ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 19 مارس 2020

عجائب عبد القدوس - الصحف القومية والبلاوي الثلاث


إنتهت قبل أيام انتخابات مجالس إدارات الصحف القومية ، وأشهد أنها جرت بنزاهة، والذين نجحوا أراهم بالفعل أهلا لذلك! وهم ستة في كل مؤسسة صحفية ، إثنان يمثلون أصحاب الأقلام ، "وزيهم" من الإداريين ، ومثلهم من العمال فيكون المجموع ستة فرسان.
والمفترض لو كانت صحافتنا حرة أن ينطلق هؤلاء مع رئيس كل مؤسسة صحفية للنهوض بالمؤسسة التي ينتمون إليها! ولكن لأن هذه الصحف حكومية وليست قومية فالحكومة تقوم بتعين ستة من عندها في مجلس الإدارة ينتمون إلى ذات المؤسسة لتكون لها الكلمة الأولى خاصة وأن رئيس مجلس الإدارة معين هو الآخر! وهذا الأمر موجود من زمان حتى تضمن السلطة الحاكمة أن تعبير تلك الصحف عنها!! لكن الجديد في الموضوع أن الحكومة أشتدت قبضتها على هذه الصحف ، ولم يكن هذا الأمر موجودا من قبل حيث كان لرئيس مجلس الإدارة حرية واسعة في التصرف مادام ولاءه مضمونا لمن جاء به!!
وقبل سنوات أنشئت عدة هيئات للإشراف على الإعلام منها الهيئة الوطنية للصحافة ويرأسها حاليا زميلنا "كرم جبر"، وتلك الهيئة مسئولة بالكامل عن كل ما يحدث في الصحف القومية ، ولا يستطيع مجلس إدارة أي مؤسسة إتخاذ أي قرار مهم دون موافقة تلك الهيئة.
وزمان قبل ثورة يناير كانت تلك الصحف تتبع مجلس الشورى نظريا، ولها حرية واسعة في ترتيب بيتها، ولكن رجعنا "للخلف در" في ظل تلك الهيئة.
وتلك هي البلوى الأولى !! ومن نتائجها المباشرة "بلوى ثانية" تتمثل في فشل تلك الصحف دون استثناء في أن يكون لها مواقع إلكترونية ناجحة يقبل الناس عليها بعد تراجع التوزيع الورقي وذلك بسبب القيود المفروضة عليها من فوق!!
وصدق أو لا تصدق أصدرت الهيئة الوطنية فرمان بأن يكون لكل مؤسسة صحفية موقع إلكتروني واحد فقط لا غير وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب ، وترتب على ذلك إغلاق العديد من المواقع الإلكترونية حيث كان لكل مطبوعة صحفية داخل المؤسسة الواحدة موقع إلكتروني!! وهكذا تخلفت الصحافة القومية أقصد الحكومية أمام ثورة الإتصالات.
والبلوى الثالثة تراجع هامش الحريات إلى حد بعيد، ووجود رقابة على الصحف بمقتضى قانون الطوارئ المعلن في البلاد ، ولم يجد القارئ فائدة من قراءة الصحف على أختلاف اتجهاتها وانواعها بسبب القيود المفروضة عليها ، فأنصرف إلى العالم الإلكتروني الواسع. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق