قد تظن للوهلة الأولى أن عنوان مقالي فيه نوع من المبالغة أو الفرقعة الصحفية وحضرتك تتساءل: هل من المعقول أن يتعلم الناس في العالم كله من واحدة ست!! وما هو هذا الدرس، وكيف وصل إلى مختلف بقاع الأرض من إندونيسيا إلى المغرب العربي!! ولا شك أن هذا الأمر يدخل في دنيا العجائب!!
وأبدأ بشرح ما أعنيه قائلا: أنه بالتأكيد ليس أمراً عاديا بل معجزة من عند ربنا بطلتها امرأة، وقام الإسلام بتخليد قصتها فجعل ما فعلته من أركان الحج الأساسية!! واراهن أن الدهشة اخذتك من كلامي وتسألني: يعني إيه؟! مطلوب تفسير لما أقوله!! وصاحبة هذا الدرس العملي اسمها "هاجر" ، وهي زوج سيدنا ابراهيم، وعلمت الدنيا كلها كيف يكون التوكل الصحيح على الله، فهذا هو الدرس المستفاد من سيرتها!!
والبداية أنها وجدت نفسها وحيدة مع وليدها في صحراء قاحلة! تركها زوجها سيدنا ابراهيم وانصرف بأوامر من السماء!! لم تستسلم
تلك المرأة لما حل بها بل قالت في ثقة "إن الله لن يضيعنا".. فهذا هو الركن الأول من التوكل الصحيح على الله، وهو الإيمان بالخالق حتى في أصعب الظروف واشدها!!ولم تكتفي بدعوة ربنا من أجل التدخل لإنقاذها مع وليدها!! رأت أن الدعوة وحدها لا تنفع دون الأخذ بكل الأسباب الممكنة!! وهذا هو الركن الثاني من التوكل على الله بعد الإيمان المطلق، وهو بذل أقصى طاقة ممكنة من أجل تحقيق الهدف الذي تريده، وهذا ما فعلته سيدتي هاجر.. تسعى بين جبلين.. الصفا والمروة بحثا عن الماء والزاد، وفي البداية لم تحصل على شيئ ونجحت في محاولتها السابعة وعثرت على الماء الذي تفجر بين أيديها وهكذا أفلتت مع أبنها من موت محقق!!
وكانت تلك بداية لتعمير المنطقة كلها بعد العثور على الماء فيها!!
ومن شعائر الحج الأساسية السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط تخليداً لبطلة هذه القصة .. لكنني أتساءل: كم من الحجاج على علم بهذه الحكاية وتفاصيلها .. عجائب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق