ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 14 مايو 2019

عجائب عبد القدوس -أبوك سي السيد بعقلية إنسان بيحب!


أراهن أن عنواني هذا أثار دهشتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب وحضرتك تتساءل : أزاي يجتمع سي السيد وهو تعبير مصري عن رجل يقسو على امرأته وعايزها خادمة عنده مع إنسان عكسه تماما في شخص واحد اسمه إحسان عبدالقدوس ؟؟
وأبدأ الموضوع من أوله بمفاجأة أقدمها لك.. كانت عمتي وهي من أقرب الناس لوالدي الراحل بحكم أنها أخته تقول: أبوك عنده شخصيتين.. شخصية الراجل المحافظ داخل بيته بحكم تربية أسرة والده بالعباسية التي نشأ فيها، وشخصية أمه روزاليوسف في كتاباته وقصصه وكان يتردد عليها بإنتظام رغم الطلاق الذي تم بين أبويه!
وعن الشخصية الأولى تقول عمتي: والدك سي السيد زوجته لا تعمل وعايزها تكرس كل حياتها من أجل خدمته والعمل على راحته، وهو سيد منزله لا يمكن لإنسان فيه أن يخالف أوامره! وعن الشخصية الثانية تجده إنسان متحرر جدا وهو أفضل من كتب عن المرأة وحدث ولا حرج عن جرأته في التعبير عن مشاعرها كما لم يفعل أي رجل من قبل.
وكان ردي على عمتي العزيزة: سي السيد مشهور بقسوته على امرأته ، أما أبي أو "سانو" وهو الإسم الذي اشتهر به بين أصدقاءه ، فقد كان غاية في الرقة معها، وكان يحبها حب حقيقي، ويحترمها جدا واسماها رئيسة مجلس إدارة المنزل، واعطاها صلاحيات واسعة وهي التي تدير كل شيء في بيتها، وكل ما يكسبه يضعه تحت أيديها! مش ممكن يكون واحد زيه سي السيد أبدا!
وترد عمتي الحلوة قائلة : إنه بالتأكيد إنسان مختلف سي السيد يفرض رأيه بالإرهاب! أما والدك فهو يخضع امرأته بالحب والنتيجة في النهاية واحدة.. الزوجة في خدمة الزوج ، وعلى فكرة كل الرجالة المصريين عندهم "حتة" سي السيد في أعماق قلوبهم مهما بلغت درجة تحضرهم!
واخالف عمتي من جديد في رأيها : لا يعقل أن كل رجل لا تعمل زوجته يعتبر سي السيد.. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فالمرأة عادة تحب الرجل القوي الذي يحتضنها بالحب، وهي مستعدة في هذه الحالة أن تخدمه بعينها ما دام يحترمها ويعتبرها شريكة حياته وليست خادمة له، وهي تكره سي السيد ، وكذلك الإنسان الضعيف الذي تقوده امرأته ويستسلم لها! وحبيبي أبي كان رجلاً قوى وليس بالضعيف ولا سي السيد.
وحواري مع عمتي هذا دار منذ سنوات وقد توفيت مؤخرا بعد عمر مديد امتد حتى وصلت إلى سن الرابعة والتسعين! وهذه صورة قديمة جداً تجمعها مع أبي أيام شبابهم المبكر! وكل منهما كما ترى آخر حلاوة وجمال.. أليس كذلك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق