ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 8 مارس 2020

عجائب عبد القدوس - إحسان عبدالقدوس بالطربوش في تل أبيب



هل تعلم أن أول دولة زارها حبيبي أبي إحسان عبدالقدوس رحمه الله في حياته هي فلسطين المحتلة!! كان ذلك عقب أنتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة ، وبدأ زيارته التي أستغرقت ما يقرب من أسبوع في يونيو من عام 1945م، يعني قبل توليه رئاسة تحرير مجلة روزاليوسف بشهرين حيث قامت والدته بتقليده هذا المنصب في أغسطس من نفس العام.
وكان ذلك بعدما أثبت جدارته كصحفي ودخل السجن بسبب مقال شهير هاجم فيه السفير البريطاني تحت عنوان : هذا الرجل يجب أن يذهب! وعقب خروجه من المعتقل أقامت له والدته روزاليوسف حفل كبير دعى إليها كبار الشخصيات المصرية في ذلك الوقت! وكانت رحلته إلى فلسطين إحدى محاور هذا الحفل.
وبدا عليه التشاؤم ، وتوقع ضياع هذا البلد العربي ولم يخفي مشاعره! فاليهود رغم أنهم أحزاب وفرق إلا أنهم قوة واحدة يحسب لها ألف حساب بعكس الفلسطينيين الذين انقسموا فرق وشيع دون أن تجمعهم قيادة موحدة! وفي تل أبيب شاهد حبيبي أبي استعراض ضخم أبرز من خلاله بني إسرائيل قوتهم حتى أن إحسان عبدالقدوس فوجئ بأنهم يملكون أسطولا حربيا!! وكانت كل تحركات والدي ملفتة للنظر جدا لسبب لا يخطر على بالك!! قد تظن أنه غريب وسط اليهود وهذا غير صحيح ويفاجئك بالقول أن تل أبيب مليئة بالشباب الفلسطيني الذين جاءوا يبحثون عن اللهو، لأن المدن الفلسطينية في ذلك الوقت تميزت بالجمود والعبوس ولا أحد يضحك وكأنهم ينتظرون مصيبة، وتفتقد كذلك للخدمات الأساسية! ولعلك تفاجئ بالقول إذا قلت لك أن "طربوش" حبيبي أبي كان السبب في لفت الأنظار إليه في كل مكان يذهب إليه حتى إنه أضطر إلى خلع طربوشه لينطلق في عمله كصحفي يبحث عما يجري في فلسطين.
وتل أبيب كما قال مدينة تضج بالحياة والحيوية ، وفيها أجناس من شتى بقاع الأرض يجمعهم أنهم يهود ويفتخرون بلغتهم العبرية، رغم أنهم في منازلهم يتحدثون بلغات الدول التي جاءوا منها!!
وقد حزن والدي جدا لأنه رأى أنه لا وجه للمقارنة بين المدن ذات الطابع اليهودي مثل تل أبيب والمدن الفلسطينية مثل يافا وهي مجاورة للمدينة اليهودية لكن الفارق بينهما شاسع!
وعاد والدي من رحلته الأولى في حياته وهو في حالة إحباط وحزن يتوقع هزيمة العرب! ومكسبه الوحيد من تلك الرحلة كانت في التعرف على أثنين من الصحفيين في بداية حياتهم توقع لهم حبيبي مستقبلا باهرا في عالم الصحافة، ودعاهم للعمل في مصر وهما سليم اللوزي من أشهر الصحفيين اللبنانيين وقد أغتيل في بيروت عام 1981 بطريقة بشعة أثناء الحرب الأهلية التي نشبت هناك، والثاني "ناصرالدين النشاشيبي" من أسرة فلسطينية عريقة، وبالفعل جاءوا إلى بلادنا ، وكانوا ضمن مجموعة الشباب الذين عملوا مع إحسان عبدالقدوس فور توليه رئاسة روزاليوسف وقد بلغت القمة في عهده بفضل شبابها وعبقرية قائدها ، وربنا يرحم الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق