ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 2 فبراير 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - ليس بالضرب وحده يفهم التلاميذ



أب يدخل مع إبنه إلى قسم حدائق القبة، يطلب والد الفتى الصغير من رئيس وحدة التحقيقات الملازم أول "جلال سليم" القبض على أستاذ العربي بالمدرسة.. ضابط الشرطة يعرف أسباب ذلك من على وجه الإبن قبل أن يسردها الأب.. الولد مصاب بعدة كدمات في وجهه.. هل هذا المدرس ملاكم أم مرب؟.. يكشف الوالد جسم إبنه الذي لا يتجاوز عشر سنوات.. إن هناك علامات بارزة من أثر الضرب بالعصا!! يتم استدعاء المدرس إلى قسم الشرطة.. إنه ضخم وكأنه مصارع.. يفاجئ الجميع بقوله: "هذه هي السياسة الوحيدة التي تتفق مع الأطفال الكسالى.. إن هذا الولد هو أغبى وأخيب طفل في الفصل وقد حذرته مراراً دون جدوى! 

يشتاط الأب غضبا على الإهانات التي وجهها المدرس لطفله.. الإجراءات تتخذ لإحالة المدرس إلى النيابة.. الآن قوته تنهار.. يرتعش، يتوسل: "حرام عليكم مستقبلي هيضيع" لقد ذابت الضخامة وتحول المصارع إلى إنسان بسيط يستجدي دون فائدة، الأب يؤكد صائحا: "لا يمكن.. أنا هاعرف أوريك". 


فجأة يتدخل الملاك الصغير.. أقصد الطفل، يطلب العفو عمن ظلمه.. أبوه ينظر إليه متعجباً: لقد ضربك مراراً وأهانك.. فكيف تسامحه؟ 

يجيب الإبن في براءة: "أنه أستاذي.. ظن أن مصلحتي تأتي عن طريق الضرب والإهانة.. وربنا يسامحه"! 

وأخيراً يتنازل الأب عن البلاغ تحت إلحاح الإبن.

يقول ضابط الشرطة "جلال سليم" الذي أشرف على التحقيق في هذه الواقعة: لقد قابلت هذا المدرس بعد ذلك صدفة فأخبرني أن ما تعرض له قد أدى إلى تغيير نظرته في التدريس تماماً، كان يظن أن الأستاذ هو الذي يخاف منه التلاميذ، لكنه أكتشف أن المدرس الناجح هو الذي يكسب قلوب تلاميذه بالحب.

سألته: وما أخبار التلميذ الصغير؟ 

أجاب قائلا: لقد أصبح الآن من المتفوقين بعد أن ركز أستاذه جهوده معه ليرد له بعض الجميل بالتوجيه وليس بالضرب والإهانة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق