عجائب عبد القدوس -سيدتي خديجة وسؤال عجيب عن زواجها

فاجئني بالقول: عايزة أسألك سؤال عن السيدة خديجة! فتحت قلبي لها فأنا أعلم أنها غير متدينة ولعل سؤالها عن اول أمرأة دخلت في الإسلام ، بل وسبقت اي رجل في ذلك خير وبركة ، وقد يدفعها ذلك إلى مزيد من التدين! لكن سؤالها رأيته يدخل في دنيا العجائب وقالت لي : هل صحيح أنها هي التي سعت للزواج من النبي عليه الصلاة والسلام وليس العكس!! قلت لها وقد أصابتني بخيبة أمل نعم حدث ذلك بالفعل ، لكن ما هدفك من هذا السؤال ؟ أجابت قائلة والفرحة على وجهها: يعني طلب البنات الزواج من الرجالة مش عيب ولا حرام!! عايزة أعيش في عصر أرى فيه الفتاة تتقدم لخطبة من تحبه مثلما يفعل هو بالضبط! فالمساواة الكاملة مطلوبة بينهم!!
قلت لها وانا مغتاظ منها: هذا تفكير ولا مؤاخذة شاذ ولا محل له من الإعراب! سيدتي خديجة بنت خويلد كانت أمرأة استثنائية بكل المقاييس ، ذات شخصية عارمة، وتملك تجارة واسعة، ولم نعرف أي أمرأة مثلها في بلاد العرب حيث عقلية سي السيد على أشدها!! ورأت سيدتي خديجة بثاقب بصرها وذكاءها وفطنتها أن أفضل من تتزوجه رجل استثنائي مثلها يملك صفات رائعة نزل عليه الوحي بعد ذلك وكلفته السماء بحمل رسالة الإسلام! ولم يخطر بباله الزواج منها لأنها تكبره بسنوات عدة، فهذا زواج استثنائي بكل المقاييس ، ومطالبتك بتعميم هذا النوع من الزواج يدخل في دنيا العجائب!
والأمر الثاني أن هذه المرأة لها صفات رائعة من حيث قوة الشخصية والإيمان الراسخ بالإسلام وكانت زوجة عظيمة افتقدها سيدنا النبي بشدة عند وفاتها ، وياريت حضرتك تسعي إلى تقليدها في صفاتها الجميلة وحياتها كلها، بدلا من السؤال فقط عن كيفية زواجها.
وأخيرا فإن الزواج أنواع ، وإذا كان الشاب قد دق قلبه لفتاة يحبها فإنه من الطبيعي أن يسعى للزواج منها ويأخذ زمام المبادرة والعكس من ذلك يدخل في دنيا العجائب.. أليس كذلك ؟