حوار مع حائر - أخبار اليوم,

فوجئت بصاحبي يقول : الايمان في بلدنا «أي كلام»!! وهذه ليست إهانة للناس بقدر ماهي حقيقة مؤلمة!!وشرح مايعنيه قائلا : ليس بالامر العجيب أن تجد واحدا «بيصلي» وأخلاقه «زفت»!! أو حرامي يخدح الناس في تعاملاته!! وأتساءل : أزاي بلدنا تكون مؤمنة بحق وحقيقي وهي غير نظيفة وتجد القاذورات في كل مكان، والعديد من الأبنية والأماكن نماذج للقبح مع أن رسولنا صلي الله عليه وسلم يقول : النظافة من الايمان!قلت له : وهذا دليل علي صحة كلامي، فالإيمان كما يقول سيدنا النبي ماوقر في القلب وصدقه العمل! وهذا الانفصال النكد بين الأمرين هو السبب في قولك من أن الايمان في بلدنا أي كلام!رد صاحبي قائلا: اسمع! «أنا عايز أجيب من الآخر» ! وأقول لك ان المتدينين الذين يقومون بوعظ الناس ليل نهار هم الأشد احتياجا الي الوعظ والعلاج!! ورغم أنهم لاينقطعون عن العبادة ويتمسكون بشدة بالحلال والحرام الا ان الجمهور العادي نفر من الدين بسببهم، فهم يقدمون صورة سيئة جدا للاسلام ومع الاسف الشديد فإن صورة ديننا في العالم بالغة السوء وهي مقترنة بالعنف والارهاب والتطرف!  ولذلك تجدني غير مقتنع بكلامك خاصة ماتقوله من أن الايمان اساس متين لبناء الأمم!!قلت له : عندك خلط مدهش بين الايمان الصحيح والتطرف والتشدد.وقاطعني قائلا: لانهم كلهم تحت لافتة واحدة!كان ردي بحدة: وأين عقلك ياأخي لتميز الخبيث من الطيب؟!تفكيرك هذا أدي الي نتيجة مؤسفة ومحزنة تتمثل في ان الايمان ذاته محل شك في القدرة علي اسعاد الانسان وبناء الامم!! مع أن العكس هو الصحيح تماما، فهو قادر علي صناعة المعجزات سواء علي المستوي الفردي أو العام.. المهم تنقيته من كل الشوائب التي تسيء اليه.سألني صاحبي: وكيف يحدث ذلك؟كانت إجابتي: إيه رأيك نستكمل حوارنا الاسبوع القادم، فالدينا صيام والناس لاتتحمل المقالات الطويلة.. رمضان كريم