ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 9 فبراير 2023

ناس مظلومة - هل يرضيك قطع علاقة المسجون بأسرته ؟؟


عندي خبرة واسعة بكل ما يتعلق بحقوق الإنسان في بلادي ، وخبرتي تمتد لسنوات طوال وتبدأ تحديدا من عام ١٩٨٧ م ، عندما أصبحت مسئولا عن لجنة الحريات بنقابة الصحفيين.

وعملي هناك أمتد لما يزيد عن ربع قرن ، وهي أطول مدة على الإطلاق يقضيها عضو داخل مجلس نقابة الصحفيين منذ نشأتها عام ١٩٤١ م 

وقبل إنتهاء عضويتي بمجلس النقابة تم تعيني في المجلس القومي لحقوق الإنسان التي تم تأسيسها في عهد الرئيس الراحل "حسني مبارك" ، وهو مجلس يرفع تقاريره وملاحظاته عن حقوق الإنسان إلى الحكومة ويضم نشطاء في هذا المجال بالإضافة إلى عدد بارز من المحامين وأساتذة القانون وكليات الحقوق.

وتشرفت بالعمل معهم ثمانية سنوات.

وكان المجلس يرفع بانتظام سنوياً تقريراً كاملاً عن حقوق الإنسان وملاحظاته عليها ويقدمها إلى رئيس الجمهورية.

وبالطبع كان لنا العديد والعديد من الملاحظات حول حقوق الإنسان في بلادي ، وهي تشمل بالإضافة إلى الحقوق السياسية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية .. يعني كل ما يتعلق بالإنسان المصري وحقوقه في هذا المجال.

ولفت نظري بالذات قطع علاقة المسجون السياسي بأسرته ، وإذا سألتني : يعني إيه ؟؟ 

كانت الإجابة : أنه ممنوع عنه الزيارة تماماً أو حتى إرسال خطابات لهم ، وهذا وضع ممتد لسنوات ، وصدق أو لا تصدق يشمل آلاف من سجناء الرأي .. ولا يقتصر على بضع أفراد .

ولا تفهم له سبب ، بل يدخل في دنيا العجائب ويثير الدهشة .. فالزيارة عندما تتم للسجناء الذين تعتبرهم الدولة خطر عليها سواء أكانوا سياسيين أو جنائيين ، تجرى في غرفة مأمور السجن وبحضور عدد من الضباط في لقاء هذا السجون بأسرته ، أما السجناء العاديين فهي تتم في حوش السجن ويفصل سلك بين السجين وأسرته !!

أما في كتابة الخطابات فلا يمكن إرسالها إلى أهل السجين قبل فحص خطابه وتبين ما كتبه من قبل إدارة السجن !

وهذه القواعد في الزيارات وكتابة الخطابات جعلت الأمور تسير بطريقة طبيعية عند السجين الجنائي ، فلا يوجد واحد منهم ممنوع من التواصل مع أسرته !!

أما زميله السياسي ، فالوضع يختلف .. 

هناك قائمة طويلة جداً من السجناء الممنوعين من التواصل مع أقرب الناس إليهم ، وصدق أو لا تصدق بعضهم لم ير أسرته منذ سنوات ولا يعرف عنها أي شيء !

والغريب أن من بين هؤلاء عدد من الصحفيين أعضاء النقابة لا صلة لهم بالعنف نهائيا ، ومجلس النقابة مؤخراً قرر صرف إعانة مالية لبعضهم .. ولا يفهم سبب المنع .. 

وأسألك في النهاية : هل يرضيك قطع علاقة المسجون السياسي بأسرته .. 

أترك الإجابة لك مع أنني أعرفها مقدماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق