ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 26 نوفمبر 2020

شخصيات في حياتي - جورج إسحاق: في بورسعيد تعلمت معنى الوطنية


إنه أحد رموز التيار المدني، بعيداً عن التعصب، ومحل حب وتقدير من الجميع حتى من يختلفون معه.. إسمه "جورج إسحاق" مؤسس حركة "كفاية" ودورها كان كبيراً في الحركة الوطنية، وهو من بورسعيد ولد وترعرع فيها وعاشقها حتى اليوم يتردد عليها باستمرار. 

سألته عن الشخصيات التي كانت لها تأثيراً في حياته فقال أنني مدين بالفضل لسيدة بطلة هي أمي.. توفى زوجها وعمرها 32 عاماً فقط، رفضت الزواج بعده وكرست حياتها لتربية أطفالها السبعة، ونجحت نجاحاً باهراً، فكلهم من الناجحين بحمد الله، فمنهم الطبيب والمحامي والصايغ ومن عمل في التعليم الذي هو العبد لله. 

وأدين كثيرا بالفضل لشقيقي الأكبر الدكتور وليم، وكان خير معاون لأمي في مهمتها الشاقة، وقد توفي أبي وعمري عشر سنوات فقط، فأنا رقم ستة من بين الأخوة السبعة، وتعلمت على يديه القراءة والكتابة وادخلني المدرسة، وكان يوجهني دوما وله أبلغ الأثر في حياتي. 


وصديقي العزيز جورج إسحاق تخرج من كلية الآداب قسم تاريخ وطوال عمره ظل يعمل في التدريس، بدأ من أول السلم في المدرسة المارونية حتى أصبح مديراً لها، وظل فيها ما يقرب من ربع قرن ابتدأ من عام 1966 ثم انتقل مديراً لمدرسة تقع في حي الظاهر بقلب القاهرة. 

وعمله في التدريس لم يشغله عن الاهتمام بالسياسة، كان معجبا بزعيم مصر مصطفى النحاس باشا رحمه الله، شارك في تشييع جنازته عام 1965، وكاد أن يقبض عليه بعدما تم القبض على العديد من الأشخاص الذين شاركوا في تشييع زعيم الأمة كما كان يسمى قبل الثورة، ومن أبرز الشخصيات التي تركت بصمة كبيرة في حياته السياسية، المرحوم الكاتب الصحفي عادل حسين وكان من أبرز قيادات حزب العمل، يقول عنه: هذا الرجل بدأ شيوعي، ثم تحول إلى الإتجاه الإسلامي، وكانت بيننا صداقة جميلة وحوارات واسعة وعميقة اقنعني بعدها بالانضمام إلى حزبه مع جمال أسعد واصبحنا أعضاء في هيئته العليا. 

ويقول جورج إسحاق أنه تعلم معنى الوطنية منذ أن كان طفلاً في مدينته بورسعيد، ويشرح ذلك قائلا: كنت صغيراً جداً، عندما رأيت أناس غاية البؤس والفقر رجالاً ونساء يجلسون بجانب مدرستنا، سألتهم مع زملائي عن هويتهم فقالوا نحن من فلسطين جئنا إلى مصر بعدما احتلها الصهاينة وطردنا من أرضنا، فأسرعنا إلى بيوتنا لتقديم كل مساعدة ممكنة لهم، وكنت أتابعهم بأستمرار لأطمئن عليهم، وهكذا تفتح وعي مبكراً على هذه القضية القومية. 

ويتذكر صديقي بكل خير مدرس اللغة الإنجليزية محمد شرف بمدرسة بورسعيد، ففي عام 1956 كان على وشك أن يغادر المدينة مع أسرته بعدما احتلها الإنجليز، لكن مدرسه نهره وقال له كلمات ما زالت ترن في أذنيه حتى اليوم: "من سيقوم إذا كنا كلنا سنرحل"؟! 

ودفعه هذا الكلام إلى العدول عن رأيه وصمم على البقاء في المدينة وهنا برز دور المحامي إبراهيم جودة الذي قاد حملة لمقاطعة المحتل الانجليزي وعدم التعامل معه بالإضافة إلى ضرورة مقاومته، وكان جورج إسحاق أحد الفاعلين في تلك الحملة وقام بتوزيع أول منشور له في حياته، ونجحت تلك المقاطعة نجاحاً عظيماً. 

سألته في نهاية حواري معه عن شريكة حياته ومدى تأثيرها في حياته فأعتذر بلباقة عن الإجابة قائلا: أنني لا أتحدث عن حياتي الخاصة، واحترمت رأيه، وإن كنت أعلم تماماً أنها صاحبة أحلى وأجمل بصمة عليه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق