ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 6 أغسطس 2016

حوار مع حائر

إذا كنت عاشقاً للحرية بحق وحقيقي، رافضاً للاستبداد بكل اشكاله فإن عليك أن تأخذ موقفاً منصفا مما يجري في تركيا يتمثل في رفض محاولة الانقلاب التي جرت هناك، وفي ذات الوقت إدانة حملة الاعتقالات الواسعة وتشريد وإقالة الآلاف من المعارضين للنظام الحاكم التركي بقيادة أردوغان.وإذا نظرت الي الواقع تجد قلة جداً هي التي تتبني ما أقوله، فهناك من يتهم أردوغان بالقمع والاستبداد رافضين ادانة محاولة الانقلاب بل كانوا سعداء عندما جرت وأصابهم حزن شديد لفشلها: وتجد من انصار التيار الإسلامي خاصة من يلتزمون الصمت تجاه حملة التطهير الواسعة والتي لا صلة لها بالانقلاب ويكفيهم أنهم سعداء لفشلها المحاولة الانقلابية التي جرت هناك. ومواقف كلا الطرفين لم تفاجئني، ومن زمان وأنا أعلم أن العرب ملوك الكلام وبالطبع من نحن المصريين جزء من أمة أمجاد يا عرب أمجاد!! وأذا نظرت إلي الواقع تجدأفعالهم بعيداً جداً عن أقوالهم! ومحاولة الانقلاب في تركيا كشفت عن أربع مفاجآت أولها أنها كانت أكبر مما يتصور في البداية وشاركت فيها، قطاعات واسعة من الجيش والعديد من الجنرالات: والمفاجآة الثانية موقف  الأحزاب العلمانية التي تكره أردوغان جداً، فقد انحازت الي الشرعية رافضة الانقلاب وشعارها «نار الحكم القائم ولا جنة العسكر»!! فهي قد جربت الانقلابات العسكرية من قبل وتعلم ان الحكم العسكري لا مجال فيه لأي معارضة حقيقية، وكله يمشي حسب الآوامر!! والأحزاب التركية المعارضة وعلي رأسها حزب الشعب الذي قام بتأسيسه «مصطفي كمال أتاتورك» من الوزن الثقيل، وهي أحزاب بحق وحقيقي قادرة علي مواجهة اردوغان دون الحاجة إلي الاستعانة بالقوات المسلحة وهي تتصدي لخصمها. والمفاجأة الثالثة تتمثل في أن ملايين من الشعب التركي الذين لا ناقة لهم ولا جمل في السياسة ولا يهتمون بها نزلوا إلي الشوارع رافضين لمحاولة الانقلاب وكان آخرها تلك المظاهرة الضخمة التي جرت في ألمانيا وشارك فيها مئات الآلاف من الاتراك المقيمين هناك مما يدل أن النظام القائم في تركيا له قاعدة شعبية واسعة في الشارع، وهذا أمر مفهوم بعدما نجح في تحقيق إصلاحات اقتصادية مهمة ادت إلي ارتفاع مستوي دخل المواطن العادي ثلاث مرات أثناء حكم أردوغان. والمفاجأة الأخيرة كانت في حملات التطهير الواسعة التي لاتزال مستمرة حتي الآن.. وهي مفاجأة لأن اردوغان يعلن دوماً تمسكه بالنظام الديمقراطي الذي أتي به إلي الحكم! وافهم ان يشمل التطهير كل من شارك في محاولة الانقلاب سواء من الجيش او المدنيين، أما أن يمتد إلي انصار خصمه فتح الله جولن المقيم في أمريكا ولو لم يكن لهم صلة بما جري فهذا أمر مرفوض خاصة وأنه شمل العديد من زملائي الصحفيين الاتراك والعاملين في الأعلام.. وياريت من يحبون أردوغان يطالبونه بعدم الانتقام من خصومه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق