ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 19 يوليو 2018

بالي مشغول: - أطباء مصر ومشاكلهم الخمسة


(نصف الأطباء هاجروا للخارج)
لا يمكن النهوض بالمنظومة الصحية في بلادي دون حل مشاكل الأطباء وهي عديدة ومستعصية. بالي مشغول بهذا الموضوع. التقيت لهذا الغرض بالدكتورة "منى مينا" دينامو نقابة الأطباء وأبرز وجه نسائي هناك تستحق عن جدارة لقب ست الكل ، وهي متخصصة في طب الأطفال.
بدأ حواري معها بمفآجأة قاسية.. نصف الأطباء المصريين تقريبا يعملون في بلاد برة!! وصعوبة أوضاعهم دفعتهم إلى الهجرة بغرض تحسين أوضاعهم. والجدير بالذكر أن عدد الأطباء المقيدين بالنقابة بعد حذف الموتى والمحالين إلى المعاش يبلغ 220 ألف دكتور منهم 120 الف طبيب خارج مصر.
وضعت معها النقاط على الحروف وسألتها عن أسباب هذه الهجرة الواسعة قالت أن ذلك يرجع إلى مشاكل الأطباء فهي عديدة ومتعددة ويمكن تلخيصها في خمس نقاط.
1_ ضعف الأجور والمرتبات فالطبيب متوسط مرتبه 2000 جنيه فقط ، يا بلاش وبعد سنوات عديدة من الخدمة وعند خروجه إلى المعاش يكون مجمل ما يتقاضاه 6000 جنيه، اعتبرت ما قالته الدكتورة سيدتي "منى مينا" يدخل في دنيا العجائب! وقلت لها: معروف أن كشف الأطباء يصل إلى مئات الجنيهات يوميا يعني في أقل من عشرة أيام يمكن أن يكسب 6000 جنيه.. فكيف تقولين أن الأطباء فقراء؟
أجابت : هؤلاء الذين يتقاضون آلاف الجنيهات قلة ضئيلة جدا وعددهم 1% وأنا لا الومهم، فالدكتور اذا أقبل عليه الناس فلا بد من رفع أجرته ، لكنني ألوم المنظومة الصحية كلها فهي التي تسمح بذلك لان الناس ليس عندها ثقة فيها فيقبل القادرون منهم على هؤلاء الأطباء أصحاب الدخول العالية والكشف الغالي، اما غالبيتهم العظمى فإنهم من الغلابة!!
2_ الحرمان من الدراسات العليا وهذه مشكلة بالغة الخطورة اما الجامعات في بلادنا لا تستوعب أكثر من 5000 بينما الراغبون سنويا في إكمال دراستهم العليا يبلغ 9000 !! والدكتور ولا حاجة إذ لم يحصل على الماجستير والدكتوراه بعكس الكليات الأخرى.
وأدى ذلك إلى بلوى أخرى ، وهي الارتفاع الباهظ في رسوم تلك الدراسات ، ولا يقدر عليها أغلبية الأطباء!! وتقول الدكتورة "منى مينا" للأسف ليست هناك أي خطوة من أجل حل هذه المشكلة ، وهذا أمر يؤسف له بالطبع.
3_ ظروف عمل بالغة القسوة.. المعروف أن الإنفاق الصحي ثالث أغلى بند في إنفاق المصريين بإجمالي 10% من الدخل بعد الطعام 34.4% والمسكن 17.5% ولا نتحدث عن جودة الخدمة أو سعرها بل عند مجرد وجود مكان أصلا حين تظهر أي صورة لمستشفى حكومي ينام به المرضى على الأرض يكون التفسير السهل أن الأطباء مقصرون بينما التفسير الحقيقي أنه لا يوجد مكان ، وتشير الإحصاءات إلى انخفاض عدد أسرة المستشفيات الحكومية والخاصة في مصر من 149.9 ألف سرير عام 2004 إلى 108 ألف سرير عام 2014 وفي نفس الفترة التي إرتفع عدد السكان من 70 مليون إلى 90 مليون مصري.
4_ الاعتداء على الأطباء وقد تكرر كثيرا وذلك بسبب سوء الرعاية الصحية المقدمة إلى الأهالي في المستشفيات الحكومية بسبب نقص الإمكانيات فيغضب هؤلاء ويصبون غضبهم على الأطباء الذين هم في الخط الأمامي من الخدمة ، أو الشماعة التي يعلق عليها الجميع أخطاءهم عليها!!
5_ تفشي العدوى بين الأطباء نتيجة للنقص الفادح في النظافة والتعقيم وإجراءات السلامة، وأدى ذلك إلى إصابة العديد منهم بأمراض قاتلة، خاصة في الجهاز التنفسي والدم وأمراض الكبد وصدق أو لا تصدق يحصل الدكتور على بدل عدوى قدرها 19 جنيها فقط وبعد سنوات عديدة من الخدمة يرتفع المبلغ إلى 30 جنيها يت بلاش.. وعجائب!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق