ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 3 ديسمبر 2020

شخصيات في حياتي - المهندس صلاح دياب: لا أنسى فضل جدي




المهندس صلاح دياب رجل أعمال غير تقليدي، فهو مؤسس جريدة المصري اليوم أشهر الصحف الخاصة وأكثرها توزيعا!! والسبب وراء إنشاء جريدته فريد من نوعه، فرجال الأعمال عندما يعملون في مجال الإعلام فالهدف يكون عادة خدمة مصالحهم! لكن الباش مهندس تعليماته إلى صحيفته: ممنوع نشر أي شيء عني أو عن أعمالي! وصاحب الفضل وراء فكرة المصري اليوم كما يقول هو جده "توفيق دياب" صاحب جريدة الجهاد التي كانت من أبرز صحف ما قبل ثورة يوليو وأكثرها جراءة. 

سألته: ولماذا لم تصبح صحفيا مثله؟ أجابني بعفوية: وأنا هاجي جنبه إيه؟؟ ولا حاجة طبعا، لذلك أردت أن أكون مختلفا عنه وكان جدي يشجعني على ذلك. 

ولأنني قريب من المصري اليوم وقد عملت فيها يوما، فإنني أقول أن الباش مهندس صلاح دياب تجري الصحافة في دمه، وليس فقط موروثة عن جده، وله أفكار صحفية عديدة عمل على تطبيقها في جريدته.. خذ عندك مثلا "باب نيوتن", وكان مقالا يوميا مختلف عن كل مقالات الجريدة الأخرى، رأيته مشرفا عليه بنفسه، وأحيانا كان يكتبه بقلمه. وقد توقف مؤخرا بسبب المتاعب السياسية التي نتجت من وراءه، بسبب أفكاره الغير تقليدية، وقبل أقل من سنة صدر قانون يلزم كل صاحب مقال أن يكتب أسمه صراحة، وقد اسميته مع غيري "قانون نيوتن"!! فهو صادر في مواجهة صلاح دياب! وعندما كنت في المصري اليوم كان المسئولين عن الصحيفة يتلقون اتصالاً يوميا من صاحب الجريدة يبدي فيها ملاحظاته على العدد الصادر ويعطيهم أفكار صحفية، فهو يريد لجريدته أن تكون في المرتبة الأولى دوماً! ولا أدري هل هذا الإتصال ما زال مستمراً حتى اليوم أم أنه توقف. 


(جاسوس لبلدي) 

ولنعد إلى الحديث عن جده، يقول المهندس صلاح دياب: هناك شخصيات جميلة في حياتي العام منها والخاص ولهم مني كل الحب والاحترام، لكن جدي يبقى صاحب التأثير الأكبر؛ والسبب في ذلك أن أبي وأمي انفصلا مبكراً حتى قبل أن أولد عام 1944 وكلاهما من عائلة دياب، وعشت في كنف جدي أحلى سنوات عمري.. طفولتي وشبابي المبكر. وعن طريقه تعرفت على كل طبقات المجتمع، حيث أدخلني المدرسة الإنجليزية بمصر الجديدة وكانت تضم أبناء الطبقات العليا، وهؤلاء كانوا يقضون الصيف في أوروبا، وبعضهم الأقل ثراء كان يذهب إلى مصيف المنتزه، وكان حديثا في ذلك الوقت داخل القصر الملكي السابق بالإسكندرية، وزحفت كل الطبقات الثرية إلى هناك ومعهم كل نجوم المجتمع. أما أنا فقد كان وضعي مختلفا تماما، حيث كان جدي يصر على أن أقضي الصيف كله معه في أبو حمص بالبحيرة حيث بلدة العائلة، وهكذا تعرفت هناك على طبقات أخرى من المجتمع. 

ويضيف قائلاً: كنت أتحدث مع جدي في كل شيء، وفي مرة قلت له: عايز أطلع جاسوس!! فغضب وأصيب بالذعر، لذلك أسرعت إلى القول: وفيها إيه جاسوس لصالح بلدي أؤدي لها أكبر الخدمات في مواجهة العدو ولا جيمس بوند!! فكان رده الأفضل أن تكون مقاتلا في الصفوف الأولى من الجيش!! وهكذا كنت أقول له كل أحلامي بعيداً عن أرض الواقع لشاب مراهق!! وفي مرة قلت له: يا جدي أنا زعلان من نفسي.. مش قادر أحكي لك كل ما في بالي.. أحياناً أشعر بالخجل، فيرد في حزم: يبقى عندك ازدواج في الشخصية أحذرك منه.. "اللي على بالك خليه على لسانك" !! 

وهذه النصيحة بالذات كانت وراء متاعب عدة في حياتي.. ورحم الله جدي صاحب الفضل. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق