ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 21 يونيو 2023

عجائب عبد القدوس - بطلة الحج والدروس المستفادة!!



من شعائر الحج أتوقف عند ركن أساسي من الشعائر وهو السعي بين الصفا والمروة ،وراءه قصة رائعة بطلتها امرأة لا يتذكرها إلا قليل من الحجاج!!
وتفاصيل ذلك أن سيدنا "إبراهيم" فاجئ زوجته "هاجر" بما لم تتوقعه أبدا..
قرر تركها في الصحراء القاحلة مع وليدها "إسماعيل"!
تمالكت "هاجر" أعصابها وسألته: "هل الله أمرك بهذا"؟
أجاب: نعم ..
فردت قائلة: "إذن لن يضيعنا"..
فتركها سيدنا "إبراهيم" وهو يدعو لها، وقد ورد دعاءه بالقرآن الكريم في السورة التي سميت باسمه: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون".
ولم تستسلم "هاجر" لمصيرها بحجة أنها ستموت شهيدة مع ابنها الصغير !!!
بل أخذت تبحث بجنون عن الماء في المنطقة الواقعة بين الصفا والمروة..
ظلت تروح وتجيئ سبع مرات بين هذين الجبلين دون جدوى ، وقبل أن تيأس تفجرت المياه في المنطقة بأمر من السماء.
ولتخليد ذكرى هذه القصة وبطولة تلك المرأة جعلها الله من أركان الحج، ولها أكثر من دلالة ، منها مثلاً الطاعة المبصرة من الزوجة لزوجها ، فهي لم تطعه "عمياني" !
لكن بعدما عرفت السبب ، وهو يدل على موقف الإسلام الوسط بين تبعية الزوجة المطلقة لزوجها بحيث تلغي شخصيتها لأنها لا قيمة لها !
وبين التمرد على الزوج وأعتبار طاعته رجعية وتخلف!!
والدرس الثاني يتعلق بحنان الزوج ورقته تجاه زوجته ، فهو لم يهملها أو ينساها بعد أن تركها بناء على أوامر ربه، بل أخذ يدعو لها دعاء تم تسجيله بعد ذلك في كتاب الله ، فقد كان في موقف لا يحسد عليه أبدا، ولا تجد في قصته أي دلالة تشير إلى قسوته وشدته مع امرأته ، بل العكس هو الصحيح..
وهذا السلوك أراه جديراً بأن يكون قدوة في العلاقات بين الزوجين..
"فإبراهيم" أستوعب زوجته "هاجر" في أصعب المواقف بقلبه الكبير ، وليس بإصدار الأوامر ، وهكذا يجب أن يكون التعامل بين الرجل وشريكة عمره.
وأخيراً .. هناك درس رائع من تلك المرأة في التوكل الصحيح على الله ، ويتمثل بأهمية إستنفاذ كل الأسباب التي في يد الإنسان ، ثم يرضى بقدرة ومشيئة ربه، "فهاجر" بذلت جهدها في البحث عن الماء، وتعبت جداً وهي تجري هنا وهناك بين الصفا والمروة ..
لماذا التعب يا ربي، وقد كان يمكن أن تتفجر ينابيع المياه بسرعة ، ما الحكمة في أن المرأة البطلة كادت أن تموت مع وليدها من العطش، وجاءتها النجدة في اللحظات الأخيرة ؟؟.
تعليم الأجيال المقبلة التوكل الصحيح على الله
والأخذ بالأسباب والمشيئة الإلهية هي الأساس ، فالكون وراءه خالق هو الذي يديره، فعلينا أن نأخذ بالأسباب ، ونرضى بقدره، ولا نتعجل النتائج ، ونقول الحمد لله في كل الأحوال.
ترى كم من الحجاج يعرفون قصة البطلة "هاجر" والدروس العظيمة المستخلصة من حكايتها؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق