ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 5 أغسطس 2020

مواصفات التدين الجميل - أضحك كركر!



سمعت من يقول أن المتدين الوقور لا يعرف الضحك ولا الهزار! وهذا كلام خاطئ تماما. 
واغتاظ جدا من كل متدين يغلب عليه التجهم والعبوس فهذا وحده يكفي لصد الناس عنه. 
والمعروف عن الإنسان أنه الوحيد من بين مخلوقات الله الذي يضحك، فهذه ميزة لا تتوفر لغيره، وصدق من قال: أنا أضحك .. إذن أنا إنسان! فكيف يراد باسم التدين حرمان بني آدم من نعمة الضحك مع أن تعاليم السماء تقوم على الفطرة الإنسانية السليمة التي فطر الناس عليها، فالضحك لا غبار عليه من حيث المبدأ، لكنه مقيد بضوابط تحكمه .. 

أولا: أن يكون ذلك في المناسبات، فلا يعقل أن يكون طوال الوقت يختلط فيه الجد بالهزل. 
ثانياً: ألا يشتمل على تحقير الإنسان أو الاستهزاء به، والسخرية منه. 
ثالثاً: المقالب مرفوضة مثل كذبة ابريل أو غير ذلك من أنواع الكذب بغرض المزاج. 
رابعاً: ألا يترتب عليه ترويع الإنسان بغرض إضحاك غيره عليه مثل الكاميرا الخفية في التليفزيون وما على شاكلتها من السخافات التي تفقد الضحية أعصابه ويكون محل للسخرية فهذا الهزار "البايخ" لا يتفق مع أي خلق. 
خامساً: أن يراعي الأدب والذوق، فلا يضحك مثلاً بصوت عال أو بطريقة ملفتة، ويا سلام لو كانت ضحكته عبارة عن ابتسامة واسعة كما كان يفعل قدوته نبي الإسلام. 
سادساً: وأخيراً نؤكد على ما بدأنا به أولا فالضحك مطلوب ولكن بقدر معقول وفي حدود الاعتدال والتوازن الذي تقبله الفطرة السليمة، فالتدين الصحيح يكره الغلو والإسراف في كل شيء حتى في العبادات .. فكيف باللهو والمرح؟؟ 
وفي ختام مقالي أقدم لك مفاجأة تتمثل في المرحوم البابا شنوده الثالث بطريرك الأقباط السابق وأعلى سلطة في الكنيسة كنت قريبا منه لفترة بحكم عملي الصحفي ورأيته نموذج عملي للإنسان الذي يعرف كيف يجمع بين الجدية والفرفشة والضحكة الحلوة، وأخبرني أنه نشأ في أسرة متدينة تكره العبوس والتجهم. 
وأخيراً أقول لك الإبتسامة تفتح لك مفاتيح القلوب .. أليس كذلك؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق