ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 5 فبراير 2023

عجائب عبد القدوس - خدعوك فقالوا الدين علاقة شخصية بين الإنسان وربنا



أظن أن عنوان مقالي قد يكون مفاجأة لحضرتك ويثير حفيظة الكثيرين !!


فهناك مقولات مستقرة في الوجدان المصري ، وأراها خاطئة من وجهة نظري ، ودعني أشرح ما أقصده لعلك توافق على رأيي .


فمثلاً هناك تعبير شائع : "اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع" !!

وكأن هناك تناقض بينهما وهذا غير صحيح ، فتعاليم الإسلام ذاتها تعطي الأولوية للبيت وأهله أولا قبل الجامع ! وليس هناك حرمة ولا يحزنون !!

فتلك المقولة أراها تدخل في دنيا العجائب.


والمقولة الثانية التي أغتاظ منها : "الدين علاقة شخصية بين الإنسان وربه" ! 

وهذا الكلام مقبول تماماً إذا كان الغرض منه أنه لا يوجد أحد أو سلطة تملك تفتيش قلبي والحكم على علاقتي مع خالق السموات والأرض ، وبناء عليه أدخل الجنة أو النار !!

ربنا وحده هو الذي يحاسبني ! وهذا الكلام صحيح تماماً ، ومن جهة أخرى فلابد أن تنعكس العلاقة مع ربنا على سلوك في الأرض ، فهي ليست في هذه الحالة علاقة شخصية بل يجب أن تكون آثارها واضحة في التعامل مع البشر وعلاقة حلوة بالناس كلهم ، لتكون دليلاً على صدق حب ربنا.


والقرآن الكريم يؤكد على هذا المعنى بالذات ، ولاحظت أن الإيمان بالله لم يرد أبدا وحده ودوماً مرتبط في مئات الآيات بالعمل الصالح .. "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات" ، فهذا دليل على صدق الإيمان ! 

وفي عصور الخيبة والضعف والتراجع فهم أهل الإسلام العمل الصالح على أنه كل ما يتعلق بالدين فقط مثل الإكثار من العبادات والصلاة والزكاة والصوم ، ولاصلة له بشئون الدنيا وهذا ما ألقى بنا إلى التهلكة ، وجعلنا في مؤخرة الأمم .. فالعمل الصالح يشمل حياتك كلها ولو بكلمة طيبة لغيرك !!


وهناك من أهل التشدد من يفتخر بعلاقته بربنا ، إنها علاقة شخصية قوية جداً ، ولكنه يستحق صفر على الشمال من وجهة نظر التدين الجميل ، لأن علاقته مع غيره من غير المتدينين قائمة على القسوة والتربص بهم ! ويا ويل أهل بيته منه ، فهو يعاملهم وكأنهم في معسكر !! هو الجنرال بينما أفراد أسرته زوجته وأولاده مجرد أنفار وجنود عليهم السمع والطاعة !


وإذا سألتني حضرتك سؤال مفاجئ وما رأيك في واحد ملوش دين خالص أو ملحد ؟؟ 

إجابتي تتمثل في أنه لا يجوز تكفيره .. ربنا وحده الذي يملك محاسبته ! 

وهو حر في الدنيا بنص القرآن الذي يقول : "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" ! 

لكن في نفس الوقت لا يجوز له نشر أفكاره في المجتمع لأن نشر الإلحاد أمر يهدم المجتمع كله وهو مرفوض من جميع طوائف المجتمع والناس العاديين .. وصاحبنا هذا الملحد تحكم عليه كما تفعل مع كل الناس ، أقصد سلوكه وتعاملاته وأخلاقه مع الغير ، ولا يجوز لنا أن نتدخل في حياته الشخصية أو إيمانه من عدمه .. أليس كذلك ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق