ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 2 أكتوبر 2022

عجائب عبد القدوس - السجانة إمرأة ضخمة هائلة ليس لها مثيل !!



أخبرتك بالأمس أن سيدتي وتاج رأسي جدتي "روزاليوسف" أول امرأة في تاريخ بلادنا تدخل السجن لأسباب سياسية .

وفوجئ مأمور المعتقل بوصولها ، وأكتسى وجهه بدهشة شديدة ، فلم يسبق أن إستضاف في سجنه من النساء إلا مرتكبات الحوادث ، وهذه أول نزيلة عنده بنت ناس تدخل السجن لأسباب سياسية !

وأعتبر ما جرى لها يدخل في دنيا العجائب !! 

ولما جاءت الساعة الرابعة بعد الظهر أعتذر لها بأنه يجب أن تذهب إلى الزنزانة ، فهذا موعد إغلاق الزنازين ، وإعطاء التمام ، وإصطحبها بنفسه إلى القسم المخصص لسجن النساء .. 

وتذكر جدتي "روزاليوسف" أو "فاطمة محمد محي الدين اليوسف" وهذا هو إسمها الحقيقي إنطباعاتها في مذكراتها عن سجنها وألخصه  حضرتك في عدة نقاط .. 

* أول ما لفت نظرها هذه السجانة التي تسلمتها  .. امرأة ضخمة هائلة لا يمكن أن يقل وزنها عن مائتي كيلو متجهمة ، وكأنما ولدت وهذا التجهم على وجهها غليظة الصوت والإشارة وكأنها صنعت مع السجن في يوم واحد .. 

وقالت لها السجانة وهي لم ترفع رأسها من المائدة التي تجلس عليها "هما جابوكي تاني" .. وأعترى وجه جدتي الدهشة الشديدة ، وتساءلت عن معنى ما قالته !! 

المؤكد أنه أختلط عليها الأمر بينها وبين الأخريات ..

 وتقول : لكنني علمت بعد ذلك أن أغلب نزيلات السجن لهن سوابق في الحبس !! 

وعندما رفعت السجانة ذات الجسم الضخم والوزن الهائل وجهها ورأت "روزاليوسف " أصيبت "بخضة" !! 

فهي نزيلة مختلفة تماماً عن كل ما رأتهم من قبل ، وتغيرت لهجتها تماماً ، وقامت واقفة إحتراماً لها ، وبعد ذلك إصطحبتها إلى الزنزانة التي ستنزل فيها .

* والملاحظة الثانية أنه لفت نظرها في المكان حلقة ثقيلة مثبتة في الحائط يتدلى منها جنزير غليظ ، وسألت المأمور عن ذلك ، وفاجئها بالقول : قبلك كان فيه واحدة مجرمة شديدة الخطورة مقيدة في هذه الحلقة !! 

وأصابتها رعشة من هذا الكلام !! 

وقالت في نفسها : عشنا وشفنا .. مكاني في السجن كانت تشغله قبلي مجرمة !! 

* والملاحظة الثالثة أنها كانت تتصور السجون في الليل قبورا مغلقة ساكنة صامتة ، لكنها فوجئت منذ بداية المساء إنطلاق الصخب والضجيج وتبادل الإتهامات والشتائم بين مختلف الزنازين .. وتقول سمعت في تلك الليلة من الألفاظ والشتائم والأصوات المنكرة ما لم أسمعه قط في حياتي .

ولم تمكث جدتي في السجن طويلاً .. فقد ثار الرأي العام في مصر على حبسها ، ورأه أمر شاذ لم يسبق له مثيل أبدا ، وتحدثت الصحف كلها عن سجنها ، ووجدت الحكومة نفسها تحت ضغط قوي يدعوها إلى الإفراج عنها ، وأجبرت وكيل النيابة على التنازل عن شكواه ضدها وتم الإفراج عنها بعد ليلة لا تنسى وراء الشمس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق