صدفة خير من ألف ميعاد من السعودية هذه المرة ، كنت قد تواصلت مع صديقة سعودية تربطني بها علاقة قوية فهي تهوي الأدب وتكتب القصص ، وتحب "إحسان عبدالقدوس" !!
وسألتها: متى سنراك في مصر ؟؟
أجابت: مش هقدر في الصيف .. الساحل الشمالي عندكم غالي قوي !!
وأصابني هذا الكلام بدهشة شديدة فهي من عائلة مقتدرة ، ورأيت كلامها يدخل في دنيا العجائب ، فإذا كانت صديقتي السعودية تقول : الدنيا عندكم غالية ، فما بالك بالسياح العرب الآخرين ؟؟
وفي ذات يوم المكالمة تلقيت صدمة جديدة لم تخطر على بالي أبدا .. حيث فوجئت بموقع سعودي مختص بالبزنس والبورصة والفلوس أسمه "أرقام" يتحدث عن أغلى عشر أماكن في العالم ، وصدق أو لا تصدق جاء الساحل الشمالي في المرتبة الخامسة !!
وأغلى مكان في العالم كانت سنغافورة وتليها هونج كونج ثم لندن وشنغهاي بالصين ثم الساحل الشمالي بمصر!
يعني إحنا نسبق مدن كبرى أشتهرت بأن الدنيا فيها غالية مثل نيويورك وباريس وميلانو الإيطالية !!
والموقع السعودي في تصنيفه أعتمد على معايير محددة من أهمها ثمن العقارات وأسعار الخدمات المقدمة ، والكل يشهد أن الأسعار في الساحل الشمالي في هذه التصنيفات خاصة مبالغ فيها جداً ، ولكنني ألفت النظر إلى ملحوظة هامة .. وهي أن الأسعار هناك تختلف من منطقة إلى أخرى ، فليست كلها واحدة !
فهناك ما هو معقول في أسعاره ، وآخر مبالغ فيه .. وانتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الإجتماعى ما يسمى بالساحل الطيب ، والأسعار فيه "طيبة" !!
والثاني غير معقول سواء في أسعاره أو سلوك بعض القاطنين فيه ، ولذلك أسموه الساحل الشرير !!
وفي يقيني أن الغلاء في الساحل الشمالي يضرب السياحة في مقتل !!
فما الذي يدفع المواطن الأجنبي إلى أن يقضي إجازته على شواطئنا وكل الأماكن المتميزة فيها أسعارها من نار ؟؟
بالتأكيد سيبحث عن شواطئ أخرى سواء في المغرب العربي أو تركيا ، أو الشواطئ الأوروبية المعروفة بأعتدال أسعارها.
وأتساءل في النهاية عن مصير مشروع "رأس الحكمة" الضخم ، وكذلك مشاريع "طلعت مصطفى" وغيرها ، وهل يمكن أن تجتذب السائحين والأسعار فيها من نار ؟؟
والساحل الشمالي له تجارب مش حلوة مع هؤلاء المستثمرين سواء من العرب أو المليونيرات المصريين الذين أقاموا قرى سياحية أدت إلى أن تقفز الأسعار بطريقة مجنونة.
وفي المقال القادم بإذن الله أتحدث معك عن الساحل الطيب ، والساحل الشرير لأن عندي اعتراض من حيث المبدأ على هذه التسمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق