المركب إلى ميناء الإسكندرية أهدى تلك الطفلة الى صديق له يعيش في أرض الكنانة أسمه "إسكندر فرح" صاحب فرقة مسرحية ..


وهكذا نشأت في بيئة فنية ..

وبالتأكيد واحدة زيها مصيرها إلى الضياع ، لكنها نجحت وتألقت ..

أليست معجزة ؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 (إنها معجزة أخلاقية)


وفي بيئة الفن عرفت باسم "روزاليوسف" بدلاً من إسمها الحقيقي "فاطمة اليوسف" ..

و"روز" باللغة الفرنسية تعني "وردة" وهي بالفعل كذلك ..

إسمها على مسمى ..

حلوة جذابة ومطمع لكل الرجال ..

ومع ذلك حافظت على نفسها رغم أنه لا يوجد لها ظهر يحميها ..


وحضرتك تعلم وأنا كمان أن الأخلاقيات في الوسط الفني"مش ولابد" ..

فيه فساد أخلاقي زائد شوية أو كتير عن أي مكان آخر !!

فإذا سقطت وهي تعيش في تلك البيئة فلا غرابة ..

بل الغريب والجدير بالأعجاب أن يحدث العكس ..

فقد أشتهرت بقوة شخصيتها وأن لها أظافر تنهش كل من يحاول المساس بها ..

ولذلك أراها معجزة أخلاقية تستحق تعظيم سلام !!

فلم ترد أن تلوث سمعة أسرتها وإسم عائلتها التي لم تشاهدها أبدا !


والملفت للنظر كذلك أنها أصرت على الإحتفاظ بإسم أسرتها الأصلي عندما اشتهرت باسم "روز" ..

وهكذا أصبح إسمها "روزاليوسف" ووالدها الذي لم تراه أسمه "محمد محي الدين اليوسف".


ويدخل في دنيا العجائب أن الدور المسرحي الذي لفت النظر إليها..

غريب جداً جداً ، فقد قامت بدور امرأة عجوز رغم أن عمرها كان أربعة عشر عاماً فقط !!

وذلك في مسرحية "عواطف البنين" ..

والسبب أن أستاذها في المسرح الذي تعلمت منه الكثير واسمه "عزيز عيد" لم يجد أي فنانة ترضى بالقيام بدور السيدة الطاعنة في السن !!

وكل واحدة تدعي أنها مازالت شابة رغم أن عمر الواحدة منهن أضعاف عمر "روزاليوسف" !!

ونجحت الطفلة الصغيرة في تأدية دور المرأة العجوز نجاحاً باهراً ..

وأراهن أن تلك الواقعة لم تحدث من قبل أبدا في تاريخ الفن ، وقامت بها فقط المعجزة الإنسانية "روزاليوسف" ..



وانتظرني في الحلقة القادمة  بإذن الله مزيداً من المعجزات أرويها لك عن جدتي !

الأربعاء، 9 أبريل 2025

عجائب عبد القدوس - المرأة تستطيع الإستغناء عن الرجل !!



مفاجأة علمية:
قرأت كلاماً رأيته يدخل في دنيا العجائب ، صدق أو لا تصدق ..
حواء عندها القدرة على الإستغناء عن الرجل لكن العكس غير صحيح !!
وآدم مرتبط نفسياً وإجتماعياً بالمرأة في كل أطوار حياته ، طفلاً وفي المراهقة والرجولة ..
تلك خلاصة دراسة أمريكية قام بها ثلاثة من الأساتذة في كلية الصحة العامة بجامعة "جون هوبكنز" بالولايات المتحدة ، ومع أحترامي لنتائج البحث الأمريكاني ألا أنه في يقيني أن كل منهما يكمل الآخر ولا يستطيع كلاهما الإستغناء عن نصفه الآخر.
وأسأل حضرتك: هل تشاركني هذا الرأي ؟؟

الأحد، 6 أبريل 2025

عجائب عبد القدوس - حكم أمريكاني يستحق تعظيم سلام



أصدرت محكمة فيدرالية بولاية "كاليفورنيا" الأمريكية حكماً لصالح موظفة مسلمة من "باكستان" كانت تعمل لدى سلسلة متاجر شهيرة متخصصة في بيع ملابس للشباب ، تعرضت للطرد من وظيفتها لإصرارها على أرتداء الحجاب ، وقضت المحكمة بتعويض الموظفة المفصولة لأنها كانت ضحية تمييز ، وبعد الحكم لصالحها قالت : لقد شعرت بالغضب الشديد حيال ما جرى لي ، ولم أرغب في أن تمر تلك القضية مرور الكرام لأنها قد تتكرر مع غيري.


وهذه السيدة أراها تستحق لقب "ست الكل" لأنها لم تستسلم لما جرى لها ، بل كان عندها القوة والإصرار لترد الصاع صاعين لمن ظلموها بسبب حجابها ..


وهذا الحكم أراه يدخل في دنيا العجائب لأنه لا يوجد مثله إلا قليلاً أو قل نادراً في بلاد العم سام الأمريكي !!


محمد عبدالقدوس

الجمعة، 4 أبريل 2025

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - دمعة صادقة من الغلبان!!



لواء الشرطة السابق "محمد عبدالنبي" تقلد مختلف المناصب بوزارة الداخلية ، وعمل هناك ما يزيد على ثلاثين سنة !

لكن الحكاية التي لا ينساها أبدا هي التي شهدها عندما كان مسئولا عن تنفيذ الأحكام بالقاهرة !

كان مطلوباً منه القبض على تاجر مخدرات تم ضبطه بشحنة سموم عقب عودته من دولة عربية !

لكنه استطاع الفرار من حارسه.


واستعد ضابط المباحث لمواجهة هذا المجرم !

إفلاته من قبضة الأمن يدل على خطورته !

وكانت المفاجأة التامة أن هذا الجاني إنسان "غلبان" يتحدث بصعوبة ، ويعمل "مكوجي" بالشرابية !

أنكر تجارته في المخدرات !

وأكد أنه لم يسافر في حياته إلى أي دولة !

بل ولم يغادر مدينة القاهرة !!

وفي أثناء إستجوابه سقطت دمعة من عينيه .. شعر منها ضابط الشرطة "محمد عبدالنبي" أن المتهم الماثل أمامه برئ !


وعاد إلى فحص ملفه من جديد فتأكد أن أسمه سليم تماماً ، وأنه مطلوب للعدالة !!

فهل هذا الجاني ممثل بارع أم أنه مجني عليه بالفعل ؟

وعندما طلب منه ضابط المباحث إبراز بطاقته أخبره أنها ضاعت منه !

وبالطبع أزدادت الشكوك حوله !

لكن "المكوجي الغلبان" أكد بالفعل أن البطاقة فقدت منه عقب حضوره لأحد الأفراح منذ فترة ولم يهتم !!


ويقول رجل الأمن: المثل الشعبي يقول: "خليك مع الكتاب لحد باب الدار" ..

يعني سايره حتى النهاية لكي يتأكد لك كدبه في النهاية !!

وبالفعل بدأت تحرياتنا حول الفرح وأصحابه والمدعوين فيه !!

وكانت المفاجأة أن المتهم صادق في قوله !

وبفحص "المعازيم" تبين أن أحدهم سيئ السمعة وأنه إختفى من المنطقة ، ولا يعلم أحد أين ذهب !

فتم وضع أكمنة له !

وأخيراً تم ضبطه بإحدى المناطق النائية بالقاهرة.


وتكشفت الحقيقة المذهلة بعد القبض عليه !

تبين أنه سرق بطاقة الغلبان العاجز عن الكلام وإستخدامها في مختلف جرائمه !

وعندما أوقف بشحنة المخدرات بالمطار أخفى أسمه الأصلي !

واستخدم أسم صاحب البطاقة المسروقة !

وبعد هروبه أخذت الشرطة تبحث عنه دون أن تدري أسمه الحقيقي !

بل وصدر حكم غيابي ضده بهذا الإسم المزور بالأشغال الشاقة المؤبدة.


ويختم اللواء "محمد عبدالنبي" حكايته قائلا: الحمد لله أن المجرم الحقيقي دخل السجن بدلاً من "الغلبان" ، فلا ينطبق على تلك الحكاية المثل الذي يقول: "ياما في السجن مظاليم" !!

الخميس، 3 أبريل 2025

عجائب عبد القدوس - سن اليأس عند المرأة خرافة!!



المرأة تمر بمراحل بيولوجية متعددة من طمث وولادة ورضاعة ، فهي تقوم بأدوار عدة في الحياة ، وتشرف على رعاية زوجها وتذاكر لأطفالها وتعمل خارج بيتها ..

يعني مدة عملها اليومي يزيد كثيراً عن الرجل الذي يريد أن يستريح بمجرد أن يدخل بيته.


ولفت نظري جداً أن الاكتئاب هو عدو المرأة ويأتي رقم واحد في الأمراض التي تعاني منه المرأة ، بينما ترتيب مرض الاكتئاب الخامس بالنسبة للرجل حيث يحتل مرض القلب المرتبة الأولى.


سألت أشهر أطباء علم النفس وهو الدكتور "أحمد عكاشة" عن سبب هذا الاكتئاب ، وهل هو يلازم المرأة غالباً عندما تصل إلى سن اليأس ؟

كانت إجابته مفاجأة تامة: مفيش حاجة إسمها سن اليأس عند المرأة ..

هذه خرافة ..

صحيح أن هناك أعراض نفسية تصيب المرأة عندما تقل هرمونات الأنوثة وتتوقف بالتالي الدورة الشهرية ، لكنها عادة أعراض اكتئابية بسيطة ولا يزيد عدد المصابين بها عن ١٠٪ من النساء.


وأضاف قائلاً: العديد من النساء تبدأ حياتهن بعدما يسمى بخرافة سن اليأس ..

ترى المرأة وقد تجاوزت الخمسين تستمتع بدنياها وتتفوق كإنسانة بعيداً عن الحمل والرضاعة ..

وانظر إلى حياتنا المعاصرة لتتأكد من ذلك ..

وشهدت نساء حول العالم في قمة السلطة ووصلت إلى أعلى المناصب وقد تجاوزن الخمسين وأحوالهن الصحية والنفسية والبدنية زي الفل.


وسرد الدكتور "عكاشة" العديد من الأسماء ..

مثل الملكة "رانيا " في الأردن ، و"هيلاري كلينتون " في أمريكا ، والمرأة الحديدية في بريطانيا"مارجريت تاتشر " ، والمرأة الحديدية السابقة في ألمانيا"أنجيلا ميركل" ، و"أنديرا غاندي " في الهند ، والخ ...

وهناك العديد من الأسماء النسائية في مجالات الأدب والعلم والفن والبزنس تجاوزن الخمسين وفي قمة العطاء والنجومية ، ولمعلوماتك متوسط عمر المرأة في البلاد المتقدمة يزيد عن عمر الرجل بست سنوات ..


وسألته: ولماذا إذن الاكتئاب يطارد المرأة ؟!

فهو المرض رقم واحد عندهم ؟

أجابني: والاكتئاب أيضاً موجود بكثرة عند الرجالة ..

ظروف الحياة وأوضاعها الصعبة تدعو إلى الاكتئاب بالإضافة إلى أن المرأة مش واخد حقها خالص في بلاد الشرق ..

لأن عقلية سي السيد مازالت منتشرة للأسف ..

وبالطبع هذا الأمر يدخل في دنيا العجائب !!

ملحوظة : أنا شخصيا محمد عبد القدوس أعرف الكثيرات من من تخطبن الخمسين ويعملن في مجال الصحافة والادب  والعلم وإدارة الاعمال وزي الفل..

الخميس، 27 مارس 2025

عجائب عبد القدوس - ربنا يحفظك ساعة هذا الاختبار الرباني !! عبادة تؤديها وأنت تتألم وتتوجع!!



قول إسلامي أعجبني جداً ..
ـ حذار أن تمل من الصبر ،
ـ لو شاء الله لحقق لك مرادك في طرفة عين ،
ـ هو لا تخفى عليه دموعك وأنت تدعوه بإلحاح ليرفع عنك البلاء.
ـ وتذكر قوله تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
وقوله: "إني جزيتهم اليوم بما صبروا".
ومن فضلك توقف عند هذه الكلمات الربانية ..
لم يقل إني جزيتهم اليوم بما صلوا أو صاموا أو تصدقوا ، بل بما صبروا.
وهؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب على أخطائهم في الدنيا يستحقون تلك المكافأة ، لأن الصبر على بلاوي الحياة وإنتظار فرج الله أمر صعب جداً.
وهكذا الصبر عبادة تؤديها وأنت تتألم وتتوجع.
ويارب يحفظك من هذه المحنة..
ويبعد عنك كل ألم ..

عجائب عبد القدوس - عبادة تؤديها وأنت تتألم وتتوجع!!


قول إسلامي أعجبني جداً ..

ـ حذار أن تمل من الصبر ،

ـ لو شاء الله لحقق لك مرادك في طرفة عين ،

ـ هو لا تخفى عليه دموعك وأنت تدعوه بإلحاح ليرفع عنك البلاء.

ـ وتذكر قوله تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".

وقوله: "إني جزيتهم اليوم بما صبروا".


ومن فضلك توقف عند هذه الكلمات الربانية ..

لم يقل إني جزيتهم اليوم بما صلوا أو صاموا أو تصدقوا ، بل بما صبروا.


وهؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب على أخطائهم في الدنيا يستحقون تلك المكافأة ، لأن الصبر على بلاوي الحياة وإنتظار فرج الله أمر صعب جداً.


وهكذا الصبر عبادة تؤديها وأنت تتألم وتتوجع.

ويارب يحفظك من هذه المحنة..

ويبعد عنك كل ألم ..


محمد عبدالقدوس

الخميس، 20 مارس 2025

عجائب عبد القدوس - شيخ الأزهر .. وسيط زواج بين الأقباط!!


المؤكد أن عنوان مقالي أثار دهشتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب ..

بل وقد تتهمني أن العنوان فيه خدعة وأنك لجأت إلى الفرقعة الصحفية لتلفت الأنظار ..
وأقول لك لست محتاج إلى ذلك كله لسبب بسيط خلاصته أن العنوان "صح تماماً" وواقعة حدثت بالفعل.
وأبدأ الموضوع من أوله قائلاً أنه من كبرى العائلات القبطية فى بلادنا أسرة "عبدالنور" وعائلة "غالي" ..
وجرى كلام عن رغبة في المصاهرة ..
الشاب "أمين فخري" وعروسه الحلوة "أعتدال أمين غالي" ..
وكان ذلك عام ١٩٣٧م يعني ما يقرب من تسعين عاما ..
وبدأ مشروع الزواج يأخذ طريقه الى الواقع الفعلي عندما طلب والد العريس "فخري عبدالنور" من الإمام الأكبر شيخ الأزهر "محمد مصطفى المراغي" وكان صديقه جداً وطلب منه أن يزور أسرة "غالي" "لجس النبض" في مشروع الزواج ، وصحبه في تلك الزيارة أثنين من أعز أصدقاء والد العريس في ذلك الوقت وهما "محمود بسيوني" رئيس مجلس الشيوخ ، و"محمود همام" نائب سوهاج.
وبالطبع كانت تلك الزيارة مفاجأة مذهلة لأسرة "غالي" ، فلم تتوقع أن يأتي شيخ الأزهر بجلالة قدره لزيارتهم في منزلهم ..
وأستقبلهم "إبراهيم أمين غالي" الإبن الأكبر لعميد الأسرة "أمين باشا غالي" الذي كان قد توفي قبلها بفترة .
والعروس في ذلك الوقت كانت صغيرة عمرها ١٥ سنة فقط ومع ذلك وقع العريس في غرامها بدري بدري ، وتمت الموافقة بالطبع على المصاهرة بين الأسرتين ، لكن الزواج تأجل ثلاث سنوات حتى نضجت صاحبة الحظ السعيد وأصبح عمرها ثمانية عشر عاماً.
والجدير بالذكر أن الشيخ "محمد مصطفى المراغي" من أعظم الشيوخ الذين تولوا قيادة الأزهر طيلة تاريخه ، وكانت علاقته واسعة جداً مع كافة طوائف الشعب ، والدليل على ذلك أن أسرة قبطية كبرى طلبت منه أن يكون وسيط زواج لدى عائلة مسيحية أخرى ، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب !!

الأحد، 16 مارس 2025

عجائب عبد القدوس - أغرب مكالمة: أنت عمرك ١٤ سنة وشهرين!!


في شهر رمضان أتواصل مع أصدقائي ومن أعرفهم للتهنئة بالشهر الكريم ، ويتم ذلك إما بالرسائل أو المحادثة التليفونية ، وأصحابي خليط عجيب من الناس يضم أشكال شتى من مختلف المشارب والإتجاهات ..


ومنذ أيام أتصلت بصديق كان أيام زمان شاب "ثورجي" من الطراز الأول ..

وما أن سمع صوتي حتى رحب بي بحرارة ، لكنه قال كلمة توقفت عندها: "أنت لسة عايش .. أحمد ربنا".


ولم أفهم في البداية مقصده ، وعندما شعر أنني زعلان مما قاله ..

قال على الفور: أشهد أنا وغيري أن ربنا كتب لك عمر جديد ..

يعني أنت النهاردة وأحنا في شهر مارس من عام ٢٠٢٥ عندك ١٤ سنة وشهرين !!


وذكرني صاحبي بالأيام الخوالي والتي تتعلق بأحداث ثورة يناير وقال: لك صورة مشهورة والشرطة "تعتقلك" وتقوم "بجرك" من أمام نقابة الصحفيين وحتى البوكس !!

وهذا المنظر أثار أستياء الكثيرين ، بل وكان من الأسباب التي دفعت بعضهم للنزول إلى الشارع للتضامن مع المتظاهرين ..


وأضاف: والمشهد الذي لا أنساه أبدا ولم يصوره أحد هو ما حدث خلال أحداث الثورة الأولى بالقرب من كوبري قصر النيل ..

كانت الحشود تتقدم بهدف الوصول إلى ميدان التحرير ..

وجحافل الأمن المركزي تقف سدا منيعاً أمامها ، وبدأت مدرعات الشرطة في التحرك ببطء تجاهنا بقصد إرهابنا ودفعنا إلى التراجع ، وفجأة رأيتك بأم عيني تجلس أمام إحدى هذه المدرعات لمنعها من التقدم ..

وأضطرت إلى التوقف وهي على بعد أمتار منك ..

وأطل صاحبها من مدرعته ومعه سلاحه الآلي ليخلص عليك برصاصتين ..

وفي هذه اللحظة جاءته طوبة مباشرة في عينه جعلته ينزل إلى مكانه من جديد وتبدأ المدرعة في التراجع إلى الخلف ، وأتذكر تماماً أن عدد من المشاركين في الإحتجاج قاموا بسحبك بقوة  إلى الخلف وأنت جالس أرضا حتى لا تصبك رصاصة أو خرطوش من مكان آخر ..


موقفك هذا أعجب ناس كثير قوي من المشاركين في تلك التظاهرة الضخمة ..

لكن كيف واتتك الشجاعة على فعل ذلك ؟؟


قلت له بكلام فاجئه: لا هي شجاعة ولا بطولة ولا حاجة من دي ، ربي ألهمني بالجلوس أمام مدرعة الشرطة ، وكنت أراهن أن قائدها لن يجرؤ في النهاية على "دهسي" بل سيضطر إلى التوقف ..

قائد المدرعة إنسان في النهاية ، ولا يريد أن يعيش بقية عمره وخيالي يطارده وهو متهم بقتل متظاهر سلمي عمداً جلس أمام مدرعته !!


قال: لكنه أطل من المدرعة برأسه ومعه سلاحه الآلي ..

لكن طوبة في عينيه أنقذتك.


قلت له: الحمد لله ربنا كتب لي عمر جديد.


قال لي صاحبي ضاحكاً .. علشان كدة عايزك تنسى أنك تجاوزت السبعين من عمرك ..

أنت عندك ١٤ سنة بس وشهرين !!


محمد عبدالقدوس

الجمعة، 14 مارس 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - اقوام غرباء في الجنة!!!



مات .. روحه تصعد إلى السماء ، وهو في كامل وعيه ..

جاء اليوم الذي غفل عنه لأنه كان مشغولاً بالدنيا ، إنه خائف ويرتجف ..

يخشى أن يلقى به في جهنم !!

ولكن النار لا يدخلها إلا الأشرار والكفار ..

وهو لم يكن يوماً شريرا ودوماً كان مؤمناً بالله إيمان راسخ ولم يطرق بابه الشك يوماً ..

واستقبلته الملائكة ..

جمالها يفوق ما تصوره لها في الدنيا ..

إنها بداية مبشرة ، ورأى بعدها نور يشع في كل مكان ..

لابد أنه في الحضرة الإلهية فسجدت روحه على الفور !

ثم هدأت الأنوار ..

وسمع صوت ضخم يطلب إليه أن ينتبه ، لا يدري من أين جاء ، يبدو أنه القاضي الذي سيحاسبه ، لكن لماذا لا يراه كما رأى الملائكة ؟؟


وقال صاحب الصوت الضخم لقد بحثنا في سجل حسناتك وسيئاتك !!

رد على الفور: أنا في حمى الرحمن !!

سمع ذات الصوت يقول: لك سجل حافل من الحسنات ..

قدمت خير كثير للناس ..

وعشت دوماً مؤمناً بالله.

إبتسمت روحه قائلة: الحمد لله ..

وفجأة دوى صوت آخر فيه خشونة وغلظة: لكن لك سجل واسع من السيئات !!

وسكت ولم يرد !

لقد فرطت في صلاتك !!

لم يحاول الدفاع عن نفسه بل قال: كنت دوماً مؤمناً بالله ..

أفعل الخير للناس ولم أؤذ أحد !!

قال الصوت الغليظ: شربت الخمر رغم أنك تعلم إنها حرام ..

أجاب بنفس الإجابة السابقة: كنت دوماً مؤمناً بالله .. أفعل الخير للناس ولم أؤذ أحد !!

ولك سجل في معاشرة النساء خارج نطاق الزوجية رغم أنك متزوج !!

أجاب: إنها أخطاء أعترف بها وأطلب من ربي المغفرة .. لقد كنت دوماً مؤمناً بالله .. أفعل الخير للناس ولم أؤذ أحد !!

ربنا غفور رحيم وهو أرحم الراحمين.

وسكتت كل الأصوات وأطفئت الأنوار وسمع من يقول له بصوت كله حنان ورقة: "الجنة" !!

وطارت روحه من الفرح ..

ثم سجدت شاكرة ..


ودخل الجنة ورأى هناك أقوام غرباء .. شكلهم بدائي .. 

سألهم: من أنتم ؟؟

كانت الإجابة: نحن بشر لم تصل إلينا أي رسالة سماوية ، لكننا كنا نفعل الخير للناس .. وعشنا سالمين ولم نؤذ أحد.



ملاحظة: هذه حكاية من حكايات والدي الدينية رحمه الله ، وهو كما أخبرتك الأسبوع الماضي من أكثر الأدباء المعاصرين الذين لهم حكايات دينية ، وكل منها مكتوب بأسلوب غير تقليدي وغريبة على القارئ وجديدة عليه في نفس الوقت ، لكن هذه الحكايات "تاهت" وسط أعماله القصصية الشهيرة الأخرى ومعظمها تحولت إلى أفلام سينمائية.


وحكاية اليوم نشرها والدي في مجلة "صباح الخير" قبل أكثر من ستين سنة وأثارت ضجة لأنها كانت جديدة من نوعها .. ولكن العديد من الأقلام ورسائل القراء أشادت بالقصة وصاحبها لأنها دعوة غير مباشرة للإيمان بالله والأستعداد لليوم الآخر .. والحذر من المعاصي التي تغضب الله، لأن المرء سيحاسب عليها في الآخرة ، ولولا رحمة ربنا ومغفرته لتلقى بطل الحكاية عقاب على ما أرتكبه لآثام تغضب السماء ، لكن ربنا بفضله وكرمه عفى عنه لأن حسناته التي تمثلت في الخير الكثير الذي كان يقدمه للناس وحرصه على عدم إيذاء أحد رجحت على سيئاته ، وهكذا دخل الجنة.


محمد عبدالقدوس

الاثنين، 10 مارس 2025

عجائب عبد القدوس - أقوال في الصميم لعالم جليل



ـ الإسلام "بضاعة ثمينة" وقعت في يد "تاجر" خائب في كثير من الأحيان فأساء إليها أبلغ إساءة !!
ـ لماذا أنفتح عند المسلمين باب الإختراع في الدين وهو شر ؟؟
ولم ينفتح باب الإختراع في الدنيا وهو خير ؟!
ـ إذا هابت الأمة أن تقول للظالم يا ظالم ..
فقد ماتت أدبياً ومادياً !!
ـ لابد من دين لدنيا الناس !!
ـ الإيمان الذي نحترمه هو الذي يعانق العقل وتزدان به الحياة الدنيا.
ـ حرية الفكر هي المهاد الأول لمعرفة الله.
ـ الأمم التي تتسول الإعانات من هنا وهناك لن تكون لها قيمة مادامت يدها هي السفلى.
ـ حيث يكون الخلل السياسي يكون الإثراء الحرام !
ـ بناء المصانع والمشروعات النافعة لا يقل في قيمتها عن بناء المساجد ، بل قد يكون لها الأولوية إذا كانت الأمة في حاجة إليها.
ـ المتدين المنقطع للعبادة ..
أفضل منه ذلك المؤمن المجتهد في عمله المشغول بقضايا أمته.
أقوال مأثورة عن الشيخ "محمد الغزالي" رحمه الله ، وكانت ذكرى وفاته يوم ٩ مارس.
محمد عبدالقدوس

الأحد، 9 مارس 2025

عجائب عبد القدوس - النهاردة يوم تاريخي.. من أهم أيام مصر!


ذكرى يوم من أهم أيام مصر ٩ مارس ، ترتب عليه تغييرات هائلة في بلادي ، ويمكن أن تقول أن مصر الحديثة ولدت في هذا اليوم.

وأراهن أن غالبية القراء الأعزاء لا يعرفون ما جرى ولهم عذرهم !!
فالنظام الحاكم منذ عام ١٩٥٢ عمد إلى محو كل الإنجازات التي تمت قبله ، "وعايز" ينسب بناء مصر الحديثة إليه وحده !!
والدليل على ذلك أنه لا حس ولا خبر عن هذا اليوم ، خاصة وأن الحكومة عندها حساسية مفرطة عن أي كلام فيه إشادة بالثورات الشعبية والإحتجاجات في الشوارع مع أن يوم ٩ مارس كان ينبغي أن يكون عطلة رسمية ويتم تدريسه للطلاب في المدارس.
وإذا أردنا تلخيص ما جرى فهو في كلمتين بالضبط: "ثورةالأفندية" ..
أو الناس العاديين ضد المحتل البريطاني وعملاءه إحتجاجا على إعتقال "سعد زغلول" الذي يعبر عنهم ..
وبداية الثورة كانت في ٩ مارس من عام ١٩١٩ يعني منذ ١٠٦ سنة بالتمام و الكمال.
والثورة لها فضل كبير في تغيير الخريطة السياسية المصرية وترتب عليها صعود الطبقة الوسطى أو "الأفندية" إلى سدة الحكم وقيادة الدولة ، وبداية إزالة حكم "الباشوات" القدامى من الطبقة الأرستقراطية.
ومن أهم نتائج ثورة مصر الخالدة عام ١٩١٩ دستور ١٩٢٣ وكان من أفضل الدساتير في العالم كله في ذلك الحين ، وترتب عليه قيام مصر الدولة الليبرالية بكل ظواهرها خاصة الصحافة الحرة والأحزاب التي تتنافس في خدمة الشعب وتعبر عنه ، ونهضة كبرى في الفن وأصبحت مصر من وقتها هوليوود الشرق ، بعدما ظهرت وجوه لامعة في الطرب والمسرح والسينما مثل "سيد درويش" و"أم كلثوم" و"محمد عبدالوهاب" و"يوسف وهبي" وعمالقة التمثيل الآخرون ..
وكل هؤلاء من نتاج ثورة ١٩١٩ ..
وحضرتك إذا قارنت أيام الفن زمان بما نشاهده الآن تجد الفارق شاسع ..
و"أمس" يكسب بجدارة..
وفقدان الريادة التي كانت لنا في الماضي.
ولذلك تجاهل ثورة ١٩١٩ التي غيرت شكل مصر أمر غير مفهوم بالمرة ويدخل في دنيا العجائب !!
محمد عبدالقدوس

الجمعة، 7 مارس 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - مشكلة عبدالمتجلي في الآخرة !!



والدي رحمه الله له العديد من القصص والحكايات الدينية ، وتجد فيها أسلوب متميز لم يسبقه إليه أحد قبله !
مكتوبة بطريقة غريبة جدا وتعتبر جديدة على القارئ مثل مشكلة "عبدالمتجلي" في الآخرة التي بين يديك.
الإنسان .. في السماء !
مات .. ولم يحس أحد بموته .. ذهب دون أن تترك أقدامه أثرا فوق طريق الحياة .. ولو أن كلبا نفق في الطريق لتجمع الناس حوله ، وتهامسوا ، وربما انقبض قلب بعضهم ، وربما استدعوا مندوب جمعية الرفق بالحيوان .. ولكن من سوء حظ "عبدالمتجلي" _وهذا هو اسمه_ أنه ينتمي لنوع من المخلوقات كثيرة العدد .. عددها أكثر من عدد الكلاب ، ومن عدد البغال .. ولن يحدث شيء إذا نقص هذا العدد الكبير واحداً .. لن يتنهد أحد .. ولم يهتم أحد ..
وهكذا مات "عبدالمتجلي" في صمت .. كما عاش حياته كلها في صمت .. لم يشك ! ولم يتأوه ، ولم يستغث حتى بالله .. إنما ابتلع آلامه وعذابه في صمت .. إلى أن سمع صوت عظامه وهي تتفكك ، واحس بصدره يضيق ، وانفاسه تخمد .. وصمت أيضاً .. لم يعرف أنه يموت .. إلى أن مات !
هكذا مات "عبدالمتجلي" ..
في صمت .. وبلا مناقشة !
ولكنه ما كاد يصل إلى السماء حتى إستقبل بضجة لم يسمع مثليها في الدنيا .. وتجمع فريق من الملائكة ينثرون فوق رأسه أكاليل من النور ، وينشدون من حوله أنغاما أعذب من كل ما تذيعه محطة الإذاعة ، ويعدون له عرشا من الذهب الموسد بالحرير ، في أبهى قصر من قصور الجنة .. ولكن فريقاً آخر من الملائكة لم يشتركوا في هذه الفرحة ، ولم يرحبوا باستقبال "عبدالمتجلي" إنما وقفوا يتهامسون ، ويتناقشون وينظرون إلى "عبدالمتجلي " في رثاء يكاد يكون ازدراء .. وعندما مر بهم ، ولوه ظهورهم ، واستغرقوا في مناقشاتهم ..
وسأل أحد الصالحين من أهل الجنة :
ما هذه الضجة ؟!
واجابه ملاك :
ألا تدري .. لقد وصل"عبدالمتجلي" !
وقال الرجل الصالح :
"عبدالمتجلي" !! من هو "عبدالمتجلي" هذا ؟! لم أسمع بهذا الاسم بين الأنبياء ، أو الصالحين ، أو الشهداء !!
وقال الملاك : .أنه إنسان كنا جميعاً في انتظار وصوله إلى السماء ، فهو يمثل مشكلة يدور حولها خلاف كبير .. هل هو يستحق الجنة ، أم النار ؟
وقال الرجل الصالح :
هل هو كافر ؟
وقال الملاك :
لا ..
وقال الرجل الصالح:
مؤمن إذا!
قال الملاك :
لا .. قال الرجل الصالح:
وقائمة ذنوبه ؟
قال الملاك:
ليست له ذنوب !!
قال الرجل الصالح:
إذن له حسنات ؟!
وابتسم الملاك :
لا .. ليست له حسنات !!
قال الرجل الصالح ، وقد استبدت به الحيرة :
كيف قضى حياته الأولى ؟
قال الملاك:
في صمت !!
قال الرجل الصالح:
وما حكم الصمت ؟!
قال الملاك :
هذا هو سر الضجة .. إن الملائكة مختلفون بعضهم مع بعض ، وقد أرادت مشيئة الله أن تشكل محكمة يقدم أمامها "عبدالمتجلي" ، وسيدافع عنه ملاك ، ويتولى الإتهام ملاك آخر .. ألا تأتي .. إن المحاكمة علنية ، والحضور مباح لأهل الجنة ..
وعقدت المحكمة ..
وفتحت الجلسة وقبل نهايتها دوى صوت رئيس المحكمة :
يا "عبدالمتجلي" ..
ولم يجب " عبدالمتجلي" .. خيل إليه أن الصوت ينبعث من داخله ، لا ممن يناديه !
وعاد الصوت يدوي :
يا "عبدالمتجلي" .. أرفع رأسك!
ورفع "عبدالمتجلي" رأسه ، وملأ النور عينيه .. وسمع صوت
القاضي يقول له :
قل لنا يا "عبدالمتجلي" .. ماذا تشتهي عندما تكون في الجنة .. ماذا تطلب .. تكلم .. لا تخف يا "عبدالمتجلي" ..
وقال "عبدالمتجلي" بعد تردد : .هل أستطيع أن اطلب اي شيء ..
قال القاضي في صوت مشجع :
أي شيء .. كل ما تريد تحت أمرك !
وقال "عبدالمتجلي" :
صحيح ؟!
ودوت القاعة بأصوات الملائكة من الفريق المؤيد :
صحيح .. صحيح .. تكلم .. أطلب ما شئت .
وقال "عبدالمتجلي" وقد ارتفعت لأول مرة ابتسامته ، وتحلب ريقه :
أطلب طبق فول بالزيت كل صباح .. ورغيف عيش .. ثم استدرك قائلا بسرعة :
رغيفين !!
ووقع على القاعة صمت مخيف .. ثقيل .. ونكس الملائكة المؤيدون رؤوسهم خجلاً .. ولووا شفاههم ازدراء لهذا الشيئ الذي خلقه الله على الأرض .. واشاح ملاك الدفاع برأسه كأنه ندم على الدفاع عن هذا المخلوق .. وابتسم ملاك الإتهام إبتسامة الشماتة والنصر ..
وسأل "عبدالمتجلي" نفسه : "ترى .. هل طلبت كثيراً" !!
ومالت رؤوس القضاة بعضها إلى بعض ، وأخذوا يتهامسون ..
وقال كبيرهم :
لا مفر .. الجنة !!
وسأل أحد القضاة:
والحيثيات ؟!
قال كبير القضاة همساً :
الرحمة !!
وصدر الحكم بإدخال "عبدالمتجلي" إلى الجنة ..
ولم يفرح الملائكة المؤيدون .. ولم يقيموا احتفالاً ، ولا انشدوا ترتيلا ..
دخل "عبدالمتجلي" الجنة .. رثاء له !!