ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 25 فبراير 2021

عجائب عبد القدوس - حكاية غرام خير وبركة على مصر كلها



من حسن حظي في الدنيا أنني شاهد على قصص حب جميلة، وأقدم لكم واحدة منها، وبطلاها ليسا في حاجة إلى دعاية مني فهما بالمثل العامي أشهر من نار على علم، وأراهما كالشمس الساطعة في مجال التعليم.. وغرضي من حديثي عنهما الرد من واقع الحياة على من يقول إنه لا مجال للرومانسية والمشاعر الجميلة في زماننا النكد! 


والمفاجأة التي أقدمها لكم أن المعادلة هنا مقلوبة!! فالحكمة الشهيرة تقول "وراء كل عظيم امرأة" لكن في تلك القصة تجد بطلتها إنسانة عظيمة وكان وراءها زوج لا يقل عنها في العظمة يقف خلفها بعيدا عن الأضواء، ومهمته مساعدتها بكل إمكانياته حتى تنجح وتنجح وتصل إلى القمة.. عظمة على عظمة، أو الحب في أروع صوره.. كانت البداية بمدرسة ابتدائي، وتطورت حكاية النجاح حتى وصلت إلى إنشاء جامعة خاصة من كبرى جامعات مصر. وبعدما أطمئن الزوج أن كل شيء تمام رحل إلى السماء ليبدأ حياة جديدة عند ربنا. 

وبطل قصتي التي بين يديك أسمه "وجيه الدجوي" دق قلبه لحبيبة العمر، ويمت لها بصلة قرابة فهو ابن عمها، وتزوجها في سنة 1954، وكان والد العروس من رجال التعليم المرموقين ووصل إلى منصب وكيل وزارة المعارف، وهو المرحوم "عثمان الدجوي"، والمثل العامي يقول: "ابن الوز عوام" ! 

كان من الطبيعي أن تسير ابنته "نوال" على دربه، فأنشأت دار الطفل كمدرسة ابتدائي سنة 1958، ورغم أن زوجها لم يدرس الهندسة إلا أنه تولى الإشراف على كل الأبنية اللازمة، وحبه لها هو الذي دفعه إلى تعلم المعمار ليكون خير معين لزوجته، وكانت مهمته إزالة العقبات من أمامها، وتقديم كل التسهيلات لها، ليثبت أن الحب ليس بالكلام، بل ما تقدمه لشريك حياتك. 

وانطلقت قاطرة النجاح المكونة من عربتين "وجيه ونوال الدجوي"، وكانا مثل التوأم وليسا فقط مجرد زوجين، وقاما بإنشاء سلسلة من المدارس عرفت بدار التربية ومنها يحصل الطالب على شهادات الثانوية بأنواعها.. عربي و انجليزي وامريكاني!! بل أن خريجي مدرسة وجيه ونوال الدجوي تفوقوا على الإنجليز أنفسهم في الشهادة الإنجليزية.

وفي سنة 1996م وبعد 28 سنة من بدء المسيرة افتتحا  جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب المعروفة باسم "MSA"، وحالياً تضم العديد من الكليات، وقام الزوج بواجبه على أكمل وجه، فكل مباني الجامعة من صنع يديه رحمه الله، وحالياً ودائماً كنت تجده في الظل، ولا يحب الاضواء أو الكلام في أجهزة الإعلام، فقد ترك مجد الدنيا لزوجته، وهي ترجع الفضل إليه في كل تفوقها الذي تستحقه لذكائها وشطارتها. 

وتعظيم سلام للزوج الكبير صاحب القلب الذهبي.. وقصة الحب تلك خير وبركة على مصر كلها، فأجيال الناجحين التي تخرجت، ثمرة هذا الغرام!! وهكذا يتأكد لك أن الحب قادر على صنع ما يشبه المعجزة.. وليس بوهم كما يتصور البعض! 

وربنا يرحم المرحوم وجيه الدجوي مليون رحمة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق