ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 2 يناير 2023

يوم لا أنساه - في ذكرى رحيله: وحيد حامد : يوم الفرح والبهدلة!!


بالأمس كانت ذكرى رحيله .. ومهما أختلفت فيما يكتبه فلا تملك في النهاية إلا الإعتراف بموهبته وتميزه ..

عرفته لسنوات طويلة ، وأجريت معه أكثر من لقاء ، وبدأ كاتبنا الكبير "وحيد حامد" رحمه الله رحلته مع الإبداع ونشرت أول قصة له أوائل الستينات من القرن العشرين الميلادي ، وكان هذا يوم فرحة وبهدلة تعرض لها في ذات اليوم !!

وعن هذه الحكاية التي لا ينساها حيث إجتمعت المتناقضات في يوم واحد ، 

يقول "وحيد حامد" : العاصمة اللبنانية "بيروت" كانت في ذلك الزمان عبارة عن مطبعة كبيرة تنشر أفكار وآراء وإبداعات الشباب العربي من كل حدب وصوب.

وكنت قد بدأت في ذلك الوقت كتابة القصص القصيرة ، وقررت تجربة حظي مع "بيروت" فأرسلت إلى جريدة "المحرر" اللبنانية التي كان يرأسها "غسان كنفاني" قصة عنوانها "ذكريات فردة حذاء قديمة" !!

ويقطع كاتبنا الكبير ذكرياته قائلا: على فكرة .. "غسان كنفاني" لقى ربه شهيداً حيث لقي مصرعه على يد العدو الصهيوني.

ويعود "وحيد حامد" إلى حكايته قائلا : في يوم صدور العدد الأسبوعي هرعت إلى "ميدان الأوبرا" وكان هناك كشك يبيع الصحف والمجلات العربية أمام شركة مصر للطيران ، واشتريت الصحيفة وقلبي يدق وفوجئت بما لم أتوقعه أبدا .. قصتي منشورة كقصة رئيسية بالصفحة الثالثة من الجريدة وإسمي مكتوب ببنط كبير.

وطرت من الفرحة ، وأخذت أقرأ قصتي وأنا سائر على قدمي وعبرت الشارع وفجأة وجدت من يضع يده على كتفي قائلا : أنت ماشي في الممنوع يا أستاذ الإشارة مفتوحة للسيارات !

وطلب مني "الكونستبل" الذي ضبطني مخالفا بدفع غرامة مالية ، قلت له : "أنا مفلس معنديش" ! 

فأصر على إصطحابي إلى قسم "عابدين" ، وأتذكر أسمه جيداً .. "أبو الدهب".

ويقول "وحيد حامد" : تساءلت معقول يكون يوم فرحتي ، يوم للبهدلة ؟!!

وانتظرت حتى جاء المأمور وأسمه العقيد "ممدوح" ، ورويت له قصتي ، فأشفق على شخصي ونظر إلي مبتسماً قائلا : أتفضل مع السلامة ومبروك على القصة ! وشكرته وانصرفت بعد بهدلة إستغرقت عدة ساعات في الشارع وقسم الشرطة .. 

وهذا المأمور الإنسان لا يمكن أن أنساه رغم صلتي به قد إنقطعت ، وكل ما أعرفه أنه بعد إحالته للتقاعد إفتتح مكتب للمحاماة ، ومارس تلك المهنة بنجاح.

سألت الكاتب الكبير عن أعماله التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية.

أجابني : أعمالي الأولى لا أنساها أبدا .. 

مثل المسلسل التلفزيوني "أحلام الفتى الطائر" بطولة صديقي "عادل إمام" ، وهذا العمل حقق نجاحاً عظيماً بشهادة الجميع ، 

أما فيلمي الأول فكان "طائر الليل الحزين" بطولة "محمود عبدالعزيز ومحمود مرسي وعادل أدهم" ونجاحه كان كبيراً أيضاً بحمد الله.

ويختم "وحيد حامد " حواره قائلا : أنصح كل ناشئ في مجال الأدب أو الفن بالصبر ، فأنا قد بدأت رحلتي مع الأدب أوائل الستينات ، وانتظرت طويلاً حتى رأيت أعمالي مترجمة إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية أواخر السبعينات .. بعد أكثر من عشر سنوات .. يعني من أهم الأسلحة التي يجب أن يتحلى بها الكاتب هي "الصبر" ومواصلة الإبداع حتى يحقق النجاح المطلوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق