بمناسبة ذكرى ثورة يوليو قلت لبعض أصدقائي أن عندي صداقة وطيدة بإبنة الزعيم الراحل "جمال عبدالناصر" رحمه الله ، وهي أبنته الكبرى "هدى" وأحب أبناءه إلى قلبه ، وأثار هذا الكلام دهشة أصحابي ورأوه يدخل في دنيا العجائب !!
وسألوني جميعاً: مالك ومال أبنة "عبدالناصر" ؟؟
وشرح أحدهم سبب دهشته قائلاً: أنا قرأت لك كلام لا يعد ولا يحصى عن سلبيات حكم "ناصر" أخطرها على الإطلاق الإستبداد السياسي رغم أنك تقول أن له إيجابيات لا ينكرها إلا متعصب ضده ، ثم أنك بأفكارك والتيار الذي تنتمي إليه مختلف تماماً عنها.
ملحوظة: أتصل بي صديقي هذا من يومين قائلاً: أنا قرأت لك ما كتبته أخيراً عن باشوات الإشتراكية الذين حققوا الثراء والمراكز والنفوذ على "قفا الثورة"!! ومش معقول بعد ذلك تقول: أن عندي علاقة حلوة بإبنة "عبدالناصر" .. خليها علاقة عادية على الأقل .. لكن بلاش حلوة ووطيدة !!
قلت له: العلاقات الإنسانية عندي فوق كل أعتبار !
قاطعني قائلاً: ده كلام عام يحتاج إلى شرح !!
كان ردي عليه: سأشرح لك وجهة نظري بشرط ألا تقاطعني !!
وقلت له: عرفتها من زمان جداً عندما كانت تعمل في الأهرام ، وكنت أتردد دوماً على الجريدة العريقة بحكم عملي في نقابة الصحفيين ، وتطورت علاقة الصداقة لأسباب أربع ..
١_ أعجبت جداً بها لأنها أبتعدت عن الأضواء والسياسة والزعامة وكرست كل وقتها لتعمل في صمت من أجل جمع كل تراث والدها ، وهي عملية شاقة جداً تتضمن آلاف من الأوراق والخطب واللقاءات ، وحياته كلها منذ نشأته وحتى مماته !! وهذا الإخلاص للأب الراحل وبهذه الطريقة لا تجده إلا قليلاً .. فهي زي حالاتي .. أنا كمان مخلص جداً لأبويا تصديت لكل محاولات تشويه تراثه وقصصه والإساءة إليه.
٢_ وسيدتي "هدى عبدالناصر" تخبرني دوماً أنها تعشق قصص "إحسان عبدالقدوس" .. وكل ما كتبه موجود عندها في بيت "عبدالناصر" .. وتضيف وفي أجازة الصيف الطويلة وأنا طالبة كنت أقض وقتي في بيتنا بالمعمورة بالإسكندرية في قراءة قصص والدك ، وتضيف أن والدها "ناصر" كان يكن له كل إحترام حتى ولو أختلف معه.
٣_ العلاقات الإنسانية عندي فوق كل الاعتبارات السياسية .. وزمان أيام الشباب والإنطلاق والعمل الصحفي والنقابي كانت عندي علاقات وثيقة مع طوب الأرض من مختلف الإتجاهات ، وحتى مع من أختلف معهم في أفكارهم مليون مرة !!
وحتى هذه اللحظة تجمعني صداقة حلوة مع رموز وقيادات التيار الناصري ولا أستطيع ذكر أسماءهم لأن القائمة طويلة جداً ..
ولا عجب إذن أن تكون سيدتي "هدى عبدالناصر" ضمن تلك القائمة بل وعلى رأسها.
٤_ وأخيرا فإن هناك علاقة قرابة تجمعنا من بعيد ، ولكن هذه النقطة "مش فارقة قوي معايا" لأن ما يجمعنا أقوى من ذلك بكثير ولذلك وضعتها في آخر المقال !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق