ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 30 يونيو 2019

عجائب عبد القدوس - الرافضون لأردوغان أكثر نضجا من التيار المدني في مصر


عنواني هذا قد يثير دهشتك وحضرتك تسألني يعني إيه.. هناك تشابه بينهما! التيار العلماني في تركيا يكره اردوغان جدا ، ويروى أنه خالف المبادئ الأساسية للجمهورية التركية التي تقوم على العلمانية ، واصطبغ حكمه بصبغة إسلامية! والتيار المدني في مصر أيام الإخوان كان حاله مثل العلمانيين في تركيا! يرفضون تماما حكم الرئيس محمد مرسي ويهتفون لا للفاشية الدينية ويسقط يسقط حكم المرشد!!
وتدخل الجيش في البلدين بغرض التصدي للحكم الإسلامي! وفي تركيا كانت المفاجأة الكبرى فقد رفضت المعارضة العلمانية هناك هذا التدخل العسكري من أجل القضاء على اردوغان الإسلامي! بل ونزلوا إلى الشوارع مع الإسلاميين بهدف التصدي للانقلاب!! وأعلنوا رفضهم القاطع لحكم العسكر لأنهم يتطلعون إلى حكم مدني ولا يريدون استبدال اردوغان الإسلامي بواحد عسكري ..وفشل الانقلاب لان الشعب لم يقف بجانبه وكان ذلك عام 2016، والنتيجة أنه بعد ثلاث سنوات فقط تمكنت المعارضة العلمانية من انتزاع بلدية إسطنبول من أحضان الحزب الحاكم بعد مرور ربع قرن على فوز اردوغان هناك أواخر التسعينيات من القرن العشرين الميلادي! ومنها بنى مجده ووصل إلى رئاسة الحكومة وأصبح رئيسا للجمهورية.. حاكم اتجاهاته إسلامية في دولة علمانية!
وأراهن أن التيار المدني في تركيا استفاد من الدرس المصري حيث تدخل الجيش عام 2013 واطاح بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر! وهلل التيار المدني عندنا لهذا الإنقلاب الذي خلصهم من الفاشية الدينية كما يزعمون لكن كان في انتظارهم حكم عسكري أشد وأنكى وأسوأ ما شهدته مصر في تاريخها!
وبعدما بطش العسكر بالإخوان والإسلاميين في ظل تأييد التيار المدني ألتفت إليهم وطارد النشطاء منهم والقى القبض على العديد من رموزهم ومازال، فالديكتاتورية في مصر وضعت المعارضة كلها في سلة واحدة.. لا فارق بين إسلامي ومدني!!
وتلك المعارضة بين الدولتين.. مصر وتركيا أوصلتنا إلى نتائج لم تخطر على بال أحد وتدخل في دنيا العجائب!! فالتيار المدني ببلادنا تعرض للبطش برغم تأييده للعسكر في البداية!! اما في تركيا حيث أعلنوا رفضهم لتدخل الجيش واستطاعوا الفوز على الحزب الحاكم وإنزال الهزيمة به في انتخابات حرة شهد بها العالم كله! وهكذا يتضح لك معنى ما قلته أن الرافضون لأردوغان أكثر نضجا من التيار المدني عندنا.. أليس كذلك ؟ وعجائب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق