ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 1 مارس 2020

يوم لا أنساه :د. محمد عمارة: أول مقال وبداية إنتاجي الفكري

 
رحل عن عالمنا إلى دنيا جديدة عند ربنا المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة. 
رأيته مع غيري من أعظم علماء الإسلام. نجح في مؤلفاته التي بلغت أكثر من 300 مؤلف في تقديم صورة حلوة لإسلامنا الجميل. كان خصما قويا للمتشددين وأهل التعصب! وكذلك من يكرهون الإسلام كله! وأولئك الذين يريدون حصره في مجال ضيق! فالإسلام دين شامل للحياة كلها، وهذا ما ذهب إليه علماءنا بأغلبيتهم الساحقة. ويعجبني وصف أحدهم للمفكر الراحل الدكتور محمد عمارة حيث قال عنه: "له عقلية الفيلسوف وقلب الصوفي وإنضباط الفقيه، وحماس الداعية ورقة الأديب وعزيمة المقاتل، لم يكن رحمه الله يحيا في برج عاج أو صومعة منعزلة وإنما عاش في قلب المعركة حارسا يقظا مرابطا على ثغور الفكر الإسلامي". 
وعلاقتي بالمفكر العظيم كانت وثيقة جدا ، ومن أسبابها الأساسية أنه كان تلميذا مخلصا ومحبا للشيخ محمد الغزالي عليه مليون رحمة وهو أستاذي من ناحية، وحبي الكبير ويشرفني ويسعدني أنني تزوجت إبنته فكانت نعم الزوجة على مدار سنوات تجاوزت الأربعين عاما. 
وكنت قد أجريت حوارات عدة مع المرحوم الدكتور عمارة سألته في إحداها عن يوم لا ينساه في حياته فأجاب دون تردد وابتسامة عريضة مازلت أتذكرها حتى اليوم.. يوم 8 أبريل عام 1948.
ويشرح أهمية هذا اليوم بالنسبة له قائلا : كان ذلك في مدينة "دسوق" وأشتريت نسخة من جريدة مصر الفتاة الأسبوعية ، ووجدت بها اول مقال نشرته لي صحيفة من الصحف. وكان عنوانه "جهاد" وموضوعه عن جهاد الفدائيين العرب الذين دخلوا إلى حرب فلسطين قبل الجيوش العربية. لقد رأيت أسمي مكتوبا بالمطبعة لأول مرة في حياتي. وفي تلك اللحظة غمرني إحساس ملك على كياني أن هذا هو مكاني في الحياة ، يعني أن أكون كاتبا وكان عمري وقتها سبعة عشر عاما.. يعني عز المراهقة حيث تتقاذف الأفكار والأحلام الشاب، وماذا عن أول إنتاجك الفكري وبداية كتبك. 
رد قائلا : كان ذلك بعدها بعشر سنوات بالضبط أي في عام 1958، وكنت وقتها طالبا بدار العلوم وهو كتاب "القومية العربية ومؤامرات أمريكا ضد وحدة العرب".
وقد كتبته في أسبوع واحد فقط. وصدر عن "دار الفكر"، وأعطاني الناشر جنيهين مكافأة عن التأليف "وترجم إلى اللغة الروسية". 
    (عثرت على كنز!!) 
ويقول رحمه الله : وخلال العشر سنوات الممتدة من أول مقال وبداية كتبي كنت أقرأ بتوسع في مختلف المجالات ، وساعدني على ذلك أنني عثرت على كنز يتمثل في مكتبة مهجورة في قريتنا لصاحبها المرحوم الشيخ عبدالتواب الشناوي، وبعد وفاته لم يكن بمنزله من يقرأ أو يكتب، وكان لي صديق هو ابن أخيه لفت نظري إلى المكتبة، فذهبت إليها ووجدتها كنزا من كنوز المعرفة تضم نحو أربعة آلاف كتاب من شتى المجالات خاصة التراث ، كما تضم العديد من الكتب المترجمة عن اللغات الأوروبية. وأتفقت مع أسرة الشناوي على شراء هذه الكتب المترجمة على دفعات وبسعر قرش صاغ للكتاب الواحد سواء كان كبيرا أو صغيرا!! 
وهكذا بدأت رحلة القراءة الموسعة التي لم تنتهي حتى هذه اللحظة. 
وأختم مقالي بعبارة أعجبتني للدكتور عمارة رحمه الله يقول فيها : "قل ما شئت ، وأكتب ما شئت ، لن يكون لك وزن أو قيمة إلا إذا إنحزت لمبادئك خاصة حيت تكون التكلفة باهظة". 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق