هذه الفريضة الهامة فيها دروس عديدة غير موجودة في حياتنا للأسف ، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب!!
"إن أكرمكم عند الله أتقاكم" فلا فارق بين غني وفقير، أو مليونير وواحد غلبان فالكل سواء وهم يؤدون تلك الفريضة! وإذا جئنا إلى الواقع نجد تكاليف تلك الرحلة الإيمانية في هذه السنة بالذات غالية جداً جداً ، لا يقدر عليها إلا الإنسان القادر، وهناك ما يعرف بحجاج القرعة ولا أعرف على وجه التحديد التكاليف التي يجب أن يتحملها .. ولكنها بالتأكيد ليس بالمبلغ البسيط!!
ومنذ سنوات وسنوات .. كان هناك حج سوبر، رحلته قصيرة وينزلون في أفخم الأماكن وعندهم كل وسائل الراحة وحج للناس العاديين ، والفارق ضخم بين النوعين!
وإذا جائتك دعوة رسمية للحج يبقى حظك من السماء لأنك ستكون في فئة الحج السوبر.
وإذا نظرنا إلى عالم المرأة في الحج نجده مختلفاً تماماً عما نراه في واقعنا .. هناك إختلاط محترم، فلا يوجد وقت لطواف الرجال حول الكعبة، وآخر للنساء، بل الكل يطوف في وقت واحد .. وهذا بالطبع لطمة لهؤلاء المتشددين الذين يطالبون بالفصل بين الجنسين أو أولئك الذين يشجعون الإختلاط على طريقة سداح مداح!!
ونقاب المرأة يثير تساؤلي.. وأرفض قولها إن هذا من الإسلام ، فهناك الأفضل أن يكون وجهها مكشوفاً وهي تصلي وتؤدي الفريضة ، وجمهور الفقهاء يرفض القول أن النقاب من تعاليم الدين!!
والمساواة الحقيقية بين الرجال والنساء تراها واضحة عند تأدية تلك المناسك، فليس لإبن آدم أمتيازات يتفوق بها على حواء، لكن في حياتنا ليس كذلك ، وكثير من الرجال يعاملون النساء على طريقة سي السيد!
والحرام المحيط بها كثير جداً ، والممنوعات عند هؤلاء عديدة يتضاءل بجانبه ما أحله الله لها، وصدق أو لا تصدق هناك ظاهرة لاحظتها في مجتمعنا أناس مثقفين يتحدثون حلو قوي عن حقوق المرأة ولسانهم زي العسل!! ولكن واقعهم داخل بيوتهم حاجة تانية خالص ، ويتعاملون مع شريكة الحياة بمنطق سي السيد! وأوامر يجب أن تنفذ!! وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب ، وفي مقابل هؤلاء نجد فئة ترى أنه لا فارق أبدا بين الجنسين أنهم أنصار المرأة المسترجلة!! يريدون مسح أنوثتها باسم المساواة!!
والدرس الثالث الذي يثير الشجن يتعلق بطبيعة العلاقات بين المسلمين .. القرآن يؤكد أنهم أمة واحدة ، وهناك حديث رائع معناه أنهم كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى!!
وواقع أبناء الإسلام بعيد جداً جداً عن ذلك ..
والعلاقات بين العديد من الدول الإسلامية سيئة جداً أو "زي الزفت" بالتعبير العامي .. تسوء وتتحسن حسب مزاج الحكام والمصالح، ولا توجد قواعد تؤكد ما جاءت به تعاليم دينهم وأراك بالتأكيد شاهد على ذلك إذا نظرت إلى واقعنا المؤلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق