مواقع التواصل الإجتماعي والفيس بوك كانت مشغولة جداً بالخبر المنشور عن شركة "إعمار" الإماراتية التي قامت بطرح ١٨٠ وحدة سكنية على البحر مباشرة في منطقة مميزة بالساحل الشمالي .
وكان أقل سعر الوحدة ٢٠ مليون جنيه عبارة عن شقة فخمة ، أما الفيللا فسعرها تعدى المئة مليون جنيه !
وصدق أو لا تصدق في ست ساعات فقط تم بيعها جميعاً ، وهي لمعلوماتك مرحلة أولى وهناك وحدات سكنية أخرى في طريقها للبيع .
وانقسم من قاموا بالتعليق على هذا الخبر الذي يدخل في دنيا العجائب إلى فريقين ، قلة منهم فقط رأت أنه أمر طبيعي وعادي ، وكل واحد حر في فلوسه ، وما جرى دليل على أن الناس في مصر عندها فلوس !
وغالبية ساحقة رفضت هذا السلوك ، ورأت أن من أشترى بهذا السعر الخيالي من المبذرين الذي هم إخوان الشياطين !!
وهذا السلوك قد يكون مفهوماً في الدول الثرية مثل بعض البلدان الأوروبية وأمريكا !
أما في البلاد التي تعاني من مشاكل إقتصادية والغالبية العظمى من سكانها يشكون من الفقر والغلاء ، فإن هذا السلوك يزيد من الإحتقان الإجتماعي وصراع الطبقات بين قلة ضئيلة مترفة وملايين يعانون من صعوبة الحياة .
وعندي ملاحظة مهمة في هذا الموضوع لم يلتفت إليها أحد ، وهي أن الشركة الإماراتية طرحت وحداتها السكنية المميزة في الساحل الشمالي للمصريين والعرب وخاصة أبناء الخليج والسعودية ، وليس لأبناء بلدنا فقط !
فليس كل من أقبلوا على شراء هذه الوحدات من المصريين .
أما من إشتراها من أبناء بلدي .. فأقول له : "جبت فلوسك منين يا حضرة" ؟؟
وهل يعقل أن تشتري منزل بالملايين لتمكث فيه بضع شهور فقط من السنة في الصيف فقط ، وبقية العام مغلق حتى ولو كان منزلك آخر شياكة وحلاوة !!؟
وبهذه المناسبة تذكرت الكاتب الراحل "جلال عامر" الذي قال عن هذا التفاوت الطبقي الصارخ كلمتين عجبوني قوي :
"في بلدنا ..
ناس عايشين كويس ..
وناس كويس إنهم عايشين" !!
ومن فضلك تأمل هذا القول المأثور جيداً فهو يعني الكثير !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق