ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 23 يناير 2019

عجائب عبد القدوس -هذا الباشا مختلف عن غيره

أظن أن الدهشة قد أصابتك من عنوان مقالي هذا!! وتساءلت ما الذي دفعني للكتابة عن الباشوات والمقارنة بين هذا الباشا وذاك ولا أكتب في الأحداث الجارية ؟ والمفاجأة التي أقدمها لحضرتك أن هناك حدث هام تمر ذكراه هذه الأيام وبطلها باشا من باشوات مصر!! إنه "فؤاد سراج الدين" وزير الداخلية الذي أصدر أمره لقواته بمقاتلة الاحتلال البريطاني ورفض الاستسلام لهم.
وكانت معركة عظيمة خاضتها قواتنا ببسالة، وهكذا أصبح 25 يناير الذي جرت فيه تلك المعركة عيدا للشرطة تحتفل به مصر كل عام.
ويدخل في دنيا العجائب أن أجهزة الإعلام تصر على تجاهل من كان وزيرا الداخلية في ذلك الوقت.. يناير من عام 1952.
وكان من حسن حظي أنني عرفت فؤاد سراج الدين "باشا" عن قرب واختارني دون غيري من كل الصحفيين لأكتب بعض من ذكرياته في جريدة الوفد رغم أنني لم أكن وفديا. وهذا الباشا بالتأكيد مختلف عن غيره من باشوات مصر!! وهل تعلم حضرتك أنه كان أصغر نائب في كل المجالس النيابية التي عرفتها مصر في العهد الملكي، وكان أيضا أصغر وزير في كل الوزارات التي تشكلت، فقد تولى هذا المنصب لأول مرة عام 1942 وعمره لا يتجاوز 32 عاما!! وبعد الثورة دخل السجن أكثر من مرة وكان قويا ونموذج للقوة والصلابة برغم سوء المعاملة والمضايقات الكثيرة التي تعرض لها ، وهو ابن الذوات الذي نشأ في بيئة مترفة!
وفي عصر السادات رحمه الله حقق معجزة سياسية إذ تمكن من إحياء حزب الوفد من جديد وهو أمر لم يتوقعه أحد على الإطلاق!
وأحد الأسباب الأساسية لذلك قدرته على تجميع الناس من حوله على أختلاف مشاربهم. فأنت تختلف معه مليون مرة لكنك لا تملك في النهاية الا أن تحبه! وهذا ما رأيته بعيني في اعتقالات سبتمبر 1981 وكنت معه في زنزانة واحدة! والباشا نجم السجن ومحل أهتمام من الجميع الذي كان يضم العديد من الكتاب والمفكرين والناصريين واليساريين وغيرهم! ونال اهتمامهم واحترامهم برغم اختلافهم معا.. كان باشا بحق
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق