ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

حكايات إحسان عبد القدوس - في الذكرى رقم 102 بمولده.. إحسان عبدالقدوس



بقلم: إحسان عبدالقدوس


ولدت لأبي الأستاذ محمد عبدالقدوس ولأمي السيدة فاطمة اليوسف التي عرفت باسم "روزاليوسف" .. وكلاهما فنان .. درس أبي الهندسة وبدأ العمل موظفا في الحكومة كناظر مدرسة الأقصر الصناعية ثم ترك الحكومة وتفرغ لكلية الفن .. كان كاتباً يكتب المسرحيات والشعر والزجل ويمثل على المسرح ويلقي منولوجات يضع كلماتها وألحانها .. وأمي بدأت ممثلة تعيش في وسط المسرح منذ أن كانت في العاشرة .. وألتقت مع أبي عام 1916 وأنجباني في أول يناير عام 1919 .. ولكنهما كانا قد انفصلا لإختلاف نزعاتهما الفنية.. وقد بدأت أمسك بالقلم وأكتب منذ بدأت أعي وذلك تقليداً لوالدي، وبلغ التقليد إلى أني كتبت أول مسرحية لي وأنا في العاشرة من عمري.. وفي عام 1925 أصدرت والدتي مجلة "روزاليوسف" وأصبحت والدتي لا تريد أن انمو مقلدا لأبي وأكون مجرد أديب ولكنها تريدني أن أتفرغ للصحافة وللعالم الصحفي والسياسي حتى أكبر واتحمل مسئولية مجلة "روزاليوسف".. حتى أنها بعد أن كبرت قليلا كانت ترفض أن تنشر لي أي عمل أدبي في روزاليوسف إلى أن أرسلت يوماً قطعة من الشعر المنثور إلى جريدة روزاليوسف دون أن أضع عليها إسمي فنشرت في الصفحة الأدبية.. وكانت أول ما ينشر لي في حياتي.. وعندما أبلغت والدتي بأني كاتب هذا الشعر المنثور غضبت وعاقبتني بأن خصمت مصروفي الأسبوعي الذي كانت تعطيه لي.. لأنها لا تريدني أن أكون أديبا بل تريدني صحفياً.. 

وهكذا وجدت نفسي أديبا وصحفيا دون تعمد أديب لأبي وصحفي لأمي.. فن واحد لم أرثه من أبي أو أمي وهو فن التمثيل.. فرغم أني كنت أتردد معهما على أجواء المسارح إلا أني منذ صغري كنت أشعر بهيبة نحو فن التمثيل كأني أخافه فلم أحاول أن أكون ممثلا بل أكثر من ذلك فإني إلى اليوم لا أستطيع ولا أحاول أن أقف في مواجهة جمع من الناس لألقي خطبة أو أشترك في مناقشة عامة بل أني أعتذر دائما عن التحدث في الإذاعة أو على شاشة التلفزيون.. ولأنني أعيش المجتمع الصحفي بجانب المجتمع الأدبي فقد تعرفت بكل أكابر الأدباء والصحفيين من صغري.. 

وبدأت من صغري أهتم بالدراسات السياسية وكنت أشترك إشتراكا فعالا في كل الثورات والمظاهرات السياسية منذ كنت طالباً في المدارس الثانوية.. وبعد أن ألتحقت بكلية الحقوق بالجامعة تفرغت تفرغا تاما للدراسة ولم أكتف بدراسة القانون بل درست كل الأدب العالمي وكل التاريخ العربي والعالمي وكل المذاهب السياسية ونظم الحكم التي ظهرت .. وهو ما أفادني كثيرا في تكوين نفسي ككاتب.. 

وقد إشتغلت بالمحاماة بعد تخرجي في كلية الحقوق ولكن في الواقع كنت متفرغا للصحافة، ولأني أبن صاحبة مجلة "روزاليوسف" فقد تميزت بالحرية الكاملة في كل ما أكتب لأن والدتي كانت قد منحتني هذه الحرية كما منحتني سلطة كاملة في النشر.. وقد وصلت بحريتي إلى حد أني لم أكن أقيد آرائي بالانتماء إلى أي حزب أو الإنتساب إلى أي رئيس ولا حتى الإرتباط بصداقة يمكن أن تقيد رأيي.. وأنا إلى اليوم أعيش هذه الحرية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق