العاصمة الإدارية بدأ بناءها بقرار من حاكم مصر دون أن يلتفت الى الانتقادات الموجهة الى المشروع! ويدخل في دنيا العجائب أن أول بناء تم افتتاحه رسميا كان فندق الماسة التابع للقوات المسلحة وذلك في حفل ضخم أحياه عدد من أهل الطرب! والفندق الضخم يخلو من الزبائن ، فلا أحد يسكنه حاليا ولا يوجد أي نشاط هناك! ومن الطبيعي والبديهي أن تلك اللوكندة كان من المفترض أن تبنى بعد أن تدب الحياة في المدينة ليستوعب الزائرين ، ولكن الأمور في بلدنا تجري عكس المنطق والعقل.. وبعد ساعات سيتم أفتتاح جامع ضخم وأكبر كنيسة في أفريقيا! وبعد انصراف المدعوين لن تجد الا قليلا من المصلين يكفيهم مكان صغير ودون الحاجة إلى هذه الأبنية الضخمة لأن العاصمة الإدارية تخلو من سكانها حتى الآن.
وقد تقول حضرتك: لكن كل هذه الأبنية سواء الفنادق أو دور العبادة هي للمستقبل، وأرد عليك قائلا ببساطة.. وهل لها الأولوية يا سيدي، وهل يرضيك أن تنفق مئات الملايين في بناء فندق ومسجد وكنيسة وبلادي تعاني من أزمة اقتصادية صعبة ، والناس كلها تشكو الغلاء! انا شخصيا كمسلم متدين أعارض بناء جامع بمئات الملايين من فلوس الدولة، والأولى أن تذهب هذه الأموال الطائلة الى المستحقين لها! وفي البلاد الديمقراطية كل شيء فيها يتم بشفافية ووضوح وعلانية، لكن عندنا العاصمة الإدارية من أسرار الدولة، وليس من حقك أن تعرف تكلفتها أو تشكو من تدخل الجيش في بناءها، وفندق الماسة بالعاصمة الإدارية والذي يتبع القوات المسلحة له مثيل في مصر الجديدة وآخر في مدينة نصر وهو فندق فخم جدا ، وإذا تساءلت: لماذا لم يقم المجتمع المدني أو مستثمر عربي بهذا المشروع وأضفت الى سؤالك أسئلة أخرى حول العاصمة الإدارية خاصة تكلفتها فلن تجد الا الصمت إذا كنت سعيد الحظ، وغالبا ما سترى من يتهمك بأنك عدو لمصر لأنك تجرأت وانتقدت النظام الحاكم.. عجائب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق