ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 9 يونيو 2019

ذكرياتي الصحفية -حوار البابا شنودة 4: كلام عن المرح والدقن



هذه هي الحلقة الأخيرة من الحوار المطول الذي اجريته مع رأس الكنيسة القبطية الراحل البابا شنودة منذ سنوات طويلة وفيها يتحدث عن تجهم رجال الدين واضرار ذلك على الدين ذاته وكيف أنه مختلف عنهم؟ ثم فاجئته بسؤال : لماذا أطلقت لحيتك، وما رأيك في أصحاب الذقون؟؟
التدين الحقيقي والتجهم لا يتفقان
قلت للبابا شنودة : رجال الدين يغلب عليهم التجهم، لكنني أراك مختلفا تحب الفكاهة والمرح.. فما السبب في ذلك ؟
أجاب في "مرح" : غالبية أفراد عائلتي يتميزون بروح المداعبة وهو بالطبع ليس مضادا للتدين مادام في حدود اابر والتقوى.
وأكتسى وجه البابا شنودة "بجدية كاملة" وهو يقول :  ارتباط التجهم برجل الدين يسئ الى الدين ذاته.
وانطلق يشرح وجهة نظره قائلا : الحياة الدينية تعلمنا الفرح الدائم ، وإذا دخل الإنسان السلك الديني وفقد بشاشته ولطفه، فقد أعطى صورة متزمتة عن الدين تتعب من يريدون التدين! فيرونه مرتبطا بالتهجم وفقدان الفرح الداخلي عند الارتباط بالله.
ويلفت البابا شنودة النظر إلى ملحوظة مهمة حين يقول: بساطة رجل الدين مع الناس وعدم تهجمه في وجوههم تنقلهم من التخوف من المنصب الديني الى المحبة وتفتح قلوبهم، فلا يأخذون مظهرا معينا عند لقاء رجل الدين غير طبيعتهم.
ويضيف قداسته قائلا : رجل الدين النموذجي من وجهة نظري هو الذي يكون مريحا للآخرين وليس مخيفا لهم، يمثل الأبوة وليس الرئاسة ، فيه يتجسد العطف والحنان وإدخال السرور الى قلوب الناس وليس الصرامة.
ويؤكد البابا شنودة أن الشعب المصري يحب المرح عكس الشائع عنه، ويحب الدعابة والنكتة التي تنسيه مشاكله، ولا أريد أن يشعر الناس أن رجل الدين من طبيعة غير طبيعتهم وأنه ينبغي التعامل معه بروح من التخوف والحرص والتحفظ، ففي هذه الحالة يفقد روح الأبوة الحانية.
رأيك في أصحاب الذقون! ولماذا أطلقت لحيتك؟؟
فاجئت البابا شنودة بسؤال لم يخطر بباله : لماذا أطلقت لحيتك؟وما رأيك في أصحاب الذقون؟
لم يغضب من سؤالي ، بل على العكس أجاب وهو يبتسم: حسب نظام كنيستنا جميع الرهبان ورجال الكهنوت يطلقون لحاهم، وبدأ ذلك بالنسبة لي منذ رهبتني في 18 يوليو سنة 1954.
وأصحاب الذقون في رأيي ينقسمون الى قسمين: القسم الأول رجال الدين ، وعلماء الدين الإسلامي فإطلاق اللحى بالنسبة لهم شيء طبيعي ، بل إن عدم إطلاق لحاهم هو الذي يثير الاستغراب.
والقسم الثاني هم الذين يطلقون لحاهم من غير شيوخ الأزهر او رجال الدين الخ.. وهذا أمر نتركه إلى حرية كل شخص واعتقاده، لكنه ليس ملزما للكل، الا أنه في ذات الوقت طابع مميز للذين لهم إتجاه ديني في حياتهم، فينبغي الحفاظ على هذا الطابع فس سلوكهم.
ومن وجهة نظري فإطلاق اللحية مسألة شخصية بحتة، وأحيانا نلاحظ أن بعض الفنانين يطلقون لحاهم، وفي العهود القديمة كان الجميع كذلك. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق