ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 22 أغسطس 2022

يوم لا أنساه - مصطفى أمين: في حفل زواجي .. لم أكن العريس!!



من أهم أساتذتي في الصحافة عملاق الصحافة العربية "مصطفى أمين" رحمه الله سألته عن اليوم الذي لا ينساه في حياته في حوار قديم اجريته معه قبل وفاته .. 

أجابني على الفور ودون تفكير :"يوم وفاة أخي التوأم"علي أمين " في ٣ أبريل سنة ١٩٧٦ .. 

عندما مات أحسست أن نصفي قد مات ، كان "علي" أخي وتوأمي وصديقي وابني تجتمع فيه كل هذه الصفات ، علاقتنا كانت عجيبة لا مثيل لها ، كنا بالمدارس الابتدائية في فصلين مختلفين ، فإذا ضربني المدرس في فصلي بكى هو في فصله دون أن يسمع صوت بكائي !! 

وكنت إذا مرضت مرض ، وإذا شفيت شفي !! 

كان يكتب المقال فأتمه ولا يعرف أحد الفرق بين الأسلوبين ، وكنت أبدأ بالحديث فيختمه دون أن أتفق معه على ما يقول .

(نكتة الموسم) 

وقد بلغ التشابه بيننا حدا وقعت بسببه وقائع نادرة كل منها تمثل أيام من عمري محفورة في ذاكرتي ، واول ما أتذكره ما حدث يوم زواجي .. 

من المؤكد أنها لم تحدث لعريس من قبلي ولا من بعدي !! 

كان ذلك في شهر مارس سنة ١٩٥٠ ، دخلت قفص الزواج الذهبي أخيراً بعد إضراب طويل حيث كنت قد تجاوزت الخامسة والثلاثين من عمري ، وأصرت أسرة عروسي أن نقيم فرحا في فندق "شيبرد" القديم ، وعارضت بشدة في هذه "البهدلة" ، لكن أسرتها إنتصرت في النهاية ، واستسلمت ، وجلست خمس دقائق في "الكوشة" ، بعدها شعرت أنني سأختنق ، حاولت في البداية مقاومة هذا الشعور ، كانت "سامية جمال" ترقص ، و"فريد الاطرش" يغني ، وهما من أصدقائي ، اشتغلت بمتابعتهما دون جدوى ، أحسست أنني "فرجة" !! 

كل الأنظار مصوبة تجاهي وأنا جالس بالملابس الرسمية التي تزيد من شعوري بالإختناق ، وبعض النظرات رأيت فيها شماتة .. أخيراً سقط عازب بعد طول مقاومة !! 

لن أعد أطيق .. "عن إذنك" .. قلتها لعروسي في هدوء ، وانسحبت .. بعدها بدقائق جاء شخص آخر وجلس مكاني !! 

إنه نصفي الثاني "علي أمين" ، ولم يلاحظ أحد الفرق ولا العروس !! 

إستنجدت بأخي وطلبت منه أن يفتدني ويجلس بدلي في الكوشة !! 

وقبل المسكين أن يقوم بهذه المهمة الثقيلة بعد إلحاح حتى انتهى الفرح بينما جلست أنا مع المدعوين !! 

قلت له : لابد أن العروس قد غضبت غضبا هائلا عندما أكتشفت هذه الواقعة ؟ 

ضحك قائلا : أبدا .. العكس هو الصحيح ، أعتبرتها نكتة الموسم ، وكانت تضحك من قلبها كلما تذكرتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق