ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 27 أكتوبر 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - الكاتب الكبير يعترض على بيزنس أهل الفن!!


سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة" قامت ببناء عمارة في مصر الجديدة ، وغرضها من ذلك مصدرا مضمونا يحفظها رحمها الله من تقلبات الأيام ! 

فلا أحد يدري ما الذي يخبئه المستقبل .. وكان ذلك في منتصف الخمسينات من القرن العشرين الميلادي ، واعترض والدي "إحسان عبدالقدوس" رحمه الله على ما فعلته النجمة المشهورة ، ورأيه أن الفلوس التي ادخرتها "فاتن" لبناء العمارة من الأفضل أن تنفقها في مجال الفن ذاته مثل إنتاج فيلم ناجح أو حتى بناء دور عرض يحمل إسمها وتعرض أفلام متميزة . 

ودارت مناقشة بينهما ، وكانت وجهة نظر سيدة الشاشة العربية أن الممثلة لا تعيش لفنها طويلاً .. إنها كالوردة تذبل سريعاً .. بضع سنوات ثم تصبح "خردة" لا تصلح للظهور على الشاشة !! 

إنها تشبه في ذلك لاعبي الكرة ، وعمرهم قصير في الملاعب مهما بلغت نجوميتهم ، ولا تجد لاعب مكث في الملعب أكثر من عشرين سنة على أقصى تقدير ! 

وهناك فنانين مشهورين ماتوا في حالة ضنك ، وسط ظروف بالغة السوء ، وكانوا أيام شبابهم ملء السمع والبصر ، وهي لا تريد أن تلقى مصيرهم ، أما الكاتب فهو يظل يكتب طول العمر ، ويكسب مما يكتبه ، عكس الفنان ولاعب الكرة أو الرياضي بصفة عامة ! 

وكانت وجهة نظر حبيبي أبي مختلفة تماماً ، فالفن من وجهة نظره شباب دائم ، والممثلة التي تذبل سريعاً هي التي ينجذب الجمهور بجمالها وفتنتها وليس بفنها ! وهذه يكون عمرها قصيرا ليس بحكم السن فقط ، بل والملل أيضاً !! فالجمهور يمل الجميلات سريعاً ! 

وأكد والدي "لفاتن حمامة" وكانت في عز شبابها أنها لن تذبل عندما يتقدم بها السن لأنها لا تعتمد في أداء أدوارها على جمالها ولا على فتنتها ، بل على فنها بالدرجة الأولى ، والفن لا يشيخ ، وبعد ثلاثين عاما ستظل "فاتن حمامة" البطلة كما نراها اليوم .

وقد تحقق بالضبط ما قاله .

ومن فضلك قارن بينها وبين بعض الفنانات ، والواحدة منهن تصر على أن تظل شابة وتقوم بدور البنت الصغيرة التي يلهث خلفها الشباب رغم مرور سنوات وسنوات عليها أو هؤلاء النجوم الذين تجاوزوا الخمسين بل والستين أيضاً ومع ذلك لا يتخل الواحد منهم عن دور "الدنجوان" أو الشجيع ، وهؤلاء جميعاً محلك سر ، وربنا يرحم "فريد شوقي" أفضل فنان استطاع تطوير أدائه بعدما تقدم به السن ، وكذلك "شكري سرحان" .

و"فاتن حمامة" ربنا يرحمهم جميعا مليون رحمة .

ويدخل في دنيا العجائب أنك تجد في عصرنا الحديث العديد من الفنانين لهم بيزنس واسع يهتمون به أكثر من اهتمامهم بفنهم !!

وبعضهم لم يستمر طويلا في مجال الفن ، بل لمع لفترة ، ثم إنطفئ ، بعدما جمع مبالغ طائلة خلال فترة نجاحه ، وتوقف عن نشاطه وأصبح رجل أعمال له مشروعات لا صلة لها بالفن ، بل يستغل نجاحه القديم في ترويجها ، والأمثلة كثيرة خاصة بين أهل الطرب والغناء ، وبلاش ذكر أسماء منعا للإحراج .. وعجائب !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق