ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 7 نوفمبر 2020

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - براءة من الأرض.. وعقاب من السماء



كان صاحب سطوة ونفوذ، قوي الجسم متين البنية، الكل يرهبه في بلدته التي تقع في مركز "طهطا". طلق زوجته وطردها مع الأولاد، فذهبت لتعيش مع أهلها في بلدة "طما"، وشب الأبناء عن الطوق وبدأوا يترددون على والدهم، فكان يستقبلهم على مضض وكأنهم ضيوف غير مرغوب فيهم!! وفي إحدى المرات نشبت مشاجرة بينهم وبين جدهموالد والدهم وأصيب الجد على أثرها بنوبة قلبية ومات!! 

وقرر الأب الانتقام، لكن بطريقة لا تخطر على البال. في البداية ذهب إلى قسم الشرطة وأكد للضابط المختص أنه يريد الصلح مع أولاده وذهب إلى البلدة التي يعيشون فيها، وأكد لأهله أنه غفر لأبنائه ما فعلوه به، وطلب من أولاده العودة معه لينزلوا من جديد ضيوفاً عنده وكأن شيئاً لم يكن، وفرح الأبناء لهذه السماحة "الأبوية" من رجل أشتهر بقسوته! 

وعاد الأولاد مع أبيهم، وأمام أهل بلدته أقام لهم ما يشبه الوليمة شارك فيها الجميع كدليل على حسن النية، ثم ذهب إلى خارج البلدة لوداعهم، وهناك كان قد أعد عدته وقام بذبح فلذة أكباده  ثلاثة_ وصنع ما يسمى بالجريمة المتكاملة، فلم يترك لها أثراً ولم يشاهدها إنسان. 

وأمام وكيل النيابة "محمود يونس" اتهمت الأم الأب بقتل أولاده، قالت أن قلبها لم يكن مستريحا أبدا له عندما جاء لطلب الصلح وهو المعروف بالغدر والخيانة لكن أبناءه لم يلتفتوا إلى تحذيرها. 

وشهد عشرات من الأهالي من بلد الأم وأيضا من قرية الأب أنه أكرم أولاده وسعى للصلح معهم مما يستبعد معه أن يكون قد قتلهم. 

واضطر وكيل النيابة أن يفرج عن الأب، فلم يكن هناك أي دليل يدينه، وإن كان المحقق في قرارة نفسه يعتقد أنه القاتل فقلب الأم لا يخطئ أبدا. 


ومرت الأيام وفي يوم لا ينساه "محمود يونس" الذي ترقى بعد ذلك حتى وصل إلى درجة مستشار لنيابات جنوب القاهرة جاءته مفاجأة لم تخطر بباله حيث علم أن الأب قد مات بعدما أصيب بشلل!! 

وتأكد الأهالي في المنطقة بعد هذا العقاب الإلهي أنه القاتل فربك لا يظلم أحدا، وإذا كانت الأرض قد فشلت في عقابه، فقد اقتصت منه السماء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق