حوار مع حائر , إعدامات بالجملة

قال صاحبي : عندي سؤال محدد لك وعايزك تجاوب عليه بلا لف و لا دوران ما رأيك في اغتيال القضاة الثلاثة بالقرب من العريش في سيناء ؟قلت بلا تردد : هذا أمر مرفوض وجريمة بكل المقايس
طرأت الدهشة على وجه صاحبي ،وبالطبع عرفت السبب حيث كان يتوقع مني إجابة دبلوماسية لا تسمن ولا تنفع من جوع !!فاجئني بالقول :أراهن أنك غير سعيد بأحكام الإعدام الصادرة بحق أصحابك من الإخوان
قلت له : أولا لم يصدر حكم إنما هو مجرد قرار من المحكمة وفي انتظار رأي المفتي قبل صدور الأحكام النهائية
و أضفت قائلا : لم يسبق في تاريخ مصر كلها إعدام المئات في قضايا سياسية وأنظر إلى ما جرى عام 1954 ، كان المطلوب إعدام العشرات من الإخوان وقام نظام عبد الناصر بإعدام ستة منهم ثم توقف ذلك بعد الضجة الكبرى التي قامت في العالم كله وحاليا الدنيا تغيرت تماما والعالم كله أصبح بمثابة قرية واحدة بعد ثورة الاتصالات الهائلة وأشك جدا في إمكانية تنفيذ الإعدام في أكثر من مئة شخص ، كما أن هناك محكمة النقض وهي ولاشك ستعيد النظر في أحكام الإعدام على هذا النحو يسئ إلى سمعة بلادنا في الخارج ، كما أنه يريد الانقسام بالداخل .فاجئني صاحبي :بالقول و إيه رأيك يا عمنا ..أنني موافق على كلامك !!
أحكام الإعدام لا تكون إلا في أضيق الحدود، والبركة في محكمة النقض التي أراهن أنها ستعيد النظر فيما يجري .غمرتني السعادة بالطبع وقلت له الإعدام لا يكون إلا للإرهابي الذي يقتل الناس فقط !ولا أتصور إعدام غيره .ولا يعقل مثلا إعدام صديقي العزيز صلاح عبد المقصود وكيل نقابة الصحفيين السابق ولا غيره من الأصدقاء أو شنق سندس عاصم شلبي وهي أول امرأة في تاريخ مصر كلها يصدر حكم بإعدامها لأسباب سياسية وهي خارج مصر و تقوم بدراسة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة أكسفورد أعرق جامعات العالم !وكانت قد حصلت على الماجستير في الإعلام من الجامعة الأمريكية !و هي متخصصة في اللغة الانجليزية ،وأراهن أن القضاء سيعيد النظر في الحكم الصادر بشأنها مع غيرها