ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 30 أغسطس 2024

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - القاضي حبس من أنصفه!!



مجرم خطير .. 

كل جرائمه جنايات !! 

أرتكب أربع جرائم سرقة بالإكراه ، وأخيراً تم القبض عليه ، وأحيل إلى نيابة السيدة زينب حيث تولى التحقيق معه وكيل النيابة "محمد عيد".


وأمام وكيل النيابة أدلى اللص بأعترافات تفصيلية ، فتمت إحالته إلى محكمة الجنايات ، وهناك وقعت مفاجأة مثيرة ، حيث قضى القاضي ببراءته بدلاً من أن يحكم عليه بعقوبة رادعة !!

الحجة التي أستند إليها أنه غير مطمئن إلى أعتراف المتهم أمام النيابة ، وشعر أنها وقعت تحت ضغط وإكراه من رجال الشرطة.


وكان الحكم مفاجأة صاعقة لوكيل النيابة ، فهو واثق أن اللص هو مرتكب هذه الجرائم ، وأنه أدلى بأعترافاته دون إكراه.

وعاش وكيل النيابة "محمد عيد ' أتعس أيام حياته بعد أن فقد ثقته بنفسه ، لكن لم يكن أمامه غير إحترام حكم القضاء.


وبعد ذلك مباشرة تم نقل "محمد عيد " من منصبه في النيابة إلى محكمة جنوب القاهرة حيث عمل قاضياً المعارضات هناك.

وفي يوم لا ينساه أبدا كانت الجلسة مخصصة لتجديد حبس متهم بجريمة قتل ، ونظر القاضي في أسم المجني عليه فوجد ما أذهله ، فالقتيل هو اللص ذاته الذي حقق معه من قبل وقضى القاضي ببراءته ، وقد مات بعد محاولته سرقة رجل قروي بالإكراه ، لكن الرجل تغلب عليه ولم يتركه إلا جثة هامدة.


وعادت الثقة كلها إلى وكيل النيابة السابق "محمد عيد" ، تعجب من تدابير القدر ، وشعر أن عدالة السماء بالغة الحكمة فوق تصور أي بشر .. لقد أرادت أن يفلت اللص من العقاب على جرائمه السابقة ليقع بعد ذلك في شر أعماله ويذهب ضحية لها.


وشعر القاضي بتعاطف مع القروي المتهم بقتل اللص الذي حاول سرقته ، هذا الرجل أنصفه دون أن يدري ورد إليه إعتباره ، وكاد القاضي أن يفرج عن المتهم إلا أنه تراجع في آخر لحظة ، فأوراق القضية التي أمامه تؤكد أن الجاني تجاوز حدود الدفاع الشرعي ، وأخذ حقه بيده ، وبدلاً من أن يقوم بتسليم اللص إلى الشرطة مزقه وقتله !!

وتغلب ضمير القاضي الجالس على المنصة ، فأمر بتجديد حبس من أنصفه ، وكان ذلك على حساب عاطفته !!

ضمير القاضي يجب أن يكون من ذهب ولو داس على قلبه.

الأربعاء، 28 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - مصر تعيش أزهى عصور الرياضة والطناش على أبطالنا!!


أراهن أن عنوان مقالي أثار دهشتك وحيرتك كمان حول الطناش على أبطالنا !!

ومن حقك أن تسألني: إزاي مصر في أفضل أحوالها في الرياضة ونتائجها في الدورة العالمية الكبرى التي أقيمت في فرنسا مؤخراً "حاجة تكسف" !! 

وترتيبنا رقم خمسين !!


والمفاجأة الكبرى التي أقدمها لك أن القائل بهذا الكلام هو وزير الرياضة نفسه بمناسبة سحب قرعة كأس العالم في كرة اليد التي ستقام ببلادنا الشهر القادم !!


وأسألك: هل يمكن أن تنهض المنظومة الرياضية ببلادي "بحق وحقيقي" وعلى رأسها مثل هذه الشخصية .. واحد بيقول أي كلام لإرضاء من فوقه !!

وفي قرارة نفسه يعلم أن كلامه غير صحيح !!

ومنتخب كرة اليد في بلادي من أفضل الفرق الرياضية في مصر وقد وصل إلى الدور قبل النهائي في بطولة العالم .. "حاجة تشرفنا بجد" .. وكان يمكن أن تكون كل الفرق المصرية مثله لكنه للأسف إستثناء لأن المنظومة الرياضية كلها تحتاج إلى غربلة وإعادة نظر تبدأ أولا بإقالة الوزير الكداب من منصبه.

وحتى هذه اللحظة لم يحدث ما يشير إلى أن الدولة جادة في بحث خيبة دورة باريس ! 

كنت أتوقع أن تقوم إحدى الجهات السيادية في الدولة ـوما أكثرهاـ بإجراء تحقيق شامل حول هذا الموضوع بدلاً من أن يوكل الأمر إلى وزارة الشباب والرياضة وهي طرف أساسي ومتهم رئيسي في عدم متابعة إعداد المشاركين في البطولات الكبرى ، فضلاً عن "أن فيه كلام كتير قوي" حول مبالغ طائلة أهدرت من أجل إعداد اللاعبين دون تحقيق نتائج تذكر !!

ولا أحد يعلم هل صرفت في مكانها الصحيح أم أنها ذهبت للحبايب !! 

وهناك تلاعب في صرفها .. كل هذا سيكشفه تحقيق يقوم به جهة سيادية للدولة وليس وزارة الشباب المتهمة.


وأنتقل إلى النقطة الثانية وهي الطناش على أبطالنا ، وهي تنقسم إلى قسمين .. 

كل واحدة أسوأ من التانية !!


أبطال كرة اليد الذين شرفوا مصر .. هل تعلم عنهم أي شيء أو تعرف أي واحد منهم ؟!

أنا شخصيا لا أعرفهم رغم أنني متابع للأحداث ، وأظن حضرتك زي حالاتي .. لماذا هذا الطناش من أجهزة الإعلام على أبطالنا 

. بل وأكثر من ذلك .. بطل العالم "أحمد الجندي" الذي حصل على الميدالية الذهبية وكذلك تلك الفائزة بالقضية والثالث بطل لعبة السيف الذي فاز بالميدالية البرونزية .. ماذا تعرف عنهم ؟؟

لو كان لاعب كرة قدم لاختلف الأمر تماماً ولرأينا أسمه يتردد في كل مكان !!


والأمر الثاني في هذا الطناش رأيته بالفعل يدخل في دنيا العجائب وغير مفهوم !!

وخلاصته أنني شاهدت الرئيس الجزائري وهو يقوم بتكريم الرياضيين الذين رفعوا رأس الجزائر عالياً في الحدث الرياضي العالمي بفرنسا خاصة بطلة الملاكمة التي حصلت على الذهبية ، وكذلك فعل ملك المغرب مع أبطال الرياضة ببلده حيث منحهم أرفع الأوسمة !

وتوقعت بالطبع أن يستقبل الرئيس "السيسي" أبطال مصر الثلاثة في تلك الدورة الرياضية ويقوم بتكريمهم ، وحتى كتابة هذه السطور لم يستقبلهم ، وهذا بالطبع أمر يدعو للدهشة !! 

أليس كذلك !!

 عجائب !!

الأحد، 25 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - أنسي ساويرس .. دخلت كلية غلط!!



في حواري مع مؤسس أسرة "ساويرس" الشهيرة أكتشفت أنه خريج زراعة !!
وبالطبع أعتبرت هذا الأمر يدخل في دنيا العجائب وسألت "أنسي ساويرس" رحمه الله عن علاقة الزراعة بالمقاولات والبزنس وهي المجالات التي برعت فيها ؟؟
أجابني: أنا دخلت كلية غلط بناءً على طلب من أبي !
ويشرح ما يعنيه قائلاً: كانت عندنا أرض زراعية تتراوح بين ٨٠ و١٠٠ فدان في بلدنا بالصعيد نقوم بتأجيرها للفلاحين ، ومن أجلها دخلت هذه الكلية لأشرف على الأرض الزراعية ، واكتشفت مبكراً أنني لا أصلح في الزراعة ، واستنكف الفلاحون أن يعيش إبن مالك الأرض بينهم ويرتدي الجلباب زيهم ويكون واحد منهم !!
ولم يكن من الممكن الإندماج بينهم وهم بهذه العقلية وأنا شخصياً لم أتصور نفسي فلاح أزرع الأرض طيلة عمري .. كنت أريد الإنطلاق !!
سألته: وهل كان والدك زعلان عندما تركت الزراعة واتجهت إلى المقاولات وكونت شركة "لمعي وأنسي" مع "لمعي يعقوب" والعنوان التليفرافي لهذه الشركة "اوراسكوم".
أجاب: بل العكس هو الذي حدث .. ساعدني وأمدني بالمال من أجل تكوين هذه الشركة رغم أنه كان عنده شك كبير في نجاحي بهذا المجال وأنا لا أعلم عنه شيء ، كما أنني أول فرد من الأسرة يعمل في المقاولات ، لكنني نجحت وأثبت وجودي والفضل كما قلت لك يرجع إلى شريكي وأستاذي "لمعي يعقوب" الذي تعلمت منه الكثير جداً.
سألته عن والده وست الحبايب فأشرق وجهه بابتسامة حلوة وهو يتذكر نشأته الأولى وقال: أنا مواليد ٣٠ أغسطس ١٩٣٠ ، وهذا الشهر أحبه جداً ، لأنني تزوجت يوم ٢٣ أغسطس وبدأت العمل من جديد في مصر بعد عودتي إليها في أغسطس من عام ١٩٧٧ .. أنا من برج الأسد !
أسرتنا من سوهاج .. أبي وأمي كل منهما أسمه على مسمى ..
والدي أسمه "نجيب" وقد أسميت أبني الأكبر به وكان نجيباً بالفعل ، وبرع في المحاماة ، وكان من أنجح المحامين في الصعيد كله وكون ثروة لا بأس بها من هذا المجال ، ولم يعمل بالتجارة قط بل ظل مخلصاً لمهنته حتى بلغ سن الخامسة والسبعين حيث تقاعد وتوفي بعدها بعشر سنوات.
ونحن أربعة أبناء .. أخي الأكبر "مراد" ويليه "مختار" وقد أختار مهنة المحاماة ثم تأتي "سميحة" ، وأخيراً آخر العنقود الذي هو أنا.
وبالطبع تعلمت من والدي الكثير ، ومن بين ما تعلمته أنه كان حريصاً على كل ورقة يقوم بتوقيعها.
وهذه الصفة من أبرز الصفات التي أخذتها منه في مجال عملي.
وماذا عن ست الحبايب ؟؟
أتسعت عينيه وهو يقول: إسمها "بديعة عطا الله" .. يا سلام عليها .. إسمها على مسمى بديعة بالفعل وتمتاز بالقوة والصلابة وقادرة على حكم بلد .. وفي ذات الوقت صاحبة قلب من دهب ورغم أنها لم تكن متعلمة إلا أنها كانت حكيمة ولها الرأي والقرار ، ولم تكن هامشية أبدا في حياتنا ، بل العكس هو الصحيح فنحن الذين ننزل على رأيها إحتراماً لها.
وعدنا من جديد إلى عنوان المقال: دخلت كلية غلط .. فقال "أنسي ساويرس" لست نادماً على ذلك .. فقد جئت إلى القاهرة بفضل هذه الكلية الغلط وتعرفت على عالم جديد .. وسكنت في البداية عند عمي الكبير "متري ساويرس" بمصر الجديدة ، وكان بيته يقع في ميدان الجامع ، وكان هذا الحي من أجمل أحياء القاهرة كلها ثم سكنت في شارع مراد بالجيزة لأكون قريباً من الكلية ، وكان مصروفي الشهري خمسة عشر جنيها من أبي تشمل أجرة السكن والنفقات الأخرى.
وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.
بهذه المناسبة يوجه "أنسي ساويرس" نصيحة لكل خريج جامعة.. الحياة العملية شيء .. ودراستك شيء آخر .. مختلفة تماماً حتى لو دخلت الكلية "الصح" !!

السبت، 24 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - ساويرس يتحدث لأول مرة عن أستاذه الذي شاركه في تأسيس الشركة




قلت ل"أنسي ساويرس" رحمه الله مؤسس الأسرة: ألم تخشى إرسال أولادك للدراسة في الخارج من خطر الإنحراف وهم في سن المراهقة ؟؟
أجابني بإبتسامة حلوة : لم يخطر هذا ببالي .. أولادي الثلاث "حاجة تشرف" فهم دوماً كانوا متفوقين في مدرسة صعبة جداً ، كما أن أمهم شريكة عمري أحسنت تربيتهم ، وكانت في كثيراً من الأحيان شديدة عليهم ، وهذا أمر مطلوب لأن الأولاد كانوا عفاريت.
سألته: وهل كنت تقسو عليهم أنت الآخر ؟؟
أجابني ضاحكاً: أنا راجل طيب !! كنت كما أخبرتك بعيداً عنهم لسنوات لأن ظروف البلد السيئة أضطرتني للهجرة إلى ليبيا .. ومع ذلك نجحت في أن أكون صديقهم جميعاً وهذا ما ساعدني على توطيد علاقتي معهم .. وكان لهذا الأمر آثاره الكبيرة خاصة عندما عدت إلى العمل في مصر منذ أغسطس عام ١٩٧٧.
قلت له: "اوراسكوم" ما شاء الله أصبحت شركة كبرى وأقامت شركات عدة في مجالات مختلفة .. فكيف كانت بدايتها ؟؟
رد قائلاً بابتسامة النجاح التي أعرفها جيداً .. بدايتنا كانت غاية في التواضع .. إثنين من الموظفين فقط وأنا ثالثهم !!
وتلك هي البداية في أغسطس عام ١٩٧٧ .. كان معي أبنة أختي "نبيلة المنقباوي" ومهندس أسمه "شريف فانوس" ، وكنا في حجرتين وصالة ! وبسرعة نمت الشركة والنجاح الكبير الذي حققته "اوراسكوم" يجب أن ينسب لأصحابه .. كل موظف في الشركة خاصة في البدايات أنا مدين له بالكثير وأشكره من صميم قلبي بالإضافة إلى الثمار الذي انتظرته طويلا من تعليم أولادي الثلاث أفضل تعليم .. كانوا خير عون لي ، وأمهم بالطبع التي أحسنت تربيتهم لها كل الشكر.
ويقول "أنسي ساويرس" : من أسباب نجاحي كذلك أنني لم أكتف بعملي في المقاولات وخبرتي فيه كبيرة بل قررت أيضاً الإستفادة من تجاربي وعلاقاتي الواسعة فاتجهت إلى التوكيلات .
وكان أول توكيل حصلت عليه من شركة "فولفو" السويدية وبعدها توالت التوكيلات والأعمال رغم أنني ظننت في البداية أنني بدأت متأخراً عام ١٩٧٧ بعد الإنفتاح الذي أنطلق عام ١٩٧٤ بعد حرب أكتوبر ، لكن أتضح أنني جئت في وقتي تماماً.
سألته عن أسم "اوراسكوم" .. من أين جاء ؟؟
فهو يبدو غريباً وغير مألوف خاصة في البدايات ، لكن الناس حالياً أعتادت عليه وأصبحت رمزاً للنجاح.
أتسعت إبتسامته وتذكر الماضي البعيد بعد تخرجه من الجامعة وبداية عمله كمقاول عام ١٩٥٠ ، قال أول عمل شاركت فيه إقامة طابقين إضافيين في العمارة التي يملكها أبي في سوهاج والمكونة من ثلاث أدوار .. والمقاول الذي أختاره والدي لهذا العمل أسمه "لمعي يعقوب" .. تعلمت منه الكثير جداً وكان في غاية الذكاء والشطارة رغم أنه لم يكن خريج جامعة ، لكنه حصل على الدكتوراه من الحياة والدنيا التي عاش فيها .. ورغبت في العمل معه ورحب هو بذلك لأنه كان يحتاج إلى رأس مال وهو يعلم بثراء أبي وقمنا بتكوين شركة في ذات العام "لمعي وأنسي للمقاولات" .. والعنوان التليفرافي لهذه الشركة أسمه "اوراسكوم" وأثبتت الشركة وجودها بسرعة ونجحت نجاحاً كبيراً حتى لحقت بها كارثة التأميم عام ١٩٦١ .. ولذلك عندما عدت إلى مصر وبدأت العمل من جديد قررت إطلاق اسم "اوراسكوم" على شركتي !!
وغداً بإذن الله حلقة اخيرة في هذا الحوار وعنوانها:
"أنا دخلت كلية غلط" !!

الخميس، 22 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - حبيب ملايين الفقراء .. هل ينجح في مهمته الجديدة ؟




صدق أو لا تصدق نال جائزة نوبل للسلام قبل سنوات لهذا السبب بالذات .. إنه حبيب ملايين الفقراء وساندهم وناصرهم !!
ومن حقك أن تسألني عما فعله بالضبط للناس الغلابة في بلاده حتى يفوز بجائزة نوبل وهي أرفع وسام دولي على الإطلاق ..
دعني في البداية أقدمه لك ، أسمه الدكتور "محمد يونس" متخصص في الإقتصاد ، من دولة بنجلاديش .. وأغلب ظني أن معظم القراء والناس العاديين لا يعرفون اسم الرجل ولا حتى دولته وهي تقع في شرق آسيا ، وكانت جزء من باكستان ثم انفصلت عنها عام ١٩٧١.
وقد تقاطعني وتتساءل وايه اللي فكرك بيه دلوقتي خاصة وأنت تقول أنه فاز بالجائزة الرفيعة منذ سنوات .. يعني مش دلوقتي !!
والإجابة أنه كان حديث وسائل الإعلام الأجنبية الكبرى خلال الأيام الماضية خاصة الأوروبية والأمريكية ، وطناش كامل من عندنا وعند بلاد أمجاد يا عرب أمجاد والشرق الأوسط كله ، ولن تتعجب عندما تعرف سبب تجاهله ، لكن دعني في البداية أذكر لك هذه الفكرة المجنونة التي دعى إليها الدكتور "محمد يونس" لإنقاذ ملايين الفقراء في بلاده ..
طرح فكرة إنشاء بنك للفقراء مخصص لإقراضهم من أجل مساعدتهم على إقامة مشروعات صغيرة وعلى قدهم تؤدي إلى تحسين أحوالهم في النهاية .. وقوبلت فكرته بالسخرية خاصة من رجال البنوك والبزنس بل وحتى رفضها أساتذة الإقتصاد زملاءه .. وكان هناك إجماع على أن هذا البنك سيفلس في أقرب وقت لأنه لا يوجد أي ضمانات للقروض التي سيقدمها للفقراء !
وقالوا عن مشروعه هذا أنه جمعية خيرية وليس بنك بحق وحقيقي.
وعندما رأى الجميع وقد تخلوا عنه قام بتنفيذ فكرته بنفسه وبدأت بداية متواضعة ، لكن بفضل عبقريته الإقتصادية تطورت سريعاً.
وكان أول بنك في العالم كله مهمته الأولى مساعدة الفقراء !!
ودولة بنجلاديش "الغلبانة" التي ينتمي إليها فيها مشاكل إقتصادية ضخمة وكانت تحكمها "واحدة ست" إسمها الشيخة "حسنية" ابنة مؤسس الدولة ، ونجحت في تحسين أحوالها وأشاد البنك الدولي بالإصلاحات العديدة التي قامت بها ، والمشروعات الكبيرة التي جرت في عهدها ، لكنها مثل معظم دول العالم الثالث كانت مستبدة ، وترى نفسها وقد جاءت في الوقت المناسب لإنقاذ بلادها من الفوضى ، ولذلك كانت تقمع أي رأي معارض وتتهم صاحبه بالخيانة !! وسجون بلادها مليئة بسجناء الرأي والمعارضين لها ، وأستشرى الفساد في النظام السياسي الذي ترأسه لأنه ممنوع أي كلام عنه ! وكأن أن الأمر أستقر لها .. ومنذ شهرين تقريباً أصدرت قانون خاص بالوظائف الحكومية ، وكان واضحاً أنه يحابي أنصارها !!
فثار طلبة الجامعات الذين سيضيع مستقبلهم وتطورت الأمور سريعاً بطريقة لم يتوقعها أحد ، وانضم إليهم فئات واسعة من الشعب خاصة الفقراء والعاطلين الذين اشتكوا من الغلاء وتدهور الخدمات في عهد الشيخة "حسنية" برغم كل الإصلاحات التي قامت بها.
وسقط العديد من القتلى والجرحى وإعلان الطوارئ وحظر التجوال ، لكن المظاهرات لم تتوقف ورفض الجيش المشاركة في قمع المتظاهرين فسقط النظام وانتصرت الإنتفاضة الشعبية وقادتها من الطلبة صغار السن !!
ومشكلة أي ثورة تتلخص في انقسام الثوار إلى شلل وأحزاب بعد هدم النظام القائم ، فلا يوجد خطة للمستقبل بينما الخلافات بينهم على أشدها بين الثوار ، وهذا ما أدى إلى فشل كل الثورات التي شهدها العالم كله منذ بدايات القرن الميلادي الجديد ، حيث رأينا في معظم البلدان نظم استبدادية تخلفها أشد بطشا من تلك التي أطاحت بها الانتفاضات الشعبية.
واختلف الوضع في بنجلاديش الدولة "الغلبانة" ، فقد أثبت هؤلاء الشباب الصغار أنهم رجال على أكبر قدر من المسئولية ، اتفقوا جميعاً على أن يكون زعيمهم حبيب ملايين الفقراء الدكتور "محمد يونس" ووقفوا على قلب رجل واحد .. وكان من أشد المعارضين للنظام السابق .
وأعلن الجيش تأييده لهذا الإختيار. وتعهد لمساندته وبالفعل تولى رئاسة الحكومة ..
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سينجح في قيادة بلده إلى بر الأمان ، وظروفه صعبة جداً وهو يقول علنا .. أنا مش سياسي !
وفشله يعني كارثة جديدة على بلده وربنا يكون في عونه ويحفظه من أعداء الثورة هو والناس الغلابة !!

عجائب عبد القدوس - أغنى أسرة في مصر وراء نجاحها سيدة عظيمة!!





شهر أغسطس له مكانة خاصة جداً عند أسرة "ساويرس" أغنى أثرياء مصر ..
ويدخل في دنيا العجائب أن هذا الشهر بالذات شهد أحداث ثلاث كبرى لهذه العائلة الشهيرة ..
يقول رب الأسرة "أنسي ساويرس" رحمه الله أنا من مواليد شهر أغسطس وتزوجت في هذا الشهر وعدت إلى مصر وبدأت عملي ببلادي في أغسطس من عام ١٩٧٧.
وخللي بالك من ٢٣ أغسطس .. يعني زي النهاردة من ٧١ سنة بالتمام و الكمال حيث زواج العمر كله من شريكة عمره السيدة "يسرية لوزة" ربنا يحفظها من كل سوء ، وهو يقول عنها أن دورها عظيم للنجاح الذي حققته الأسرة كلها.
وقبل أن أذكر ما قاله عن زواجه السعيد هذا أقول لك كيف تعرفت على هذا الرجل ، وكل من يخالطه عن قرب يتأكد له أنه شخصية فريدة من نوعها.
طلبت مني مجلة إجتماعية شهيرة كنت أعمل بها إجراء حديث غير تقليدي مع "أنسي ساويرس" وزوجته وكان ملأ السمع والبصر ، ولم أكن أعرفه ووصلت إليه عن طريق أحد أساتذتي في الصحافة "سعيد سنبل" رحمه الله واستقبلني في منزله بالزمالك ، وتوطدت علاقتي معه بعد ذلك ، وأعتقد أنني كنت من أقرب الصحفيين إلى قلبه.
ومازلت حتى هذه اللحظة متواصلاً مع شريكة عمره.
سألته في البداية عن زواجه وهل وليد قصة حب وغرام ؟؟
فوجئ بالسؤال وضحك من قلبه قائلاً: لم أكن أعرفها ، وكان لي صديق حميم اسمه "فتحي جورج" تزوج قبلي بسنة ثم أخذ يحثني على الإرتباط بنصفي الآخر ورشح لي عروستي الجميلة "يسرية" فقد كان إبن عمها وتم الزواج ، ولها فضل كبير جداً في نجاحي وكل ما وصلت إليه.
ويضيف قائلاً: أعظم إنجاز في حياتي كلها أمرين ..
زواجي من شريكة عمري التي أعتبرها أجمل صفقة قمت بها ، وكذلك نجاحي في تربية أولادي الثلاث.
وعن شريكة عمره يقول: خريجة كلية الأمريكان رمسيس حالياً ، والدراسة فيها بالإنجليزية والدها "ناصف لوزة" محامي من منفلوط وصاحب أراضي والعائلة من بلدة "مبر" بأسيوط ، ويضيف قائلاً: في البداية كنت أعيش معها في سوهاج بلدنا الأصلية ثم سنتين بأسيوط حيث بداية عملي بالمقاولات وانتقلنا إلى القاهرة عام ١٩٥٦.
ويؤكد "أنسي ساويرس" عن دور شريكة عمره في تربية أولاده الثلاث قائلاً: قامت بعمل عظيم وأعتمدت عليها تماماً في هذا الأمر حيث اضطرتني ظروف التأميم التي تعرضت لها شركتنا عام ١٩٦١ إلى الهجرة والعمل في ليبيا كمقاول وسافرت بمعجزة لأنني كنت ممنوعا من السفر ، ومكثت هناك ما يقرب من عشر سنوات هي الأخطر في حياة أولادي فقد كانوا في سن المراهقة ، لكن شريكة عمري نجحت في تربيتهم ، وعندي ثلاث أبناء زي الفل بفضلها.
ويضيف قائلاً: حرصت على تعليم أولادي أفضل تعليم بالإضافة إلى الحرص على حسن تربيتهم ..
درسوا في البداية بالمدرسة الألماني بالقاهرة وهي من أفضل المدارس ، ثم انطلق كل منهم إلى جامعة أجنبية بالخارج ..
_"نجيب" الإبن الأكبر تعلم في أرقى كلية بسويسرا وهي المعهد العالي للتكنولوجيا.
_"سميح" درس الهندسة في برلين وتخرج منها.
_"ناصف" آخر العنقود سافر إلى أمريكا ودخل جامعة شيكاغو وتخصص في الإقتصاد.
وهكذا أنفقت معظم أموالي التي كسبتها في ليبيا على تعليم أولادي ..
رأيت في هذا الإستثمار الصحيح للغد وقد صدق رأيي..
وغداً بإذن الله كلام عن كبرى الشركات المصرية "اوراسكوم" التي بدأت بثلاثة موظفين فقط عام ١٩٧٧.
وفي الختام أقدم لك صورة عمرها ٧١ سنة .. يوم زواج "أنسي ساويرس" وشريكة عمره التي أرجع الفضل في نجاحه إليها .. زوجة وأم توزن دهب.

الاثنين، 19 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - الراجل الشرقي المحافظ ونهضته الكبرى!!


ذكرى وفاته كانت قبل أيام رحمه الله ، من الوهلة الأولى يبدو لك أنه راجل شرقي صعب المراس .. لكن ما رأيك أن هذا الإنسان المحافظ وراء نهضة كبرى في بلادي .. ومن الصعب جداً جداً الجمع بين التقاليد الشرقية والحداثة والأخذ بكل ما هو جديد !

لكن هذا الرجل العظيم أستطاع الجمع بينهما ، فهو شخصية نادرة في حد ذاتها !

ومن المعروف عنه أنه تصدى ل"قاسم أمين" عندما دعى إلى تحرير المرأة ، وأصدر في المقابل كتاب يؤكد فيه على أهمية الحجاب !

وإنهالت عليه الإتهامات من بعض المثقفين تتهمه بالرجعية !! لكن هذا الرجل الرجعي هو الذي أقام صناعة السينما في مصر !!

وله واقعة شهيرة مع جدتي "روزاليوسف" ، فقد شاهدها في رأس البر وهي تتنزه على الشاطئ مرتدية بيجاما طويلة وآخر دلع وكانت مشهورة بجمالها وأصر على فصلها من فرقة "عكاشة المسرحية" لأنه رأى فيما فعلته جدتي الجميلة خروجا على التقاليد والأعراف !!

وكان شديد الحرص عليها في أخلاقه.


وهذا الرجل الشرقي المحافظ كانت وراءه نهضة كبرى شهدتها بلادي .. في مجالات ثلاثة أساسية ..

أولها المجال الإقتصادي حيث كان بنك مصر ، أول بنك مصري صميم أقامه المرحوم "طلعت حرب" عام ١٩٢٠ ليصبح بعد ذلك من أكبر بنوك مصر !

والمجال الثاني يتمثل في الصناعة الوطنية وتمثلت في المصانع المصرية بالمحلة الكبرى والتي تضاهي أحدث ما أنتجته الخواجات وذلك في أوائل الثلاثينات من القرن العشرين الميلادي ، وأفتتحها الملك "فؤاد" وأنعم عليه برتبة الباشوية !

وفي عام ١٩٣٥ كان ميلاد صناعة السينما في بلادي بأفتتاح أستوديو مصر .. وهو مشروع من مشروعات "طلعت حرب" الرائدة ..

ولا عجب بعد كل ذلك أن تجد جدتي "روزاليوسف" تشيد به في مذكراتها برغم أنه طردها في شبابها من فرقته المسرحية ، بل وطالبت بإقامة تمثال له في أكبر ميادين القاهرة وهو ما تحقق بالفعل بعد وفاتها.


إنه شخصية لا تتكرر .. وياريت كل الرجالة "الشرقيين" يبقوا زيه في ثقافته وإنفتاحه على الدنيا وحبه لمصر.


وأختم بواقعة فريدة من نوعها تدل على شخصية هذا الرجل ففي عام ١٩٢٨ طلبت منه "هدى شعراوي" رئيسة الإتحاد النسائي المصري إقامة إحتفال تكريم بذكرى "قاسم أمين" بمسرح حديقة الأزبكية الذي يملكه ، ولم يتردد في الموافقة برغم رفضه لآراء "قاسم أمين" .. وهذا سلوك لا تجده إلا إستثناء بين الناس .. تكريم المخالفين لك في رأيك !! 

ويدخل بالطبع في دنيا العجائب !!


وغداً بإذن الله أقدم لك مفاجأة حلوة تتمثل في أفتتاح أستوديو مصر قبل ٨٩ سنة بالتمام و الكمال.

الأحد، 18 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - مش معقول أبدا أربع مرات!!


أنتهت أولمبياد باريس منذ أكثر من أسبوع ومازال صداها يتردد حتى هذه اللحظة ..

وأنا شخصياً عندي علامات أستفهام على أداء منتخب مصر وخيبة العرب كلهم ألخصها في نقاط محددة ..


١_ ميداليات الحدث الرياضي الكبير ٩٠٣ ميدالية منها ٣٠١ ميدالية ذهبية ومثلها فضية وزيها برونزية ، والمنتخبات العربية كلها من أولها إلى آخرها لم تفز سوى ب١٧ ميدالية فقط .. 

ولذلك أقول مش معقول أبدا ! وأضع علامة أستفهام.


٢_ صدق أو لا تصدق .. الأولى على العرب هي أصغر دولة عربية على الإطلاق وتسمى البحرين حيث حصلت على ذهبيتان وواحدة فضية وأخرى برونزية ، وهي في المرتبة ٣٧ عالمياً ، وتليها الجزائر ومصر في المركز الثالث بين الدول العربية ، ثم تونس والمغرب والأردن وأخيراً قطر ، وهذا يدفعني إلى القول من جديد مش معقول أبدا.


٣_ تلاحظ حضرتك من تلك القائمة أن السعودية والإمارات خرجتا صفر اليدين من الدورة ولم تحصل على أي ميدالية !! 

وهذا يدفعني إلى القول للمرة الثالثة مش معقول أبدا .. فالسعودية بالذات تنفق الملايين بل المليارات على الرياضة فلماذا لم تحصل على أي ميدالية ؟؟

المؤكد أن فيه حاجة غلط في الإنفاق ، وإهتمام المسئولين هناك بالدرجة الأولى هو التعاقد مع أفضل وأغلى اللاعبين خاصة في كرة القدم وإقامة البطولات الرياضية الكبرى بالسعودية وليس بناء جيل جديد في الرياضة يحصد البطولات ، مع أن هذا البلد الشقيق فيه العديد من المواهب السعودية الواعدة.

وقبل أن أنتقل إلى النقطة الرابعة أقول أن هناك خبر لفت نظري جداً في هذه الدورة يتمثل في فوز لاعبة التايكوندو السعودية "دينا أبوطالب" على لاعبة إسرائيلية لتخرجها باكية في أول لقاء رياضي يجمع السعودية والعدو الصهيوني !!

وأضع علامة أستفهام حول هذا اللقاء خاصة وقد بدا وكأن هناك تعمد لإخفاءه ، ولم أعلم به إلا من خلال وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية التي أبرزته وكأنه حدث تاريخي !!


٤_ وأخيراً أقول مش معقول أبدا أداء المنتخب المصري في هذه الدورة وتألمت جداً لهزيمة بلادنا بنصف دستة أهداف مرة واحدة من المنتخب المغربي ، وحصيلتنا من الميداليات ثلاثة فقط منهم واحدة ذهبية يتيمة .. 

ومصر ترتيبها في الدورة رقم خمسين !! وهذا ما أراه إهانة لبلادي أكبر دولة عربية ..

المؤكد أن فيه حاجة غلط في المنظومة الرياضية كلها ولابد من إعادة النظر فيها ومش عيب الخسارة ، حتى لو كانت ثقيلة ، لكن المصيبة عدم إصلاح الأخطاء ويظل الوضع محلك سر !!

وكأن مفيش حاجة حصلت والدنيا تمام .. عجائب !!

الجمعة، 16 أغسطس 2024

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - وجد راحته في السجن!!

 


إنه أسعد إنسان .. تحققت أمنيته وذهب وراء الشمس بتهمة إرتكاب عشرات من الحوادث !!

والغريب أنه حاول أن ينسب لنفسه جرائم أخرى لم يرتكبها !!


البداية: 

فوجئ ضابط الشرطة "جمال الشاذلي" بدخول اللص إليه في مقر عمله بمديرية أمن الجيزة ، وكان البحث جارياً عنه منذ فترة طويلة ، ولأول مرة يقول متهم لضابط أمن: "من فضلك أريد أن تقبض علي وتدخلني السجن" !!

ويتمالك ضابط الشرطة نفسه ويبدأ المتهم في رواية قصته: لقد خرج من السجن تائبا يريد العودة إلى المجتمع إنسانا صالحاً ، لكن الناس لم تمكنه من ذلك ، وأصدقاءه تنكروا له ، الفتاة التي أحبها ووعدها بالزواج تركته قائلة: كيف أتزوج لصا ؟؟

ووصلت الفجوة بينه وبين الناس حتى أسرته .. أبواه .. إخوته .. يعاملونه بحذر وكأن القدر قد أبتلاهم به !!

أبواب العمل كلها أغلقت في وجهه.


وعاد إلى السرقة ، متردداً في البداية ثم رغبة بعد ذلك في الإنتقام من المجتمع ، ولم يخش السجن ، فلا أحد هناك يعامله بجفاء .. العكس هو الصحيح .. الكل يحترمه لأنه أشدهم بطشا وأقواهم عضلات !


وأمام النيابة أعترف بالتفصيل بكل السرقات التي أرتكبها وإرشادهم عن المسروقات ، بل ويحاول أن ينسب إلى نفسه بعض الجرائم الوهمية !!

إنه يريد السجن !

الكل ينظر إليه في دهشة: هل هناك أحد يفضل أن يذهب وراء الشمس على حياة الحرية مهما كانت قسوتها ؟؟

هذا الإنسان يرى في السجن راحته !!

يقول ضابط الشرطة "جمال الشاذلي": خطأه أنه لم يكافح مصاعب الدنيا .. ظن أنه بمجرد خروجه من السجن تائبا فإن الناس سترفعه فوق الأعناق وترحب به .. وعندما لم يجد ذلك أراد دخول السجن من جديد ، فهناك يلقى الترحيب اللازم من المجرمين كما يريد !! عجائب !!

الأربعاء، 14 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - إبن أمه!!



لو سمحت خليك معايا إلى نهاية المقال لأنني عايز أسألك عن معنى العنوان الذي وضعته ..
منذ أيام كتبت عن الرجالة الذين لا يصلحون للزواج !
والسبب أن فيهم صفات صعبة قوي ويا ويل من يدفعها سوء الحظ للزواج من أحدهم ، وذكرت أهم الطبائع السيئة في هؤلاء من وجهة نظري ..
وقلت احترسي جداً يا سيدتي من واحد سيئ الخلق وماعندوش دين وعنده قسوة قلب ، وكذلك العصبي وسيئ المزاج ، والبخيل سواء بالمال أو المشاعر ، وزائغ النظر الذي لا تكفيه شريكة عمره !!
وسألت قرائي: هل هناك صفات أخرى لم أذكرها تجعل الزواج من واحد من هؤلاء "مقلب كبير" ..
وجاءتني إجابات عديدة ..
وأعجبنتي سيدتي التي قالت: مفيش راجل يخلو من صفة سيئة من تلك التي ذكرتها ، لكن إلى جانب ذلك تجده يمتلك أخلاقيات طيبة أخرى تسمح بزواج ناجح.
وقارئ رد بكلمتين فقط: "دور على الأصل "!!
وسألني ثالث: أنت ليه نسيت "الكذاب" ؟؟ هذه صفة تنسف أي زواج ،
وقال آخر: و"الأناني" .. واحد مابيفكرش إلا في نفسه فقط !
وأعجبني من قال: على المرأة أن تحترس من زوج ليس له طموح في الحياة .. يعيش يوم بيومه .. كسول .. لا يحب العمل ، فهو بالتأكيد سيكون عبء عليها .. وصدق من قال: الفاضي يعمل قاضي !! يعني سيبالغ في مراقبتها ومحاسبتها ..
وأدهشني من قال: أوعي تتزوج مدمن .. ولا أقصد فقط المخدرات بل والإنترنت أيضاً !!
وطبعاً ضعيف الشخصية لا يصلح للزواج .. "مراته" سيكون لها الأمر والنهي في هذه الحالة ،
وأعجبني رأي يقول: تجده إنسان طيب ولكنه لا يصلح للزواج .. فهو لا يحب الإختلاط بأحد ، ويفضل أن يعيش وحده !!
وتوقفت طويلاً أمام الآراء التي جاءت تحذرتي من الزواج بإبن أمه !!
وبصراحة لم أفهم المقصود !!
ليه مايكونش إبن أبوه ؟؟
الأم مكانتها كبيرة عند الإنسان السوي !!
فهل تحولت إلى تهمة ؟؟
أم أن المقصود هذا الزوج الذي ينحاز إلى أمه عمياني ضد زوجته ويسمع كلامها على طول الخط ، ويسمح لها أن تتدخل في علاقته الزوجية .. ترى هل هو المقصود ؟؟
ياريت حضرتك تساعدني في شرح تعبير إبن أمه !!

الثلاثاء، 13 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - مفاجأة مش حلوة لم تخطر على بالك!!

 


الحمد لله ربنا ستر مصر في آخر لحظة في الحدث الرياضي الكبير الذي جرى في فرنسا وانتهى بالأمس ..


بطلنا "أحمد الجندي" فاز بميدالية ذهبية في الخماسي الحديث ، وهي لعبة من ألعاب القوى في اليوم قبل الأخير برقم قياسي عالمي جديد.

وبعد فوزه الكبير إرتقى ترتيب بلادي ٢٢ مركزا دفعة واحدة من المركز ٧٢ لتصبح رقم خمسين في ترتيب الفائزين بدول العالم بميدالية ذهبية وأخرى فضية حصلت عليها "سارة سمير" في رفع الأثقال ، وكذلك اللاعب "محمد السيد" الذي حصل على ميدالية برونزية في لعبة السلاح ..

وكان هو الوحيد الفائز بين المصريين بميدالية حتى أوشكت الدورة الأولمبية على الإنتهاء.


وبالطبع كانت فرحتنا كبيرة جداً بأبطالنا الثلاث لأننا كنا نخشى أن نخرج من "المولد بلا حمص" بالتعبير العامي !!


وترتيب مصر بين الدول الفائزة لا يتناسب أبدا مع مكانتها .. ومش معقول يبقى ترتيبنا رقم ٥٠  !!

وقد يقول قائل ده أحسن من بلاش !!

الحمد لله ربنا ستر .. كان شكلنا هيبقى أسوأ من كدة لولا أبطالنا الذين فازوا في اليوم قبل الأخير.

ولاشك أن المنظومة الرياضية كلها تحتاج إلى إعادة نظر مثلها مثل أشياء كثيرة أخرى في بلدنا .. وكتبت أكثر من مرة أن أبطالنا في الرياضة لا ينالون الإهتمام الكافي ، ويضطروا آسفين إلى البحث عن دول أخرى تحتضنهم بعدما يتخلوا عن جنسيتهم المصرية.


وأقدم لك بهذه المناسبة ما ذكرته في عنواني أو تلك المفاجأة التي لا تخطر على بالك .. 

أمريكا فازت بالمركز الأول وحصلت على الذهبية في لعبة الشيش والفائزة الأمريكية مدربها مصري "طفش" من مصر لأنه وجد حرب ضده من القائمين على الإتحاد المشرف على اللعبة .. وهاجر إلى أمريكا وأنشئ مدرسة رياضية هناك في التدريب على لعبة الشيش ! تخرج منها العديد من الأبطال الأمريكان وعلى رأسهم تلك الفائزة بالميدالية الذهبية .. وكانت قد فازت بالمركز الأول أيضاً في الدورة الأولمبية التي سبقتها في طوكيو ..

وهذا المدرب المصري العالمي اسمه "أمجد عبدالحليم" .. 

ويقول في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية أنه تعرض لظلم شديد في مصر مشيراً إلى أنه كان يستحق قدرا أكبر من التقدير في بلده ، ولكن بدلاً من ذلك تمت إقالته من تدريب المنتخب الوطني ثلاث مرات رغم النتائج المتميزة التي حققها خلال فترة عمله !!

ومع توالي مجالس إدارات الاتحادات يتم إعتبار الأشخاص الموجودين وعلى رأسهم المدربين المحسوبين على مجلس الإدارة السابق ويتم التضحية بهم .. 

وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب !!


وبالتأكيد فإن ما ذكرته من فوز أمريكا بالمركز الأول بفضل مدرب مصري مفاجأة لم تخطر على بالك .. أليس كذلك ؟؟

الجمعة، 9 أغسطس 2024

حكايات إحسان عبدالقدوس - تعبت من تقبيل الأيادي !!



طفولته كانت صعبة .. 

هكذا يؤكد والدي رحمه الله .. 

يقول: أمي عندما أنجبتني كانت مطلقة ووحيدة في هذه الدنيا ، وعندما جاء أوان وضعي كانت بمفردها ويشاء القدر أن الإنسانة التي وقفت إلى جوارها أثناء ولادتي صديقة لها وفنانة مثلها إسمها "إحسان كامل" ، وتأثرا بهذه الصداقة والوفاء أطلقت إسم "إحسان" على أبنها الذكر !!

وهو إسم بناتي !!

ولو كان بجوارها رجلاً لتغير أسمي بالتأكيد ، لكن هذا قدري !!

والأسم "إحسان" سبب لي العديد من المشاكل والسخرية ، وفي صغري كان من يكرهونني من الأولاد يسخرون مني قائلين "البنوتة أهو" !!


وهو في بدايات عملي في الصحافة كانت تصلني رسائل بإسم الآنسة "إحسان" !! 

قبل أن يعرف القراء أنني واحد ذكر !!


وزاد الطين بلة أنني أكتشفت عند زواجي أن الشقيقة الكبرى لشريكة عمري إسمها "إحسان" ، ولذلك هربت من هذا الإسم إلى "سانو" في حياتي الخاصة وبين أصدقائي المقربين وأفراد أسرتي ، وأحتفظت بإسم "إحسان" للصحافة وحياتي العامة.


وعندما ظهرت على وش الدنيا كانت أمي مازالت ممثلة مغمورة وفقيرة .. أما أبي "محمد عبدالقدوس" فهو فنان بحق وحقيقي وصاحب مزاج يختفي بين الحين والآخر ولا أحد يعلم مكانه حتى يظهر من جديد.


ووضعتني أمي التي لا تملك قوت يومها في ملجأ للأيتام ، وقضيت هناك عدة أسابيع حتى ظهر أبي عندما علم أنه أنجب وكاد أن يطير من الفرحة  وأخذني إلى بيت العائلة وكانوا سعداء بالمولود الجديد الذي هو أنا وعلى رأسهم رب الأسرة جدي "أحمد رضوان".


وكان جدي الذي عشت في كنفه من رجال الدين ويعمل قاضياً شرعياً وله صلة وثيقة برجال ثورة ١٩١٩ .. وعشت مع جدي فترة ب"الدراسة" بجوار "الحسين" ، حتى بنى بيتا جديداً بالعباسية يتكون من عدة طوابق .. 

وطفولتي كلها قضيتها في الطابق الثاني من هذا المنزل مع عمتي وأولادها .. واسمها "نعمات هانم" وكانت بمثابة أمي الثانية وهي التي أشرفت على تربيتي حتى دخولي الجامعة وبعدها ذهبت للعيش مع أمي الحقيقية "روزاليوسف".


وأسرة جدي الذي عشت معه طفولتي كلها وجزء من المراهقة بالعباسية كانت محافظة تسودها تقاليد عجيبة منها مثلاً تقبيل الأيادي !! 

فلا أكتفي فقط بتقبيل يد من هم أكبر مني ، بل وضيوف جدي كمان !!

وعندما يأت ضيف إلى منزلنا يناديني جدي لكي أسلم عليه ، وتقبيل يده إحتراماً لشخصه الكريم ، وكنت أتضايق وأنا صغير من ذلك ، لكن إرضاء جدي أراه أمرا واجباً حتى ولو أتعبني تقبيل الأيادي !!


وكنت أذهب إلى أمي "روزاليوسف" كل أسبوع ، وأجد هناك نوعية من الناس مختلفة تماماً أغلبهم من الأدباء والصحفيين والفنانين ، فكنت أصافح الواحد منهم وأقوم بتقبيل يده ورفعها على رأسي كما أفعل في بيت جدي !! وسط دهشتهم الشديدة ، ولم يطل هذا الأمر كثيراً .. فقد شاهدتني أمي وأنا أقوم بتقبيل الأيادي ونهرتني بشدة بعد إنصراف الضيوف قائلة: أبوك وأمك هما فقط من تقبل أيديهم .. وتوفي جدي بعد ذلك ووفاته أعفتني من تقبيل الأيادي ، وكنت حريصاً جداً على تقبيل يد أمي ورفعها على رأسي حتى آخر يوم في حياتها.


أما أبي فكان يرفض ذلك ، وكلما حاولت تقبيل يده يسحبها بسرعة 

قائلاً: عيب يا ولد !!

الأربعاء، 7 أغسطس 2024

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - تعطلت سيارة الشرطة .. فتم القبض على المتهم


 يوم مطير .. ضابط الشرطة "نبيه عبد السلام"  بمديرية أمن القاهرة في طريقه للقبض على لص خطير .. لابد من الوصول إلى مكانه بسرعة قبل أن يهرب .. يقول لسائق السيارة بسرعة .. لا نريد أن نتأخر .. يجب ان نصل إليه خلال دقائق.


 تقطع السيارة الطريق في سرعة فائقة رغم خطورة ذلك على ركابها نظرا للمطر الذي يهطل بغزارة .. ودون مقدمات تقل سرعة العربة ثم تبطئ وأخيراً تتوقف رغم كل محاولات السائق ..

 يلعن ضابط الشرطة حظه ويصيح: "ضاعت كل جهودنا في القبض على اللص" ،  بعض المارة يتعاونون مع قوة الشرطة في دفع السيارة  !!

رئيس القوة  يقول لكل عابر "زقه من فضلك" !!

 وأخيراً تقوم السيارة وسط فرحة لا تقدر من الجميع وكأنهم ألقوا القبض على اللص نفسه !

 ومن جديد يستحث السائق على السير بأقصى سرعة ، ولكن العربة العجوز لا تطاوعه إنها "تحشرج" من جديد ثم تتوقف مره اخرى بعد أن أوشكت على الإقتراب من مكان إختباء المتهم المطلوب ! 

والحل ؟

 يأمر ضابط الشرطة قوته بمغادره السيارة .. سنذهب إلى مخبأ اللص بالاقدام .. من المؤكد أننا سنصل إليه أسرع على أقدامنا من هذه السيارة المتهالكة التي قامت بتعطيلنا ما يقرب من ساعة ، ويدعو ضابط الشرطة ربه بأن يوفقه في القبض على المتهم .

القدر يستجيب للنداء الصادر من الأعماق بطريقة لا تخطر على بال أحد .. ينزل ضابط الشرطة "نبيه عبد السلام"  من عربه البوليس التي توقفت عند مدخل حارة ضيقة ، بغلق باب السيارة ليفسح الطريق للأشخاص الذين حجزهم وراءه وحال دون مرورهم ، وفجأة يصيح في أحدهم :"قف مكانك" ..  يقترب منه بسرعة ليتأكد من شخصيته .. أنه اللص !!

 فوجئ بسيارة الشرطة تسد باب الحارة فحاول أن يبدو طبيعياً ويمر من جانبها دون أن يشعر أحد .. 

يقول "نبيه عبد السلام":  الحمد لله على تعطيل السيارة في هذا المكان ، كان اللص على وشك الإفلات لولا تدخل العناية الإلهية!!

 في واقعة لا تحدث إلا إستثناء أو قل نادراً  !!

الثلاثاء، 6 أغسطس 2024

وجه من مصر- بطلة رغم أنف الإهمال !!



من المشاكل الأساسية الموجودة في بلادي إهمال الرياضة وأبطالها .. وأظنك حضرتك شاهد على ذلك ..

المدارس عندنا أي كلام في الإهتمام بالرياضة !

ولا توجد خطة واضحة للدولة لتخريج أبطال رياضيين في مختلف المجالات .. العكس هو الصحيح .. "ياما نجوم" في الرياضة عندنا تخلوا عن جنسيتهم المصرية ليلعبوا باسم دول أخرى أعطتهم كل التشجيع والإمكانات والإهتمام ، وكانوا يشكون من الإهمال في بلادي.


وسيدتي الدكتورة "سارة أحمد نصرالدين" نموذج مختلف .. تستطيع أن تعتبرها بطلة رياضية برغم أنف الإهمال الذي أحاط بها ، ورفضت التخلي عن جنسيتها المصرية ، وأعتمدت على نفسها للتفوق في رياضة سباق الدراجات ، وحالياً تبحث عن راعي رسمي من الشخصيات المدنية يدعمها للإستمرار فى المنافسات و الاحتراف لأن تكاليف البطولات باهظة الثمن ، والإتحاد الرياضي المسئول عنها رفع شعار "طناش" !!

وقبل ذكر التفاصيل أقول لك أنها نجحت في الجمع بين الحسنيين .. التفوق العلمي والرياضي .. فهي حاصلة على الدكتوراة في تخصص صعب اسمه العلاج الطبيعي !

وحتى تعرف مدى أهميته أقول لك أنني قرأت إحصائية فريدة من نوعها خلاصتها أن ٧٥٪ من الشعب المصري يشكو من أوجاع في جسمه لأسباب شتى ..

وأوعى تظن حضرتك أن العلاج الطبيعي يتعلق فقط بالعظام ، بل تجده ضروري في علاج أمراض عدة مثل أمراض الجهاز العصبي ، وإعادة تأهيل للأوعية الدموية والقلب والرئتين وغيرها ، وتتضح أهميته خاصة للشيخوخة وكبار السن.


وسيدتي الدكتورة "سارة" كانت في منتخب مصر للسلاح السف  لفترة طويلة ورفعت اسم مصر عالياً في مختلف المسابقات الخاصة بهذه البطولة سواء بالدول العربية وأفريقيا وحتى في أوروبا ، وحققت نتائج جيدة رغم صغر سنها ، ورغم ذلك لم تحظ بالتقدير اللازم والمساعدات المطلوبة لأستمرار المسيرة ، واشتكت من الظلم والشللية وفضلت الإعتزال مبكراً.

وسرعان ما عاودها الحنين إلى التألق الرياضي من جديد في سباق الدراجات هذه المرة ، وكانت تستمتع بركوبها وهي ذاهبة إلى مكان دراستها بالمعادي ، فقررت أن تتخصص في تلك الرياضة .. وبسرعة بزغ نجمها في هذه اللعبة حتى أننا رأيناها اول مصرية تشترك في سباق الدراجات الشهير بفرنسا هذا العام واسمه " لى تاب تور ده فرانس" في "نيس" بفرنسا.

وكانت قد شاركت من قبل في سباق الدراجات لمسافة ١٧٠ كيلو متر من "شرم الشيخ" إلى "دهب" وفازت بالمركز الثاني مما أهلها للمشاركة في سباق "نيس" بفرنسا هذا العام.


وتقول سيدتي "سارة" : هذه الرياضة بالغة الصعوبة تقتضي التدريب لساعات طويلة ، والتدرب على كيفية إجتياز الطرق الوعرة والجبال ، فهو يحتاج إلى قوة تحمل كبيرة ، ويكفي أن تعلم أن عدد كبير جدا من  المشاركين في السباق الفرنسي لم يصلوا إلى نقطة النهاية.

لكن بطلتنا المصرية نجحت في تكملة السباق حتى نهايته رغم قسوته .. برافو عليها .. تفوقت رغم أنف الإهمال الذي تعانيه من المسئولين عن الرياضة في مصر .. عجائب !!

الأحد، 4 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - البابا شنودة: تعلمت من طالب فاشل جداً !!



بالأمس كان ذكرى ميلاد البابا "شنودة الثالث" رأس الكنيسة القبطية السابق ، وكان تأثيره كبيراً جداً على الأقباط ، وأحد ركائز مصر الأساسية منذ عام ١٩٧١ وحتى وفاته عام ٢٠١٢ يعني أكثر من أربعين عاماً وهو على رأس الكنيسة !

واسمه الحقيقي "نظير جيد روفائيل" من مواليد ٣ أغسطس عام ١٩٢٣ ، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يرأس الكنيسة.


وقد تعرفت عليه بعد خروجه من سجن "السادات" وترددت على الكنيسة للتهنئة بأعيادهم المختلفة ، وكان يقابلني بالترحاب ، وأجريت معه حوارا عن حياته الشخصية ،في إحدى المجلات الإجتماعية الشهيرة وقتها ، وأحدث ضجة لأنه قال في حواره معي كلاماً كان جديداً على القراء.


أخبرني أنه تعلم درساً لا ينساه من طالب فاشل جداً كان من تلاميذه !!

وبالطبع أعتبرت كلامه يدخل في دنيا العجائب ، وتساءلت بدهشة .. هل معقول: أن طالب خايب يعطيك درساً وأنت الراجل الموسوعة ؟؟

ضحك من قلبه قائلاً هذا ما حدث بالفعل ..

وأخذ يسرد تلك الواقعة بإبتسامة لا تفارقه ..

هذا الطالب كان بليداً جداً ..

في الأمتحان الأول أخذ صفراً ، وفي الأمتحان الثاني أستحق صفراً آخر ، وفي هذه المرة قمت بتوبيخه بشدة وكاد أن يبكي وقال لي في تأثر شديد: أنت ظلمتني بهذا التوبيخ وكان يجب أن تشجعني !!

دهشت لإجابته بالطبع وقلت له: وكيف أشجعك وقد أخذت صفرين ؟؟

هل أشجعك على الخيبة ؟؟

رد قائلاً: في إمتحاني الأول كانت أخطائي كثيرة جداً وأخذت صفراً في الأمتحان ، وفي الأمتحان الثاني كانت أخطائي أقل ، ولكن برضه أخذت صفراً آخر !!

يعني هناك تقدم ولو أنه مازال  لم يبرح درجة الصفر !!

وكان يجب عليك أن تلتفت إلى هذا التقدم الذي حدث وتشجعني حتى أجتاز هذا الصفر بعد ذلك !!

أعجبني هذا المنطق جداً ، وأعتذرت له وكان درساً لم أنساه في حياتي !


تساءلت ضاحكاً: وما أخبار درجة الصفر معاه بعد ذلك ؟؟

أجابني بضحكة حلوة: أستطاع إجتيازها وحصل على مقبول ونجح بالعافية !!


وأخيراً هل تعلم أن قداسة البابا السابق كان عضواً بنقابة الصحفيين ويكتب بإنتظام في مختلف الصحف ، وتذكرت رحلتي مع زملائي إلى "الدير" حيث كان يقيم لتسليمه كارنيه نقابة الصحفيين في جلسة ممتعة جمعت بين الضحك والفرفشة والموضوعات الجادة وأحوال بلدنا.

ولم أخفي إعجابي بشخصيته ، فهو يتميز بالذكاء وسرعة البديهة وحب النكتة والمرح ، وأهم ما أعجبني فيه كذلك عشقه للغة العربية ، ويحفظ الآلاف من أبيات الشعر العربي ، وهو بذلك قدوة لأتباعه في البعد عن التعصب خاصة المتطرفين منهم الذين يتحدثون بلغة الخواجات كراهية في العرب واللغة العربية .. عجائب !!

السبت، 3 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - إذا شعرت بالغربة تبقى تمام !!


أعرف ناس كتير قوي كل واحد منهم يداهمه احساس  انه غريب في المجتمع الذي يعيش فيه!

وأوعى تفتكر أنهم في حالة دروشة أو صوفي قرر اعتزال الحياة !!

 بل يعيشون عصرهم ، والعديد منهم من المتفوقين في مجالهم ، ومع ذلك شعور الغربة لا يفارقهم ، طيب ليه ؟؟

أنا شخصياً أنظر إليهم بتقدير وإعجاب فهم في نظري من أولاد الأصول أصحاب الأخلاق العالية.


وهؤلاء في نظري ينقسمون إلى قسمين كل منهم يستحق تعظيم سلام ..

جيل من كبار السن .. عاشوا شبابهم ، ولم يكن في عصرهم وسائل التواصل الحديثة .. الموبايل والدش والإنترنت ، لكن كان هناك أخلاق تربوا عليها !!

ولذلك تجدهم يشعرون بالغربة لأن الأخلاقيات تدهورت ، والتعاملات بقت صعبة جداً بين البشر .. نعم حدث تقدم علمي مذهل ، وفي مقابله تراجع إنساني رهيب وفقدان الإحترام والحب والمودة التي كانت موجودة.


والنوع الثاني يعجبني قوي قوي بل أراه أفضل من الأول !!

 أنهم من جيل الألفية .. يعني شباب نشأ وتربى في عصر التقدم المذهل للتواصل الإجتماعي !

لكن الشاب منهم يا سلام عليه .. يستحق عشرة على عشرة .. أنه إبن أصول وصاحب أخلاق لأنه تربى في بيت طيب ونظيف !

ولا تعجبه الأخلاقيات السيئة الموجودة في المجتمع .. والفساد والانحلال السائد ، وكل واحد يبحث عن مصالحه طبقا لنظرية أنا وبعدي الطوفان !!

فهو يشعر أنه غريب عن هذه الأخلاقيات السائدة ، الجيل الجديد ظروفهم أصعب من الجيل القديم الذي تربى في ظل أخلاقيات معينة تدهورت لكن هؤلاء الشباب يرفضون ذلك ، ويعيشون بالأخلاق الحلوة التي تربوا عليها ويشعرون أنهم "غرباء" عن أخلاقيات العصر الحالي..


والخلاصة أنك إذا شعرت بالغربة من الأخلاقيات السائدة في المجتمع تبقى تمام سواء كنت من الجيل القديم أو تنتمي إلى جيل الشباب.

الخميس، 1 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - صدمة في إسرائيل بعد إغتيال قائد حماس !!



المؤكد أن حضرتك ظننت أن هناك خطأ في العنوان ..

وبدلاً من أن أكتب "فرحة" في إسرائيل وضعت مكانها كلمة "صدمة" !!

لكنني أؤكد لك أن عنواني صحيح تماماً .. ومن فضلك أقرأ وجهة نظري لتعرف أن ما أقوله صحيح إلى حد بعيد.


وفي البداية أقول أن هناك بالقطع فئات واسعة من الإسرائيليين سعداء بإغتيال قائد "حماس" الشهيد "إسماعيل هنية" رحمه الله ، لكن هناك أيضاً قطاع لا يستهان به زعلان من ذلك !

ترى ما أسباب الزعل ؟؟

الإجابة إن "إسماعيل هنية" رحمه الله يختلف عن كل قادة حماس الذين أغتالهم العدو الصهيوني ، فهو أحد المفاتيح الأساسية في المفاوضات الجارية التي ترعاها مصر وقطر وامريكا بين حماس وإسرائيل من أجل الوصول إلى صفقة يتم خلالها وقف إطلاق النار ، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ، مقابل الإفراج عن العديد من السجناء الفلسطينيين !!

ومقتل هذا القائد بالذات ضربة شديدة لتلك الوساطة ويعني تأجيلها إلى أجل غير مسمى !!


والعدو الصهيوني أعلن دوماً أن هدفه من هذه الحرب أمرين على وجه التحديد ولا ثالث لهما ..

القضاء على حماس وإستعادة الرهائن الإسرائيليين الموجودين لديها .. 

وواضح أن تحقيق الهدف الثاني بالذات بعد إغتيال القائد الفلسطيني أصبح في المشمش !!

فلن يعودوا إليهم إلا جثث !!

وقضية المخطوفين "قلبة الدنيا" في إسرائيل منذ مدة طويلة !

وأقارب هؤلاء الرهائن يهاجمون رأس الحكومة "نتنياهو " بشدة الذي يضع العراقيل كلما أقترب الإتفاق على صفقة وقف إطلاق النار !

ويقولون أن إستعادة الرهائن يجب أن تكون لها الأولوية قبل القضاء على حماس الذي يبدو هو الآخر هدف بعيد المنال طالما تلك العنصرية واليمين المتطرف والأحزاب الدينية هي الحاكمة في إسرائيل .. فسيكون هناك "مليون حماس" آخر في كل مكان مادام الشعب الفلسطيني درجة عاشرة ويعامل أسوأ معاملة من هؤلاء الصهاينة المتطرفين !!

ومن يتابع الرأي العام وتقلباته في إسرائيل يؤكدون أن العديد من الإسرائيليين يعتقدون أن "نتنياهو" من مصلحته إستمرار الحرب لأن وقفها يعني على الفور سقوط حكومته المتطرفة وتقديمه هو شخصيا إلى المحاكمة بتهم الفساد والإفساد فضلاً عن فشله الذريع في عدم توقع الهجوم المفاجئ "لحماس" في السابع من أكتوبر !! 

وهو فشل أكبر بكثير من "خيبتهم القوية" أمام هجوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ حيث بداية عبور جيشنا العظيم قناة السويس لإستعادة سيناء.