أظنك قد فوجئت عندما وجدت صورة حبيبي أبي في مقال أكتبه عن الدكتور عصام العريان!! ومن حقك أن تتساءل: ما الذي يجمع بينهم؟ أو بالتعبير المصري: "إيه اللي جمع الشامي على المغربي".
وربنا يرحم الجميع وفي البداية اقول لك أن علاقتي بصديقي الراحل كانت وثيقة جدا ومختلفة عن علاقتي مع الآخرين! والسبب في ذلك أن الدكتور عصام العريان صاحب فضل على أسرتنا.
ويعود ذلك إلى واقعة حدثت قبل ثلاثون عاما وثمانية أشهر بالضبط عندما توفي والدي إحسان عبدالقدوس عليه ألف رحمة، ولم يكتف صديقي الدكتور عصام بالمشاركة في الجنازة، بل أصر على الذهاب مع أسرتنا إلى المقابر. وهناك أخذ يدعو له بدعوات مطولة ومؤثرة جداً أبكت العائلة كلها، وكل من كان موجودا هناك. ومن يومها والدكتور عصام العريان له مكانة متميزة عندي، وكان بيننا تعاون وثيق ومجالات كثيرة جمعتنا سأشرحها لحضرتك في مقال لاحق.
وقد بادلني صديقي الدكتور عصام العريان هذا الحب بعاطفة أكبر منها .. وتأكيدا لذلك أقدم لك كلمات رقيقة أهداها لي بخط يده منذ ١٣ عاما في ديسمبر من عام ٢٠٠٧ حيث كتب يقول لي:
أخي الحبيب الأستاذ/ محمد عبدالقدوس
حفظه الله تعالى
يعلم الله كم أحببتك،
ويعلم الله كم لك من مكانة في قلبي وقلوب أسرتي جميعا ذلك لنقاءك وبساطتك وكرمك وحنانك، عرفتك منذ منتصف السبعينيات في القرن العشرين وتوطدت علاقتنا في هذه الدعوة المباركة لأكثر من أربعين عاماً.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتحابين فيه ، المتزاورين فيه، المتهادين فيه، الذين يكونون على منابر من نور يوم القيامة، يوم الفزع الأكبر .. آمين.
دعائي إلى الله أن يحفظك من كل سوء وأن يبارك في أهلك وابنك.
أخوك
عصام العريان
انتهى كلامه وربنا يرحمك يا صديقي ويدخلك جنته بإذن الله، وإن شاء الله تبدأ حياة جديدة عند ربنا كلها عدل ولا ظلم فيها أجمل واحلى من هذه الدنيا الفانية.
محمد عبدالقدوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق