ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 14 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس - هذه المصيبة خير على مصر كلها!


أراهن أن هذه العنواين لفتت نظرك ورأيتها تدخل في دنيا العجائب وأنت تتساءل :يعني إيه ؟ ما هي تلك الواقعة التي حدثت بالسجن الحربي والتي لم يسبق لها مثيل من قبل ولا من بعد كمان؟؟ وماذا أقصد بتلك المصيبة التي وقعت على رأس والدي وحبيبي الراحل إحسان عبدالقدوس فكانت خير وبركة على مصر كلها ؟ هل هذه العناوين فرقعة صحفية أم أنها في موضوعها تماما؟
وأبدأ الموضوع من أوله قائلا أنني تحدثت مع حضرتك عن قوة العلاقة التي ربطت أبي رحمه الله مع جمال عبدالناصر لدرجة انه يناديه باسم جيمي بديلا عن اسمه جمال ولكن شهر العسل هذا لم يستمر طويلا! فقد كتب والدي مقالات نارية في روزاليوسف في مارس من عام 1954 مطالبا بالحرية لمصر بديلا عن الحكم العسكري أشهرها مقال : (الجمعية السرية التي تحكم مصر!) فتم أعتقاله ومكث بالسجن أربعة أشهر! وبعد خروجه من المعتقل كان ناصر يدعوه إلى بيته للتخفيف من صدمة أعتقاله ، لكن "جيمي" أختفت! وأصبح والدي ينادي جمال بلفظ "سيادتك" على أساس أن الدنيا تغيرت وجيمي سابقا أصبح حاكما لمصر كلها.
ولم يمض وقتا طويلا حتى وقعت مفاجأة مذهلة كانت صدمة حتى لعبدالناصر نفسه!! فقد اقتحم البوليس الحربي منزل إحسان عبدالقدوس والقوا القبض عليه من جديد!!
وفي السجن الحربي استقبله حمزة البسيوني مدير السجن بوابل من الشتائم قائلا له أن معاملته له هذه المرة ستكون مختلفة عن الحبس الأول وسيعرف يعني إيه السجن الحربي ، وقبل أن يكمل كلامه جاءه أتصال تليفوني عاجل ويقول والدي وهو يروي تلك الحكاية: إنقلب حال مدير السجن رأسا على عقب ، وجاء إلى والدي ليقول له: تليفون علشان حضرتك! ولاحظ كلمة حضرتك التي لا تستخدم أبدا في السجون حتى هذه اللحظة ، وتعجب أبي من هذا الإنقلاب في الحديث.. من شتائم وبذاءات وتهديد بالويل والثبور إلى كلمة حضرتك وآخر أدب! وتناول سماعة التليفون وفوجئ بأن محدثه هو حاكم مصر جمال عبدالناصر بنفسه وأبدى أسفه واعتذاره على ما حدث قائلا هذه غلطة فظيعة سيتم التحقيق فيها وأضاف قائلا : بجانبي عبدالحكيم عامر قائد الجيش يريد أن يعتذر لك باسم القوات المسلحة.
وأسألك : هل حدث من قبل أن رئيس دولة تحدث وقائد جيشه إلى سجين في سجنه ليعتذروا له؟ تلك الواقعة لم تحدث من قبل ولا من بعد! ولذلك كان عنواني واقعة نادرة بالسجن الحربي ، وهو عنوان موضوعي في محله تماما وليس فرقعة صحفية!!
وإذا سألتني حضرتك: كيف تكون تلك المصيبة خير وبركة على مصر كلها فإن إجابتي : أن حبيبي أبي قرر بعد تلك الواقعة الإتجاه إلى المجال الأدبي وكتابة القصص! لأنه علم أن الأوضاع في مصر ليس فيها مجال لحرية الرأي ، وهو لم يكن سعيداً بإطلاق سراحه فور مكالمة عبدالناصر ، وقال في نفسه أنه شخصية معروفة في المجتمع ولذلك فاعتقالي وصل إلى ناصر في التو واللحظة ، لكن ماذا عن مصير الناس الغير معروفين الذين يتم اعتقالهم ظلما؟؟ وفي الإنتاج الأدبي أبدع إحسان عبدالقدوس وصال وجال وهو أفضل من كتب عن المرأة في قصصه، لذلك فإن المصيبة التي حولته إلى التركيز في القصة كانت خير وبركة على مصر كلها.. أليس كذلك ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق