ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 19 أغسطس 2024

عجائب عبد القدوس - الراجل الشرقي المحافظ ونهضته الكبرى!!


ذكرى وفاته كانت قبل أيام رحمه الله ، من الوهلة الأولى يبدو لك أنه راجل شرقي صعب المراس .. لكن ما رأيك أن هذا الإنسان المحافظ وراء نهضة كبرى في بلادي .. ومن الصعب جداً جداً الجمع بين التقاليد الشرقية والحداثة والأخذ بكل ما هو جديد !

لكن هذا الرجل العظيم أستطاع الجمع بينهما ، فهو شخصية نادرة في حد ذاتها !

ومن المعروف عنه أنه تصدى ل"قاسم أمين" عندما دعى إلى تحرير المرأة ، وأصدر في المقابل كتاب يؤكد فيه على أهمية الحجاب !

وإنهالت عليه الإتهامات من بعض المثقفين تتهمه بالرجعية !! لكن هذا الرجل الرجعي هو الذي أقام صناعة السينما في مصر !!

وله واقعة شهيرة مع جدتي "روزاليوسف" ، فقد شاهدها في رأس البر وهي تتنزه على الشاطئ مرتدية بيجاما طويلة وآخر دلع وكانت مشهورة بجمالها وأصر على فصلها من فرقة "عكاشة المسرحية" لأنه رأى فيما فعلته جدتي الجميلة خروجا على التقاليد والأعراف !!

وكان شديد الحرص عليها في أخلاقه.


وهذا الرجل الشرقي المحافظ كانت وراءه نهضة كبرى شهدتها بلادي .. في مجالات ثلاثة أساسية ..

أولها المجال الإقتصادي حيث كان بنك مصر ، أول بنك مصري صميم أقامه المرحوم "طلعت حرب" عام ١٩٢٠ ليصبح بعد ذلك من أكبر بنوك مصر !

والمجال الثاني يتمثل في الصناعة الوطنية وتمثلت في المصانع المصرية بالمحلة الكبرى والتي تضاهي أحدث ما أنتجته الخواجات وذلك في أوائل الثلاثينات من القرن العشرين الميلادي ، وأفتتحها الملك "فؤاد" وأنعم عليه برتبة الباشوية !

وفي عام ١٩٣٥ كان ميلاد صناعة السينما في بلادي بأفتتاح أستوديو مصر .. وهو مشروع من مشروعات "طلعت حرب" الرائدة ..

ولا عجب بعد كل ذلك أن تجد جدتي "روزاليوسف" تشيد به في مذكراتها برغم أنه طردها في شبابها من فرقته المسرحية ، بل وطالبت بإقامة تمثال له في أكبر ميادين القاهرة وهو ما تحقق بالفعل بعد وفاتها.


إنه شخصية لا تتكرر .. وياريت كل الرجالة "الشرقيين" يبقوا زيه في ثقافته وإنفتاحه على الدنيا وحبه لمصر.


وأختم بواقعة فريدة من نوعها تدل على شخصية هذا الرجل ففي عام ١٩٢٨ طلبت منه "هدى شعراوي" رئيسة الإتحاد النسائي المصري إقامة إحتفال تكريم بذكرى "قاسم أمين" بمسرح حديقة الأزبكية الذي يملكه ، ولم يتردد في الموافقة برغم رفضه لآراء "قاسم أمين" .. وهذا سلوك لا تجده إلا إستثناء بين الناس .. تكريم المخالفين لك في رأيك !! 

ويدخل بالطبع في دنيا العجائب !!


وغداً بإذن الله أقدم لك مفاجأة حلوة تتمثل في أفتتاح أستوديو مصر قبل ٨٩ سنة بالتمام و الكمال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق