ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 23 يناير 2023

حكايات إحسان عبد القدوس - عذراء !!


أبي حبيبي عرفه الناس ببراعته في كتابة الروايات والقصص ، لكنني لاحظت أيضاً أنه كان رحمه الله شاطر جداً في كتابة الحكايات القصيرة أيضاً والتي كان ينشرها في من مجلة "صباح الخير" منذ تأسيسها عام ١٩٥٦م .

وهذه إحدى حكاياته وبعد قراءتها ستعرف أن "إحسان عبدالقدوس" وحده رحمه الله هو الذي يستطيع أن يكتبها ، وأن فكرة القصة لا يتصور أن تخطر على بال أحد سواه ، وإليك الحكاية ..

كانت آنسة وليست عذراء !! ومع ذلك كان المجتمع الفقير الذي نشأت فيه يقدرها ويحترمها ، فقد كانت أجمل بنات الحي وأذكاهن.

واستطاعت في سنوات قليلة أن تجعل من بيتها أرقى بيت في الحي .. أثاث جديد .. ومائدة زاخرة تحمل كل يوم طبقا من اللحم .. ثم استطاعت أن تنقل البيت كله من الحي .. من الحارة الضيقة المظلمة إلى شارع واسع منير يسير فيه الترام !!

ورغم هذا فقد كانت هي وحدها تشعر بمرارة ترسب في أعماقها .. لم يكن طموحها يكتفي بالثياب الجديدة ، ولا بالحلي الثمينة ، ولا بالرجال الذين يلاحقونها .. ولكنه كان طموحا أبعد من ذلك .. كانت تريد أن تكون عذراء !!

وواصلت نجاحها مستندة إلى ذكائها وجمالها وهي دائماً تحمل المرارة في أعماقها .. إلى أن أشتغلت في السينما .. وعهد إليها بدور البطلة في فيلم بطلته "عذراء" .. واندمجت في دورها .. أحست وهي تتحرك أمام الكاميرا وسط الأضواء أنها فعلاً عذراء .. وأنها تخلصت من المرارة التي ترسبت في أعماقها .. وخرجت من الأستوديو وهي لا تزال مندمجة في دورها .. تسير في مشية العذراى ، وتتكلم في خفر كما تتكلم العذارى ، وتحمر وجنتاها لكلمة إعجاب كما تحمر وجنات العذارى .. 

ونجحت في دورها نجاحاً باهراً .. 

ولاحقها المنتجون السينمائيون ، ولم تكن لها شروط إلا أن يكون الدور الذي تمثله دور فتاة عذراء .. 

لم يكن لها شروط أخرى .. 

فقط أن تكون عذراء ..

واستمر نجاحها ..واقتنع الجمهور بأنها عذراء .. ثم اقتنعت هي نفسها أنها فعلاً عذراء !!

شيئ واحد كان يحير الناس ، فقد كانت الإشاعات تنسبها كل يوم إلى رجل تحبه أو توشك أن تتزوجه .. كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر تجد الإشاعات رجلاً جديداً تنسبه إليها .. 

ولم تكن مجرد إشاعات .. 

كان هناك فعلاً رجال كثيرون ، وكانت لا تلبث أن تطردهم من حياتها الواحد تلو الآخر .. 

كانت تطرد من حياتها كل رجل يكتشف أنها ليست عذراء ، ويقنعها بأنها ليست عذراء .

وفي النهاية اسالك هل فكرة هذه القصة مرت عليك من قبل ام انها جديدة رغم أنها مكتوبة منذ أكثر من ستين سنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق