ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 31 يوليو 2018

عجائب عبد القدوس -حوار غير تقليدي مع الدكتور محمد عمارة - أسئلة ساخنة عن تطبيق الشريعة..


* لماذا لم نر نموذج عملي ناجح لها في مختلف الدول الإسلامية ؟

* حقوق المرأة والشريعة.

* هل سيختفي بعد تطبيقها نجوم الغناء مثل عمرو دياب وتامر حسني.

* مخاوف من قطع يد السارق وجلد الزاني.


الداعية الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة يلتزم الصمت ولا يتحدث لأجهزة الإعلام الا نادرا. وأخيرا خرج عن صمته ووافق على حوار غير تقليدي معع كانت فيه عدة مفاجآت أهمها أن الحجاب أختيار وليس إجبار ، والرئيس الراحل أنور السادات أفضل من قام بتقنين الشريعة الإسلامية.

ولنبدأ الحوار من أوله..

اين الشريعة في واقع حياتنا.


كان هذا سؤالي الأول للعالم الإسلامي الكبير.. نسمع ونقرأ كثيرا عن تطبيق الشريعة ، لكن لا توجد أي نماذج عملية ناجحة في حياتنا تكون قدوة وتشجع الشعوب والدول على تطبيق شرع الله.. كله كلام في كلام!!
طرأت الدهشة على وجهه وتعجب من سؤالي قائلا : السؤال غلط من أساسه.. تطبيق الشريعة لا تحتاج إلى إقامة دليل على وجودها ونجاح تطبيقها ، فهي قد حكمت الأمة الإسلامية أكثر من عشرة قرون. وكانت أمتنا خلال تلك الفترة العالم الأول على ظهر الأرض ، والعديد من المستشرقين اشادوا بها وتحدثوا عن تميزها عن قوانين الأرض ، والشريعة الإسلامية تم الإعتراف بها عالميا في مؤتمر "لاهاي" باعتبارها منظومة قانونية متميزة ومستقلة يجب تدريسها مع القوانين الدولية لكي يستفيد منها العقل القانوني.

وأضاف قائلا : وإذا كان الدكتور "عبدالرازق السنهوري" رحمه الله القانون المدني حيث قام بوضعه لمصر والعراق وسوريا وليبيا والسودان والإمارات فقد كان حلم حياته النص على أن تكون الشريعة الإسلامية المصدر الأول للقانون في العالم العربي ، وقد جمعت آثاره الإسلامية في مجلدين.

القوانين الوضعية نتاج الغزو الأجنبي.

قلت له : كلامك صحيح 100% وابصم عليه بالعشرة كمان ولكن إذا جئنا الى واقعنا نجد أن القوانين الوضعية المستمدة من فرنسا وانجلترا هي المطبقة في العالم العربي باستثناءات قليلة.

أجاب : هذا لم يحدث بإرادة الشعوب، انما تم على يد الاحتلال الأجنبي ، وبدأ تحديدا أوائل القرن التاسع عشر عند مجيئ نابليون بونابرت الى مصر، وبعد أحتلال الإنجليز لبلادنا عام 1882 بدأت الإطاحة بقوانين الشريعة بعد سنة فقط من الاحتلال.. وهكذا يتضح لك بوضوح أمرين.. أولهما أن الشريعة ظلت مطبقة لأكثر من الف سنة بينما القوانين الوضعية لا يتجاوز عمرها قرنين من الزمان ، والأمر الثاني أن هذه القوانين تم فرضها علينا فرض من الأجانب.

دور السادات في تقنين الشريعة.

سألت عالمنا الكبير: افترض معي أن بلادنا قررت تطبيق الشريعة ، فأين هي القوانين المستمدة منها؟ ام سنبدأ من الصفر ؟؟

إجابته كانت مفاجأة : القوانين موجودة وتم إعدادها منذ ما يقرب من أربعين عاما

سألته : واشمعنى هذا التاريخ تحديدا؟؟

أجاب : في السبعينيات من القرن العشرين عهد الرئيس السادات رحمه الله إلى مجلس الشعب برئاسة الدكتور صوفي ابو طالب بتقنين فقه الشريعة ، وشارك أكثر من مائتي من علماء الشريعة والقانون وتم وضع ذلك في سبع مجلدات كبيرة أشرت إليها تفصيلا عندما كنت رئيسا لتحرير مجلة الأزهر ، والغريب أن كل من يكتب عن إنجازات السادات لا يشيرون أبدا الى هذا الإنجاز!! وبعد وفاته رحمه الله توقف المسار على يد خليفته حسني مبارك فقد خشي من اتهامه بأنه يسير على درب النميري بالسودان أو الخميني بإيران!!

وماذا عن المرأة.

طرحت عليه عدة مخاوف خاصة بتطبيق الشريعة أولها وضع المرأة.. وهل سيفرض عليها الحجاب فرضا ويتم حبسها في منزلها؟؟

أجاب في غضب مكتوم: هذا الكلام يسيئ الى الشريعة والمرأة معا.. الحجاب يتم بالتربية، وليس بالقوة والقهر فهو أختيار وليس إجبار!

والمرأة في الإسلام وضعها متميز، وأول ممن آمن برسالة السماء كانت أمرأة وهي زوجته السيدة خديجة، وفي البيعة والحروب والغزوات كانت حواء دوما موجودة ، وفي الجاهلية "كانت ولا حاجة" ، وجاء الإسلام وقرر لها حقوق متكاملة! والمؤسف أن عقلية الرجل الشرقي مازالت تحكم البيوت الزوجية التي تشكو فيها الزوجات من الظلم ، وهي نتيجة متوقعة للابتعاد عن تعاليم الدين والاكتفاء بمظاهره وقشوره.

الفجور ليس من الفن!

والأمر الأخر الخاص بتطبيق الشريعة يتعلق بالفن هل غناء عمرو دياب وتامر حسني يتعارض مع تطبيق شرع الله فيختفي هؤلاء عند قيام الدولة الإسلامية!!

ركز الدكتور محمد عمارة في الإجابة على هذا السؤال على عدة نقاط:

* انا شخصياً وضعت كتاب دافعت فيه عن الفن بأنواعه وكان عنوانه الإسلام والفنون الجميلة ، وموقفي هذا مستمد من موقف جمهور العلماء وتاريخ الموسيقى والفن في الإسلام. وكان انتشارها واسعا في العصر العباسي وغيره.

الفن الهابط لا يسمى فن وهو يسيئ الى الفن والأخلاق معا، فالفن الحقيقي مرتبط بترقية المشاعر، فالجمال والأخلاق صنوان لا يفترقان، وهذا ما أجمع عليه الفلاسفة من مختلف الحضارات.

الفن مرآة المجتمع ، وهو بالتأكيد يختلف من بلد الى آخر ، بل وداخل الدولة ذاتها من زمن الى آخر حسب تطورها، فالمجتمع الذي يسوده الفجور ينتج فن هابط عكس المجتمع الذي يعلي الجوانب الأخلاقية.

تطبيق الحدود لها شروط.

قلت له : هناك من يعتقد أن الشريعة تعني بالدرجة الأولى تطبيق الحدود.. قطع يد السارق وجلد الزاني.

أجاب بسرعة وتلقائية قائلا : هذا جهل من ناحية وإساءة الى شريعتنا من جهة أخرى ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول :"أدرؤا الحدود بالشبهات" وتطبيق الحدود لها شروط، وهي لا تتعدى 1% من القانون الإسلامي ، والشريعة الإسلامية تشمل الحياة كلها من قبل مولد الإنسان وحتى وفاته وكل ما يتعلق بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وعلاقة الطبقات داخل المجتمع الإسلامي ، وكذلك الأقليات والقوميات المختلفة ، والعلاقة مع الأمم الأخرى أو القانون الدولي ، وهي خير وبركة على الجميع وهذا ما يشهد به التاريخ، والتطبيق العملي لها على مر العصور ، وإذا كانت هناك تجاوزات فهي استثناء وانحراف عن المسار الذي جعل من الأمة الإسلامية رقم واحد في العالم قرون عدة.

وختم الدكتور محمد عمارة حديثه معي بمفاجأة عن تطبيق الحدود حيث قال السادات رحمه الله لرئيس مجلس الشعب المرحوم الدكتور صوفي ابو طالب عند بدء تقنين الشريعة الإسلامية أنني كولي للأمر وعلى مسئوليتي سأقوم بتأجيل الحدود حتى تتوفر الظروف الاجتماعية والاقتصادية والشروط اللازمة لتطبيقه.!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق