ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 23 يونيو 2019

عجائب عبد القدوس - حكايات حنونة: درس غير متوقع من روزاليوسف لأبنها الوحيد

تحدثت من قبل عن هذه السيدة الجميلة رحمها الله ، وقلت أنها إبنة عمة والدي وأخته من الرضاعة في ذات الوقت وتكبره بسنة واحدة فقط واسمها عنايات أحمد فايق، ومعروفة باسم الدلع "عنونة"، لكن حبيبي أبي كان يسميها "حنونة" من فرط حنانها عليه، والجدير بالذكر أن إحسان أو "سانو" وهو الإسم الذي اشتهر به في أسرته وبين أصدقاءه عاش طفولته كلها وجزء من شبابه في بيت عمته بالعباسية بعد الطلاق الذي تم بين والديه عقب ولادته، وذهب بعد ذلك ليعيش مع أمه بعدما دخل الجامعة.

وتقول حنونة: عاش والدك معنا ما يقرب من عشرين عاما ، اشتهر منذ صغره "بالسرحان" ، فقد كان ينطلق من بيتنا بشارع الجنزوري إلى صحراء العباسية هائما وحده ، ولا أدري فيما يفكر ، وقبل أن ننزعج ونقلق عليه يعود من جولته الصحراوية ويقول: "أصل كنت بتمشى" ! ورياضة المشي حرص عليها طوال حياته ، بينما كل الألعاب الأخرى أختفت ولم تعمر معه طويلا!! اما صحراء العباسية فقد تلاشت هي الأخرى ، ودبت فيها الحياة وأصبحت مليئة بالمساكن والعمارات.
وتضيف حنونة قائلة : أبوك كان فيه صفات جميلة.. إنسان زي العسل ، ودمه خفيف، وطيب، لكنه في ذات الوقت مشاغب ويحب السهر ولا يسمع الكلام ولذلك كثر الاحتكاك بينه وبين رب الأسرة زوج عمته والدي المرحوم أحمد فايق الذي كان يحبه جدا جدا ويعتبره مثل ابنه! وفي يوم أتذكره جيدا جاء متأخرا إلى المنزل ونشبت مشادة كلامية حامية! فما كان من أبيك الا أن ترك منزله بالعباسية وذهب يشكو ما جرى له إلى أمه روزاليوسف وكانت سيدة قوية جدا وذات شخصية عارمة والكل يخشاها! وفي اليوم التالي جاء من يخبرنا أنها قادمة إلينا في العباسية ومعها أبنها!!
وتوقع الجميع بالطبع أن تثور ثورة هائلة على الأسرة كلها وتأخذ بثأر ولدها الوحيد الذي خرج من المنزل باكيا!! وكانت المفاجأة كاملة عندما جاءت وهي تبتسم وسعيدة وكأن شيئ لم يحدث ، وبعد وصل من الأحاديث الودية أصدرت أمر لأبنها بأن يقوم بتقبيل يد زوج عمته ويعتذر له، وأوامر روزاليوسف فرمانات لا ترد وليس فيها مناقشة ولا نقض! ولم يسع الإبن الا الذهاب إلى ابي المرحوم أحمد فايق الذي احتضنه ورأيت الدموع في عينيه!!
وهكذا أنصفت روزاليوسف أبنها.. ومثل هذا الموقف من "الأم" التي تنحاز دوما لأبنها لا تجده إلا نادرا أو قل استثناء.. نوع من التربية غير موجود إلا عند واحدة بس اسمها "روزاليوسف". 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق