ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 24 أكتوبر 2022

يوم لا أنساه - وزير الكهرباء محمد شاكر .. المكتوب على الجبين مش لازم تشوفه العين !!



مقدمة .. 

في يقيني أن من أنجح الوزراء الموجودين حالياً الباش مهندس "محمد شاكر" وهو من أقدمهم أيضاً .. وأكبر تحدي يواجهه في رأيي غلاء فاتورة الكهرباء الذي يشكو منه طوب الأرض من المصريين ..

والمهندس "محمد شاكر " أعرفه من زمان جداً قبل أن يصبح وزيراً ، وعندما كنت أعمل في الصحافة الورقية ألتقيت بنجوم المجتمع والشخصيات المشهورة في كافة المجالات ، وكانوا يرحبون بي لعدة أسباب أولها أنني "إبن الوز عوام " .. ونجل "إحسان عبدالقدوس" سبب كاف لتفتح الأبواب المغلقة ، بالإضافة إلى أنني حاولت دوماً إثبات شطارتي الصحفية وعمل موضوعات مختلفة تنال الإعجاب .

وأصبح لي إسمي المستقل عن والدي ، وكان حبيبي أبي فرحان بنجاحي .

ومن ضمن الشخصيات البارزة التي ألتقيت بها المهندس "محمد شاكر " ومكتبه من كبرى المكاتب المصرية والعربية المتخصصة في مجال الكهرباء .. 

وكان هذا الحوار .. 

(رفضت الاستسلام لمصيري !) 

المثل العامي في مصر يقول : "اللي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين" .. لكن هذا المثل رفضته في حياتي ، وتعجبني في هذا الصدد كلمة أحد الصحابة الكبار عندما رفض دخول بلاد الشام ، وكان فيها وباء ، فسأله أحد المسلمين متبرما منه : "هل تفر من قدر الله ؟ "

وكانت إجابته خالدة : "نعم أفر من قدر الله إلى قدر الله " .

وهذه الحكمة ارتبطت بها عند دراستي للدكتوراه ، كنت قد تخرجت من الجامعة سنة ١٩٦٨ ، وترتيبي من الأوائل كالعادة ، وبعد أن أنهيت رسالة الماجستير ، جاءتني فرصة لدراسة الدكتوراه في "ألمانيا الشرقية" التي كانت خاضعة للشيوعية في ذلك الوقت ، وكانت البعثات إلى الغرب مغلقة تماماً قبل حرب أكتوبر سنة ١٩٧٣ .

ورفضت الاستسلام لمصيري ، والسفر إلى تلك البلاد التي تحكمها أفكار "ماركس ولينين" ، ليس فقط كراهيتي للشيوعية وأهلها ، ولكن الأهم أنني لن استفيد شيئ يذكر ، وليس غايتي الحصول على شهادة تفيد أن معي الدكتوراه ، بل غرضي الأول التعلم والتفوق ، وأبي "حامد شاكر" رحمه الله كان يؤكد دائماً أهمية إتقان ما أفعله ، ولا يكف ذلك بل من الضروري أن أنبغ في هذا العمل .

وبعد حرب تحرير سيناء جاءت فرصة السفر إلى الغرب للتعلم ، وكانت رسالتي العلمية جديدة من نوعها في ذلك الوقت وهي عن المحركات الخطية التي تستخدم في تشغيل القطار الطائر فائق السرعة ، وقدمت أوراقي إلى جامعتين "بإنجلترا" ، ووضعت رغبتي الأولى في الكلية الإمبراطورية بجامعة "لندن" "أمبريل كولدج" والثانية جامعة "مانشستر" ، وهما من أفضل الجامعات بأوروبا في مجال تخصصي .. 

وفوجئت بقبولي في الجامعة الثانية دون الأولى ، وكان من حقي أن أفرح وأن استسلم لمصيري هذه المرة ، فهذه الجامعة عريقة ، وهي بالفعل حلم كل شاب ناجح ، لكنني كنت حزيناً !!

فقد أردت الدراسة بالجامعة الأولى ، وكانت درجاتي تسمح بذلك ، وفي الكلية الإمبراطورية بجامعة "لندن" يوجد أستاذ عظيم هو البروفيسور "إيريك ليثوان" مخترع المحركات الخطية محور دراستي .. فكيف تفوتني فرصة التعلم منه والتخرج من تحت يديه ؟؟ 

وسافرت إلى "إنجلترا" سنة ١٩٧٤ وقررت بيني وبين نفسي أن "أعافر" على حد تعبيرنا في مصر لكي ألتحق بالجامعة الأولى ، أي أبذل كل جهد ممكن لتحقيق أمنيتي ، وهذا هو التوكل الصحيح على الله ، أن تأخذ بالأسباب أولا ، وتترك بعد ذلك مصيرك لخالقك وهو أرحم الراحمين بك ، وبالفعل بذلت كل جهد ممكن ، ولم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق ، فقد كنا في شهور الصيف ، والناس في أجازة ، بالإضافة إلى أن باب القبول كان قد تم إغلاقه ! 

ولن أنسى في هذا الأمر فضل ملحقنا الثقافي في "لندن" "فوزي عبدالظاهر" ، فهو قد بذل كل جهد ممكن من أجل إزالة العقبات من أمامي ، وكان يعامل أبناءه من الطلاب كأب حنون لهم وليس مجرد موظفاً بالسفارة ، كما أن العالم الانجليزي الكبير كان متحمساً بقبولي وشهدت لحظات عصيبة ، حيث كانت بعثتي مهددة بالإلغاء كلية لعدم إنتظامي في جامعة "مانشستر " التي قبلتني ، لكن ربنا ستر ، ولكل مجتهد نصيب ، وأخيراً تحقق هدفي ، وانتقلت إلى الجامعة التي أحلم بها ، وهذا الأمر نادراً ما يحدث مع أي طالب آخر .. أن تقبله جامعة ، ثم يدرس في أخرى  !! 

والحمد لله أنني لم استسلم لمصيري بل فررت من قدر الله إلى قدر الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق